أنجزت شركة بلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس إنجازًا كبيرًا في مجال استكشاف الفضاء بإطلاق صاروخ نيو جلين بنجاح. حيث أطلق الصاروخ المكون من مرحلتين مركبتي “إيسكيبيد” الفضائيتين التابعتين لناسا إلى مدار حول الأرض، ثم هبطت المرحلة الأولى منه بنجاح على متن سفينة “جاكلين” في المحيط الأطلسي. يأتي هذا الإنجاز في إطار سعي بلو أوريجين لمنافسة شركة سبايس إكس في مجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.

انطلق صاروخ نيو جلين من قاعدة كيب كانافيرال للقوات الفضائية الأمريكية يوم الخميس بعد عدة تأخيرات بسبب سوء الأحوال الجوية. ويصل ارتفاع الصاروخ إلى 321 قدمًا، وقد تم تصميمه ليكون قادرًا على حمل حمولات كبيرة إلى مدار حول الأرض وإلى أبعد من ذلك إلى المريخ. وتعد مهمة “إيسكيبيد” جزءًا من استراتيجية ناسا لدراسة الغلاف الجوي للمريخ وتحسين التخطيط للبعثات المأهولة المستقبلية.

تفاصيل المهمة

تمثل مهمة “إيسكيبيد” خطوة مهمة نحو فهم أفضل للغلاف الجوي للمريخ والتأثيرات التي قد تطرأ عليه نتيجة الرياح الشمسية. وستقوم المركبتان الفضائيتان بدراسة الغلاف الجوي العلوي للمريخ والمجالات المغناطيسية المحيطة به. ومن المتوقع أن تصل المركبتان إلى المريخ في عام 2027، حيث ستبدأان في جمع البيانات التي ستساعد في تحسين نماذج الطقس الفضائي وتقديم رؤى قيمة حول كيفية تأثير الشمس على الغلاف الجوي للمريخ.

أهمية الهبوط الناجح للمرحلة الأولى

يعد الهبوط الناجح للمرحلة الأولى من صاروخ نيو جلين إنجازًا تقنيًا كبيرًا، حيث يمثل خطوة حاسمة نحو جعل الصاروخ قابلًا لإعادة الاستخدام. ويأتي هذا الإنجاز بعد محاولة فاشلة في يناير الماضي، حيث لم يتمكن الصاروخ من الهبوط بنجاح. ويعزز هذا النجاح من قدرة بلو أوريجين على منافسة سبايس إكس في مجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، مما قد يؤدي إلى تقليل تكاليف الوصول إلى الفضاء بشكل كبير.

وبعد الإطلاق، هنأ الرئيس التنفيذي لشركة بلو أوريجين، ديف ليمب، الفريق على هذا الإنجاز، مشيرًا إلى التقدم الكبير الذي أحرزته الشركة في مجال تكنولوجيا الصواريخ. كما شارك صورًا مقربة من عملية الإطلاق والهبوط، مما يبرز الدقة والتعقيد في هذه العمليات.

الخطوات المقبلة

من المتوقع أن تستمر المركبتان “إيسكيبيد” في مدار حول الأرض لمدة عام قبل أن تتجها نحو المريخ في عام 2026. وبمجرد وصولهما إلى المريخ، ستبدأان في جمع البيانات حول الغلاف الجوي العلوي للمريخ، مما سيساعد في تحسين التخطيط للبعثات المأهولة المستقبلية إلى الكوكب الأحمر. وتعد هذه المهمة جزءًا من استراتيجية ناسا الطموحة لاستكشاف المريخ وإعداده لاستقبال البعثات البشرية في المستقبل.

ومع استمرار بلو أوريجين في تطوير تكنولوجيا الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التطورات على مستقبل استكشاف الفضاء وتكلفته. ومع تقدم الشركات الخاصة في هذا المجال، قد نشهد تحولات كبيرة في كيفية وصولنا إلى الفضاء واستكشافه.

شاركها.