فقدت البحرية الأمريكية طائرة مقاتلة من طراز إف/أيه-18 سوبر هورنت في البحر الأحمر خلال مناورات حادة للطراد يو إس إس هاري إس ترومان لتجنب صاروخ معادي في نهاية أبريل. تقدر قيمة الطائرة الضائعة بحوالي 60 مليون دولار، وكشف تحقيق أجرته البحرية عن سلسلة من العوامل التي ساهمت في الحادث، بما في ذلك خلل في الفرامل وسوء التواصل. وتأتي هذه الخسارة في سياق سلسلة من الحوادث التي تعرض لها حاملة الطائرات خلال انتشارها في الشرق الأوسط.
حدث الحادث عندما كان طاقم الطراد يقوم بسحب الطائرة إف/أيه-18 في منطقة الصيانة أسفل سطح الطيران عندما أعلن عن مناورة انعطاف حادة للطراد لتجنب صاروخ باليستي متوسط المدى أطلقه الحوثيون. لم يتم إبلاغ طاقم السحب بشكل صحيح بالتحذير، مما أدى إلى فقدانهم السيطرة على الطائرة أثناء ميلان السفينة. انزلقت الطائرة إلى حافة سطح السفينة وسقطت في البحر، بالإضافة إلى جرار السحب الذي سقط أيضًا.
فقدان طائرة إف/أيه-18 سوبر هورنت: تحقيق يكشف تفاصيل الحادث
وبحسب التحقيق الذي أجرته البحرية الأمريكية، فإن السبب الرئيسي هو عدم كفاءة فرامل الطائرة وعدم وجود تواصل فعال من جسر القيادة في يو إس إس هاري إس ترومان إلى التحكم في سطح الطيران ومنطقة الصيانة. أدى هذا إلى عدم قدرة طاقم السحب على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتثبيت الطائرة أثناء المناورة. وكانت الطائرة من سرب القتال 136، والمعروف باسم “الفرسان السود”.
أفادت تقارير بأن الطاقم كان قد أزال الدعامة والسلاسل لتسهيل عملية السحب عندما بدأت الطائرة في الانزلاق. أحد البحارة تمكن من القفز من قمرة القيادة قبل سقوط الطائرة، ولكنه أصيب بجروح طفيفة. يشير التحقيق إلى أن سطح السفينة لم يكن يتمتع بطلاء مانع للانزلاق فعال، حيث لم يتم استبداله منذ عام 2018.
العمليات ضد الحوثيين والسياق الإقليمي
جاءت هذه الحادثة خلال فترة شهدت قيام يو إس إس هاري إس ترومان ومجموعتها القتالية بعمليات قتالية ضد الحوثيين في اليمن، وهي جماعة متمردة مدعومة من إيران تسببت في اضطرابات كبيرة في طرق الشحن الرئيسية في الشرق الأوسط لأكثر من عام. وقد أدت هذه الهجمات إلى تصعيد التوترات في المنطقة، مما دفع البحرية الأمريكية إلى اتخاذ تدابير دفاعية.
من المهم الإشارة إلى أن هذا الحادث ليس الوحيد الذي واجهته المجموعة القتالية خلال انتشارها. في ديسمبر، أسقطت السفينة الحربية يو إس إس جيتيسبيرج عن طريق الخطأ إحدى طائرات إف/أيه-18 التابعة للطراد في حادث وصفته وزارة الدفاع بأنه “إطلاق نار صديق”. وفي فبراير، اصطدمت حاملة الطائرات بسفينة شحن. وفي مايو، فقدت السفينة طائرة مقاتلة ثالثة بعد أن انزلقت عن سطح الطيران أثناء الهبوط وسقطت في البحر.
تكلفة الخسائر وتداعياتها المحتملة
تمثل خسارة طائرة إف/أيه-18 سوبر هورنت خسارة كبيرة للبحرية الأمريكية، حيث تقدر قيمة هذه الطائرات المتعددة المهام بـ 60 مليون دولار لكل منها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحوادث المتكررة تثير تساؤلات حول إجراءات السلامة والتدريب المتبعين على متن حاملات الطائرات. قد يؤدي ذلك إلى مراجعة للبروتوكولات الحالية وتنفيذ تدابير إضافية لتقليل مخاطر الحوادث في المستقبل.
وتشير التقارير إلى أن الحوادث المتتالية قد تؤثر على عمليات البحرية الأمريكية في المنطقة، وتتسبب في تأخير أو إلغاء بعض المهام. بالإضافة إلى ذلك، فإنها قد تؤدي إلى زيادة الضغط على البحرية لضمان سلامة أفرادها ومعداتها. وتعتبر صيانة الطائرات بشكل دوري أمرًا حيويًا لضمان سلامتها وكفاءتها في العمليات.
من المتوقع أن تواصل البحرية الأمريكية إجراء تحقيقات شاملة في جميع الحوادث لتحديد الأسباب الجذرية واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة. نظرًا للتوترات المستمرة في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن تستمر حاملات الطائرات الأمريكية في الانتشار في المنطقة، مما يجعل السلامة التشغيلية ذات أهمية قصوى. ستراقب البحرية عن كثب تنفيذ توصيات التحقيق وتأثيرها على العمليات المستقبلية.
