أصدر قاضٍ أمريكي حكمًا يهدف إلى تقليل هيمنة جوجل على سوق البحث الرقمي. وبموجب هذا الحكم، طُلب من جوجل تقييد عقودها المتعلقة بتثبيت محرك البحث بشكل افتراضي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة، إلى مدة عام واحد فقط. يمثل هذا القرار خطوة مهمة في جهود مكافحة الاحتكار التي تستهدف عمالقة التكنولوجيا، ويفتح الباب أمام منافسين جدد في هذا المجال الحيوي.

جاء الحكم يوم الجمعة الماضي، حيث أمر القاضي جوجل بضرورة إعادة التفاوض على جميع اتفاقيات التثبيت الافتراضي بشكل سنوي، بما في ذلك الصفقات المربحة مع شركات مثل أبل وسامسونج. يستند هذا الإجراء إلى قرار سابق صدر في عام 2024، قضى بأن جوجل قد انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار من خلال احتكارها غير القانوني لأسواق البحث عبر الإنترنت.

تأثير الحكم على مستقبل البحث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي

يهدف هذا القرار، وفقًا للقاضي أميت ميهتا، إلى تعزيز المنافسة من قبل الشركات الأخرى، خاصة تلك المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويهدف الحكم إلى منع جوجل من الاستفادة من سيطرتها طويلة الأمد على سوق البحث من خلال اتفاقيات طويلة الأجل مع الشركات المصنعة للأجهزة.

بالإضافة إلى ذلك، يأتي الحكم في أعقاب أمر سابق صدر في سبتمبر، يلزم جوجل بمشاركة بعض البيانات المتعلقة بترتيب نتائج البحث مع منافسيها. وسيساعد ذلك الشركات الأخرى على فهم كيفية عمل محرك بحث جوجل وتحسين خوارزمياتها الخاصة.

تعقيدات التنفيذ والتحديات القانونية

على الرغم من أهمية هذا الحكم، إلا أنه يواجه بعض التحديات في التنفيذ. فقد أعلنت جوجل عن عزمها استئناف العديد من القرارات المتعلقة بمكافحة الاحتكار، بما في ذلك تلك المتعلقة بممارساتها في متجر البلاي. من المتوقع أن تكون هناك معركة قانونية طويلة الأمد حول نطاق هذا الحكم وكيفية تطبيقه.

ومع ذلك، فإن الحكم يضع ضغوطًا كبيرة على جوجل لفتح سوق البحث أمام المنافسين. فمن خلال تقييد قدرتها على إبرام صفقات طويلة الأجل، فإنه يمنح الشركات الأخرى فرصة أفضل لتثبيت تطبيقاتها بشكل افتراضي على الأجهزة والوصول إلى قاعدة مستخدمين أوسع.

المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي

يتزامن هذا القرار مع زيادة المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شركات جديدة تقدم تقنيات مبتكرة تتحدى هيمنة جوجل. فقد أطلقت شركة OpenAI متصفحها الخاص Atlas، والذي يعتمد على واجهة ChatGPT. كما تسعى شركات أخرى، مثل Perplexity AI (مع Comet)، ومايكروسوفت (مع Edge وCopilot)، وأوبرا (مع Aria) إلى تطوير متصفحات مماثلة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويتوقع خبراء التكنولوجيا أن يؤدي هذا التطور إلى تغيير كبير في سوق البحث الرقمي، حيث قد يصبح الذكاء الاصطناعي هو المحرك الرئيسي للبحث في المستقبل. يرى البعض أن هذا الحكم قد يسرع من هذا التحول، من خلال تسهيل دخول الشركات الجديدة إلى السوق وتقديم بدائل مبتكرة لمحرك بحث جوجل. تعتبر **التقنية** و **الابتكار** من العوامل الرئيسية التي ستحدد مستقبل هذا المجال.

يجدر بالذكر أن جوجل لم تصدر ردًا رسميًا على الحكم حتى الآن، ولكن من المتوقع أن تعلن عن موقفها الرسمي في الأيام القادمة.

من المرجح أن تستمر المعركة القانونية بين جوجل والحكومة الأمريكية لعدة أشهر، إن لم يكن سنوات. سيكون من المهم مراقبة التطورات القانونية والتنفيذية لهذا الحكم، بالإضافة إلى رد فعل الشركات الأخرى في السوق. في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التغييرات على مستقبل البحث عبر الإنترنت وعلى قدرة جوجل على الحفاظ على هيمنتها في هذا المجال المهم.

شاركها.