أفادت تقارير بأن طاقمًا أوكرانيًا يعمل على إحدى الطائرات القليلة من طراز داسو ميراج 2000 الموجودة في بلادهم، أن هذه المقاتلة المصنعة في فرنسا حققت فعالية تقارب 100٪ في مواجهة الأسلحة الروسية. يأتي هذا الإعلان في وقت تسعى فيه أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها الجوية في ظل استمرار الحرب، وتعتبر ميراج 2000 إضافة قيمة لقواتها الجوية.
نشرت القوات الجوية الأوكرانية مقطع فيديو يوم الأربعاء يظهر المقاتلة من الجيل الرابع، حيث تحدث طيار ميراج وعدد من الفنيين عن الطائرة في أحد المطارات الأمامية. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تتلقى فيه أوكرانيا حوالي 20 مقاتلة من هذا الطراز، وهي طائرات تقوم فرنسا بسحبها تدريجيًا من الخدمة.
فعالية مقاتلات ميراج 2000 في الدفاعات الجوية الأوكرانية
صرح الطيار، الذي لم يتم الكشف عن هويته في الفيديو، أن “فعالية اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ المعادية على متن هذه الطائرة تبلغ 98٪. هذه أرقام مثيرة للإعجاب.” يُظهر هذا التصريح مدى أهمية هذه الطائرات في سد الفجوة الدفاعية الأوكرانية.
تستخدم أوكرانيا هذه الطائرات الغربية الثمينة بشكل أساسي للدفاع الجوي ضد التهديدات مثل الصواريخ المجنحة. وبحسب مسؤولين أوكرانيين، فقد أسقطت طواقم ميراج 2000 ما لا يقل عن 12 صاروخًا روسيًا من طراز Kh-101، وهي صواريخ موجهة دون صوتية بعيدة المدى تطلق من الجو.
أظهر الفيديو لقطات لمقاتلة ميراج 2000 وهي تدمر أهدافها، كما تم تصويرها من داخل قمرة القيادة. كما أشار فني، يُدعى دميترو فقط، إلى علامات تدمير الصواريخ على هيكل الطائرة، قائلاً: “هناك ست علامات على الطائرة حاليًا، ولكن في الواقع هناك العديد منها.”
تكتيكات الانتشار لزيادة فرص البقاء
من الجدير بالذكر أن طاقم المقاتلة ذكر أن موقع التصوير كان هو القاعدة الجوية الثالثة التي حلقت منها في أسبوع واحد. يعكس هذا التكتيك استراتيجية أوكرانية أوسع لانتشار طائراتها، بما في ذلك ميراج 2000، على عدة مواقع. تهدف هذه الطريقة إلى جعل تتبع وتدمير الطائرات أكثر صعوبة مقارنة بالعودة إلى قاعدة جوية مركزية.
ومع ذلك، أشار الطاقم إلى أنهم لا يزالون بحاجة إلى المزيد من الخيارات بعيدة المدى لتدمير الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية. فصاروخ Magic 2، المصمم للاعتراضات الجوية والقتال الدوج، هو صاروخ قصير المدى نسبياً وتم إدخاله للخدمة في الثمانينيات.
أكد الطيار أن مشغلي ميراج 2000 يحتاجون إلى “شيء في المنتصف بين الكفاءة والتكلفة” لمواجهة العدد الكبير من الذخائر التي تطلقها روسيا على أوكرانيا. تطلق روسيا باستمرار دفعات كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ المتفجرة بعيدة المدى، وغالبًا ما توقف أو تقلل من حدة الهجمات في بعض الأيام لتجميع المزيد من الأسلحة لشن هجمات واسعة النطاق.
النظر إلى المستقبل: طائرات رافال كبديل محتمل
في الفيديو، لمح الطيار إلى إمكانية قيادة طائرات رافال، وهي المقاتلة الحديثة التي تستخدمها القوات الجوية الفرنسية. وبرر ذلك بالقول إن “كونها طائرة من نفس البلد، فسيكون التدريب على قيادة طائرة رافال أسرع بكثير من الطائرات الأخرى من دول أخرى.”
تعتبر رافال واحدة من الطائرات التي تدرسها أوكرانيا لتحديث قواتها الجوية، وهو ما قد يستغرق عقدًا أو أكثر. في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده قد وقعت على خطاب نوايا لشراء ما يصل إلى 100 طائرة رافال F4 بحلول نهاية عام 2035.
على الرغم من أن هذا الاتفاق سيجعل أوكرانيا واحدة من عملاء داسو لهذه الطائرات، إلا أنه لا يضمن شراء جميع الطائرات الـ 100. تخطط كييف أيضًا لإدراج طائرة F-16 Fighting Falcon الأمريكية وطائرة Gripen السويدية في أسطولها الجديد. الطائرات المقاتلة تمثل عنصرًا حاسمًا في استراتيجية أوكرانيا الدفاعية.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول صفقات الأسلحة المستقبلية، بما في ذلك التفاصيل المتعلقة بتوريد طائرات رافال و F-16، في الأشهر المقبلة. يجب مراقبة التطورات المتعلقة بالتدريب على هذه الطائرات الجديدة، بالإضافة إلى استمرار تقييم أداء الدفاعات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك ميراج 2000، في مواجهة التهديدات الروسية المتغيرة.
