انسحبت شركة Affinity Partners، وهي شركة أسهم خاصة مقرها فلوريدا أسسها جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، من تمويل عرض شركة باراماونت للاستحواذ على شركة Warner Bros. Discovery. يأتي هذا التطور في خضم معركة شرسة في قطاع الإعلام، ويُعدّ مؤشرًا على التغيرات المستمرة في ديناميكيات هذا العرض الضخم الذي يبلغ 108 مليارات دولار. هذا الانسحاب يثير تساؤلات حول مستقبل صفقة الاستحواذ على Warner Bros. Discovery.
أكد متحدث باسم Affinity Partners أن قرار الانسحاب جاء بعد تغييرات كبيرة في تفاصيل الاستثمار منذ مشاركتها الأولية في أكتوبر الماضي. ومع ذلك، أكد المتحدث استمرار الشركة في اعتقادها بوجود مبرر استراتيجي قوي لعرض باراماونت. الخطوة تأتي بعد أيام من إعلان Netflix عن عرضها للاستحواذ على WBD.
تطورات صفقة الاستحواذ على Warner Bros. Discovery
كانت Affinity Partners قد حددت كشريك تمويلي في ملف قدمته شركة باراماونت إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في 8 ديسمبر، والذي أعلن عن عرض الاستحواذ على Warner Bros. Discovery. وكان من المتوقع أن تستثمر Affinity Partners حوالي 200 مليون دولار، وهو مبلغ صغير نسبيًا مقارنة بإجمالي قيمة الصفقة.
بالإضافة إلى Affinity Partners، تشمل الشراكات التمويلية الخارجية لباراماونت صناديق ثروة من السعودية وقطر وأبو ظبي. هذا التنوع في مصادر التمويل يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها هذه الجهات لقطاع الإعلام والترفيه.
دور دونالد ترامب وعلاقاته
تلقي علاقات صهر ترامب، جاريد كوشنر، وعلاقات الرئيس السابق بقطاع الأعمال بظلالها على الصفقة. فقد ارتبط الرئيس ترامب بشكل وثيق بديفيد إليسون، والد ملياردير Oracle لاري إليسون، الذي يدعم عرض باراماونت.
في المقابل، أشاد ترامب علنًا بشركة Netflix والرئيس التنفيذي المشارك تيد ساراندوس، لكنه حذر أيضًا من أن اندماج Netflix و Warner Bros. Discovery “قد يكون مشكلة” بسبب الحجم الهائل للكيان الناتج. هذا التصريح يعكس قلقًا بشأن الاحتكار المحتمل وتأثيره على المنافسة في السوق.
يأتي انسحاب كوشنر بعد إعلان Netflix عن نيتها الاستحواذ على Warner Bros. Discovery بقيمة سوقية 72 مليار دولار في 5 ديسمبر. وقد تفوقت Netflix على منافسين آخرين، مثل باراماونت و Comcast، في هذا العرض.
بعد ذلك بأيام، أطلقت باراماونت عرضًا معاديًا بقيمة 30 دولارًا للسهم الواحد لجميع أسهم Warner Bros. Discovery، وحث الرئيس التنفيذي ديفيد إليسون مساهمي Warner Bros. Discovery على تقديم أسهمهم والانضمام إلى فريق باراماونت. وقد انتقد إليسون مستشاري Warner Bros. Discovery لعدم منح عرض باراماونت نفس المعاملة التي حظي بها عرض Netflix، واصفًا عملية البيع بأنها “غير شفافة”.
تتأثر أسهم باراماونت حاليًا بهذه التطورات، حيث انخفض سعرها بأكثر من 5٪ خلال الأيام الخمسة الماضية، لكنها ارتفعت بنسبة 32٪ منذ بداية العام. في المقابل، ارتفع سعر سهم Warner Bros. Discovery بحوالي 170٪ منذ بداية العام، مما يعكس التوقعات الإيجابية المحيطة بالشركة.
تأثيرات محتملة على قطاع الإعلام
تعتبر صفقة الاستحواذ على Warner Bros. Discovery بمثابة نقطة تحول محتملة في قطاع الإعلام والترفيه. فالاندماج بين كيانين رئيسيين مثل هذين سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في هيكل السوق والمنافسة. الاستحواذ المحتمل قد يؤدي إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي في قطاع الإعلام، مع التركيز بشكل أكبر على خدمات البث المباشر.
تتزايد أهمية خدمات البث المباشر (التي تعرف أيضًا بالـ Streaming) كبديل تقليدي للتلفزيون المدفوع. وتسعى الشركات الكبرى إلى تعزيز مكانتها في هذا السوق المتنامي من خلال الاستحواذ على شركات أخرى أو تطوير محتوى حصري. الاستثمار في المحتوى الأصلي يعتبر مفتاحًا لجذب المشتركين والاحتفاظ بهم.
التحليل المالي يشير إلى أن هذه الصفقات تهدف إلى تحقيق وفورات في التكاليف من خلال تجميع الموارد وتقليل الازدواجية. ومع ذلك، هناك أيضًا مخاطر مرتبطة بالاندماج، مثل صعوبة دمج الثقافات المؤسسية المختلفة والتحديات التنظيمية.
في الوقت الحالي، من غير الواضح ما إذا كانت باراماونت ستتمكن من إتمام صفقة الاستحواذ على Warner Bros. Discovery بعد انسحاب Affinity Partners. من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين الأطراف المعنية، وقد تظهر عروض أخرى أو شراكات جديدة. يجب مراقبة رد فعل مساهمي Warner Bros. Discovery وعرض Netflix المنافس عن كثب.
الخطوة التالية المتوقعة هي تقييم باراماونت لخياراتها التمويلية، بما في ذلك البحث عن مستثمرين جدد أو إعادة هيكلة عرضها. الموعد النهائي لتقديم العروض قد يكون حاسمًا في تحديد مستقبل Warner Bros. Discovery. من المهم أيضًا متابعة أي تطورات تنظيمية قد تؤثر على الصفقة، مثل مراجعة السلطات المختصة.