تُظهر الجيوش الأوروبية اهتمامًا متزايدًا بتقنية تحول البنادق الخدمة القياسية إلى وسيلة أخيرة لإسقاط الطائرات بدون طيار، وفقًا لما ذكرته شركة إسرائيلية لتصنيع الأسلحة. يأتي هذا الاهتمام في ظل سعي الدول إلى إيجاد طرق أرخص لمواجهة التزايد في استخدام الأنظمة غير المأهولة، خاصةً بعد الصراع في أوكرانيا. وتُعرف هذه التقنية بأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار.

صرح مسؤول في شركة إسرائيل لصناعات الأسلحة (IWI) لـ Business Insider أن ما لا يقل عن 10 دول أوروبية قد اشترت أو أبدت اهتمامًا بنظام Arbel، وهو جهاز كمبيوتر صغير مصمم لتحسين دقة البندقية في إسقاط الطائرات بدون طيار، وذلك منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022. ورفضت IWI الكشف عن أسماء المشترين أو الأطراف المهتمة.

الاهتمام المتزايد بأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار في أوروبا

أصبح الدفاع عن الأجواء ضد الطائرات بدون طيار أولوية متزايدة في أوروبا، حيث أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها الكبيرة في ساحة المعركة، خاصةً في أوكرانيا. وقد وفرت الطائرات بدون طيار لأوكرانيا وروسيا قدرات مراقبة دقيقة وإمكانات ضرب متقدمة. وبالتالي، تسعى الدول التي تراقب الصراع عن كثب إلى الاستثمار في نفس القدرات، بما في ذلك الحلول منخفضة التكلفة.

وبحسب سيمون، مدير عمليات الشركة في أوروبا، فإن نظام Arbel قيد الاستخدام بالفعل من قبل عدد غير محدد من الجيوش حول العالم. ويتوقع سيمون، مع استمرار التوجهات الحالية، أن ما بين 40 إلى 50 بالمائة من الدول الأوروبية ستقوم إما بشراء نظام Arbel أو ستكون قريبة من القيام بذلك بحلول العام المقبل، مما يعكس الاستثمار المتزايد في الدفاعات المضادة للطائرات بدون طيار الفعالة من حيث التكلفة في جميع أنحاء القارة.

طائرات FPV بدون طيار: التحدي الجديد

تلعب الطائرات بدون طيار بأشكال وأحجام ووظائف مختلفة أدوارًا رئيسية في ساحة المعركة في أوكرانيا. إلا أن الطائرات الرباعية الصغيرة المعروفة باسم أنظمة عرض الشخص الأول (FPV) تشكل تحديًا خاصًا للجنود على كلا الجانبين. غالبًا ما تكون هذه الطائرات مزودة بمتفجرات وتحول إلى أسلحة دقيقة ورخيصة الثمن.

ولمواجهة هذه الطائرات، تستخدم القوات عادةً أجهزة تشويش الإشارات لتعطيل اتصالاتها اللاسلكية. ومع ذلك، يتم التحكم في طائرات FPV بشكل متزايد من خلال كابلات الألياف الضوئية المتصلة مباشرةً بالمشغل، مما يجعلها محصنة ضد الحرب الإلكترونية. في هذه الحالة، يصبح إسقاطها بالأسلحة الصغيرة هو الخيار الوحيد المتاح، ولكنه يتطلب دقة كبيرة ولا يضمن النجاح.

تعتبر الطائرات بدون طيار أهدافًا صعبة للغاية، ولا يمكن إسقاطها بسهولة إلا باستخدام بندقية صيد. ومع ذلك، حتى مع استخدام بندقية صيد، لا يوجد ضمان بالنجاح. فهي قادرة على التحرك بسرعة وبطرق غير متوقعة.

مع ترسيخ الطائرات بدون طيار كجزء دائم من ساحة المعركة الحديثة، تتسابق الجيوش للحصول على أنظمة دفاعية شخصية ضد الطائرات بدون طيار، مثل نظام Arbel، تحسبًا لوقوع الجنود في مرمى هذه الأسلحة. يُعد نظام Arbel نظام كمبيوتر صغير يمكن دمجه في الرشاشات الخفيفة أو البنادق الهجومية، مما يمنح الجندي قدرة أكبر على الدقة في ساحة المعركة، خاصةً في المواقف التي تتطلب ردود فعل سريعة أو ضد الأهداف المتحركة، مثل الطائرات بدون طيار.

يتيح النظام، عند تفعيله، للجندي الضغط باستمرار على الزناد بينما يطلق Arbel تلقائيًا الرصاص في اللحظات التي يكون فيها من المرجح أن يصيب الهدف. يمكنه إسقاط الطائرات بدون طيار على بعد حوالي 450 مترًا في ضوء النهار و 200 مترًا في الليل. تدرس أجهزة الاستشعار في النظام سلوك مطلق النار – حركة السلاح، والاستقرار، وضغط الزناد. مع الضغط المستمر على الزناد، كل ما يحتاجه الجندي هو الحفاظ على الطائرة بدون طيار في مرمى البصر. يقرر Arbel بدقة متى يجب إطلاق كل رصاصة.

يعمل النظام بنظام بطارية ويضيف حوالي 400 جرام إلى وزن البندقية، والجنود قادرون على التكيف معه بسرعة. وصف سيمون النظام بأنه غير مكلف، لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل محددة بشأن التكلفة. وقارن سيمون النظام بتزويد الجندي بخوذة وسترة واقية من الرصاص، مشيرًا إلى أن الطائرات بدون طيار اليوم “هي الرصاص الجديد في ساحة المعركة”.

لا يعرف نظام Arbel نفسه ما الذي يطلقه النار عليه. وقال سيمون إنه يقع على عاتق الجندي مسؤولية الاشتباك مع الأهداف بشكل مسؤول. لقد كانت الإصدارات الأولى من Arbel متوفرة في السوق لعدة سنوات، ولكن فقط مؤخرًا – بعد بدء الغزو الروسي واسع النطاق وتزايد استخدام الطائرات بدون طيار في ساحة المعركة – تم اعتبار النظام حلاً قابلاً للتطبيق لمكافحة التهديدات الجوية.

توجد أنظمة أخرى مماثلة، مثل Smart Shooter، الذي يقوم بتتبع التهديد وحساب مساره وتنبيه المستخدم عندما تكون هناك فرصة معقولة لإصابته. كما أن هناك تقنيات مثل AimLock، التي تعمل على تحسين دقة الأسلحة المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تطور الغرب طائرات بدون طيار لاعتراض الطائرات الأخرى، على غرار ما فعلته أوكرانيا من خلال الاستثمار في إنتاج هذه الأنظمة الصغيرة واستخدامها على نطاق واسع للقضاء على التهديدات الروسية. يشمل ذلك تطوير أنظمة الدفاع الجوي المستندة إلى المركبات الأرضية.

من المتوقع أن تستمر الحكومات في تقييم وتطوير حلول لمواجهة انتشار الطائرات بدون طيار، مع التركيز على الحلول الفعالة من حيث التكلفة وسهلة الانتشار. يبقى التأثير الحقيقي لهذه الأنظمة على ساحة المعركة غير مؤكد، وسيعتمد على عوامل مثل التدريب والتكامل مع الأنظمة الأخرى والاستعداد المستمر لتطوير القدرات المضادة للطائرات بدون طيار. وسيكون من المهم مراقبة كيفية تطور هذه التكنولوجيا وكيف تتكيف الجيوش مع التحديات التي تفرضها.

شاركها.