تواجه العديد من الأمهات العاملات تحديات متزايدة في سوق العمل، خاصةً مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية السريعة. في ظل هذه الظروف، وجدت كاتبة مستقلة نفسها فجأة بلا عمل قبل عطلة الشكر، مما أثار لديها مشاعر مختلطة من القلق والخوف، ولكنه أيضًا فتح الباب أمام إعادة تقييم مسارها المهني والشخصي. هذه القصة تلقي الضوء على صعوبات البحث عن عمل بعد سن الأربعين، والتحديات المالية التي تواجهها الأسر، وأهمية استكشاف الفرص الجديدة.

الخبر الصادم جاء في وقت بالغ الحساسية، حيث تعتمد أسرة المؤلفة بشكل كبير على دخلها. فمع خمسة أطفال، ثلاثة منهم في سن المراهقة، وتكاليف الحياة المتزايدة، أصبح فقدان وظيفتها بمثابة ضربة قوية. وتشمل هذه التكاليف مصاريف دراسية جامعية قادمة، وتكاليف تعلم القيادة، وأنواع الرياضات المختلفة التي يمارسها الأطفال.

تحديات البحث عن عمل للأمهات في الأربعينيات

يشكل البحث عن عمل تحديًا خاصًا للنساء في الأربعينيات من العمر، حيث قد يواجهن تمييزًا على أساس السن أو الخبرة. وفقًا لتقارير حديثة، غالبًا ما يستغرق الأمر وقتًا أطول للعثور على وظيفة جديدة بعد تجاوز سن الأربعين، وقد تكون الرواتب أقل مقارنة بالشباب. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لديهن التزامات عائلية تجعل من الصعب عليهن حضور المقابلات أو الانتقال إلى وظائف جديدة.

في حالة المؤلفة، فإن عدم وجود دخل إضافي من الزوج، وهو معلم في مدرسة حكومية ريفية، يزيد من الضغط المالي. حتى أن الأسرة مؤهلة للحصول على وجبات مجانية في المدرسة، مما يعكس الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهونه. على الرغم من أن الخيار الأكثر منطقية هو البحث عن وظيفة بدوام كامل ومستقرة على الفور، إلا أن المؤلفة تشعر برغبة في استكشاف ما تريده حقًا في هذه المرحلة الجديدة من حياتها.

تغير دور الأم

بالتزامن مع فقدان الوظيفة، تشهد المؤلفة تحولًا في دورها كأم. مع بدء أصغر أطفالها في رياض الأطفال، لم تعد بحاجة إلى التواجد في المنزل بدوام كامل كما كانت من قبل. هذا التحول يثير لديها تساؤلات حول هويتها ومعنى وجودها بعد سنوات طويلة من التفاني في رعاية الأطفال.

تصف المؤلفة هذا الشعور بأنه “فراغ” أو “ضياع”، وتسأل نفسها: “من أنا عندما يكبر الأطفال؟” و “كيف سأملأ أيامي؟” و “هل سأتمكن من التقاعد والعيش براحة إذا لم أعمل وظيفة ‘حقيقية’ أبدًا؟”. هذه الأسئلة شائعة بين الأمهات اللواتي يمررن بمرحلة مماثلة، حيث يبدأن في إعادة تعريف أنفسهن خارج دور الأمومة.

على الرغم من هذه المشاعر، تحاول المؤلفة التركيز على الجوانب الإيجابية. فهي ترى في هذا التحول فرصة لاستكشاف اهتماماتها وشغفها، وتجربة أشياء جديدة.

استكشاف فرص جديدة

بدأت المؤلفة في استكشاف بعض المشاريع التي لطالما حلمت بها. فقد تلقت تدريبًا لتصبح بديلة في المكتبة المحلية، واشتركت في برنامج لمساعدة الطلاب في المدرسة. كما أنها تفكر في تطوير بعض الأفكار التجارية الصغيرة، مثل نشر كتب خيالية على أمازون، أو الحصول على شهادة في التدريب الشخصي، أو توسيع المزرعة الصغيرة التي تمتلكها مع زوجها. هذه الأنشطة تمنحها شعورًا بالهدف والإنجاز، وتساعدها على استعادة ثقتها بنفسها.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها تبحث عن فرص عمل في مجال التمريض، حيث لا تزال تحمل ترخيصًا ساري المفعول. وقد تواصلت مع إحدى شركات التوظيف المحلية، وقدمت طلبات للحصول على وظائف عن بعد. هذا يدل على التزامها بإيجاد مصدر دخل مستقر، مع الحفاظ على مرونة تسمح لها بالاهتمام بأسرتها.

تعتبر هذه الفترة بمثابة فرصة لإعادة التفكير في الأولويات وتحديد المسار المهني الذي يناسبها. إنها تواجه تحديات مالية وعاطفية، لكنها مصممة على التغلب عليها واستعادة السيطرة على حياتها. وتشير إلى شعور بالضيق والبحث عن الذات، وهو شعور شائع بين الأمهات في مرحلة انقطاع الطمث.

من المتوقع أن تستمر المؤلفة في البحث عن عمل، مع التركيز على الوظائف التي توفر الاستقرار المالي والمرونة. كما أنها ستواصل استكشاف مشاريعها الشخصية، وتقييم إمكانية تحويلها إلى مصادر دخل إضافية. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الاحتياجات المالية للأسرة، والرغبة في استكشاف مسارات مهنية جديدة. من المهم مراقبة تطورات سوق العمل، والفرص المتاحة للأمهات العاملات، والسياسات الحكومية التي تدعم التوظيف والمرونة.

شاركها.