ميناء إيفرجليدز، فلوريدا – تمكنت قوات خفر السواحل الأمريكية من ضبط كمية قياسية من مخدر الكوكايين من قبل مهربي المخدرات، وذلك بمساعدة طائرة بدون طيار للاستطلاع تتميز بتصميم فريد. وقد ساهمت هذه الطائرة، القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا، في تعزيز قدرة طاقم سفينة خفر السواحل “ستون” على رصد عمليات تهريب المخدرات خلال مهمة حديثة في المحيط الهادئ الشرقي. هذه العملية تعكس الجهود المتزايدة في مكافحة تهريب الكوكايين.
قامت سفينة “ستون”، وهي سفينة أمن قومي كبيرة من فئة “ليجندز”، بتفريغ أكثر من 22.7 طنًا (49,000 رطل) من الكوكايين، تقدر قيمتها بأكثر من 362 مليون دولار أمريكي، في ميناء إيفرجليدز في فورت لودرديل، فلوريدا، يوم الأربعاء. ويعتبر هذا التفريغ علامة فارقة، حيث يمثل أكبر كمية من الكوكايين يتم ضبطها من قبل سفينة خفر السواحل في مهمة واحدة. وذكر مسؤولون أن غالبية الكوكايين المضبوط خلال هذه المهمة جاءت من كولومبيا.
عملية ناجحة لمكافحة الكوكايين بفضل التكنولوجيا المتقدمة
صرح نائب الأدميرال مور، قائد منطقة خفر السواحل الأطلسي، قائلًا: “ما ترونه خلفي ليس مجرد كومة من الكوكايين، بل هو انتصار ملموس في معركتنا المستمرة ضد المنظمات الإجرامية العابرة للحدود والإرهاب المرتبط بالمخدرات.” وتأتي هذه الضبطية في إطار عملية “فايبر المحيط الهادئ” بقيادة خفر السواحل الأمريكية، والتي تهدف إلى استهداف عمليات تهريب المخدرات في المحيط الهادئ الشرقي.
تشير التقارير إلى أن خفر السواحل الأمريكية تسرع من مهماتها لمكافحة المخدرات، مما أدى إلى تسجيل أرقام قياسية في عمليات اعتراض المخدرات. ففي السنة المالية 2025 وحدها، ضبطت خفر السواحل ما يقرب من 230 طنًا (510,000 رطل) من الكوكايين، وهو أكبر رقم في تاريخها. وتعتبر هذه الزيادة في عمليات الضبط نتيجة مباشرة لتعزيز القدرات التكنولوجية والاستراتيجيات الفعالة.
دور الطائرة بدون طيار “V-BAT” في عمليات الرصد
شملت مهمة سفينة “ستون” الأخيرة في المحيط الهادئ 15 عملية اعتراض، وقعت ثلاث منها في ليلة واحدة. وقد لعبت طائرة الاستطلاع “V-BAT” من نوع MQ-35، والتي تتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط عموديًا، دورًا حاسمًا في رصد السفن المشتبه بها. تم تشغيل هذه الطائرة بدون طيار بواسطة فريق متخصص، مما سمح لطاقم السفينة بالحصول على معلومات استخباراتية حيوية في الوقت الفعلي.
أفادت القبطان آن أوكونيل، قائدة سفينة “ستون”، أن الطائرة رصدت القارب الأول في المياه المظلمة خلال الليل، مما دفع السفينة إلى الاستعداد لفريق الصعود. وبينما كان فريق الصعود يتعامل مع القارب الأول، استمرت الطائرة في الدورية، مما أدى إلى اكتشاف قاربين آخرين قريبين. وفي تلك الليلة، تم ضبط ما مجموعه 5.4 طن (12,000 رطل) من الكوكايين، بالإضافة إلى القبض على سبعة مشتبه بهم من مهربي المخدرات.
وأوضحت أوكونيل أن الطائرة بدون طيار كانت ضرورية لعمليات تلك الليلة، حيث سمحت لطاقم السفينة بمواصلة مراقبة المناطق المحيطة أثناء إكمال عمليات الصعود، والتي يمكن أن تستغرق من ساعتين إلى ثماني ساعات حسب حجم السفينة وإجراءات إنفاذ القانون المعقدة التي يجب على فرق خفر السواحل اتباعها. تعتبر هذه القدرة على المراقبة المستمرة أمرًا بالغ الأهمية في منطقة واسعة مثل المحيط الهادئ الشرقي.
تطير الطائرة “V-BAT” فوق منطقة محددة تحددها خفر السواحل. ويتلقى مشغلو الطائرة تعليمات محددة حول ما يجب البحث عنه، وبمجرد إقلاعها، يتم نقل بث الفيديو المباشر إلى السفينة، حيث يمكن لأفراد الطاقم مراقبته على الشاشات. هذه التكنولوجيا تتيح رؤية واضحة في الظروف الجوية الصعبة وفي الليل.
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر الطائرة “V-BAT” مع سفينة “ستون”، وهي أيضًا واحدة من أوائل السفن التي تحملها. وقد أثبتت فائدتها بشكل خاص في منطقة العمليات الواسعة في المحيط الهادئ الشرقي، حيث يمكن للنظام الجوي غير المأهول تعويض نقص الطائرات ذات الجناح الثابت المستخدمة في الاستطلاع.
تتميز الطائرة “V-BAT” بتصميم فريد من نوعه، حيث تستخدم تقنية المراوح المجوفة لرفعها. ووفقًا للشركة المصنعة، فقد تم بناؤها لتكون ذات بصمة تكتيكية صغيرة، حيث يمكنها الإقلاع في رياح تصل سرعتها إلى 40 كيلومترًا في الساعة من السفن المتحركة بسرعة تصل إلى 18 كيلومترًا في الساعة. وتقول شركة Shield AI أن الطائرة يمكن أن توفر أكثر من 13 ساعة من وقت الطيران للمراقبة المستمرة.
تشير الشركة إلى أنه يمكن لفريق مكون من شخصين تجميع وتشغيل الطائرة “V-BAT” في أقل من 30 دقيقة.
على الرغم من أن الطائرة “V-BAT”، مثل القدرات الأخرى التي تجعل سفينة “ستون” سفينة متميزة لمثل هذه المهام، أثبتت قيمتها، إلا أن المسؤولين أكدوا أن الفضل يعود في المقام الأول إلى طاقم السفينة.
صرحت أوكونيل: “كل هذه العناصر، مع نظام الطائرات بدون طيار وفريق التدخل السريع بالمروحيات (HITRON) وقواربنا الصغيرة، هي قدرات مذهلة. ولكن العامل السري هو أفرادنا، وهم الذين يحققون لنا النجاح.”
من المتوقع أن تستمر خفر السواحل الأمريكية في تعزيز قدراتها لمكافحة تهريب المخدرات في المحيط الهادئ الشرقي، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الطائرات بدون طيار. وستراقب الجهات المعنية عن كثب فعالية هذه العمليات وتأثيرها على جهود مكافحة المخدرات بشكل عام. كما سيتم تقييم إمكانية نشر المزيد من الطائرات “V-BAT” على سفن خفر السواحل الأخرى في المستقبل القريب.
