أعلنت شركة iRobot، الشركة الأم لروبوتات التنظيف الشهيرة “رومبا” (Roomba)، عن تقديمها طلبًا للإفلاس بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكي، بعد 35 عامًا من التشغيل. يأتي هذا الإعلان كصدمة للعديد من المراقبين، حيث كانت الشركة رائدة في مجال روبوتات التنظيف، ولكنها واجهت صعوبات مالية متزايدة في الأشهر الأخيرة. وقد تم تقديم الطلب في محكمة ديلاوير.
يأتي هذا القرار بعد فترة من تراجع المبيعات وتضاؤل السيولة النقدية لدى الشركة. ووفقًا لبيان صادر عن iRobot، فإن شركة Shenzhen PICEA، وهي شركة تصنيع المكانس الكهربائية وصناعة الروبوتات، ستقوم بالاستحواذ الكامل على الشركة كجزء من خطة إعادة الهيكلة. هذا الاستحواذ يهدف إلى ضمان استمرار عمليات iRobot وتطوير منتجات جديدة.
تراجع iRobot: أسباب الإفلاس ومستقبل روبوتات التنظيف
يعود سبب تدهور الوضع المالي لشركة iRobot إلى عدة عوامل. تراجع المبيعات بشكل ملحوظ، خاصة في السوق الأمريكية، حيث انخفضت بنسبة 33% في الربع الثالث من العام الحالي. بالإضافة إلى ذلك، أدت إلغاء صفقة الاستحواذ المحتملة من قبل أمازون إلى تفاقم الأزمة المالية.
صفقة أمازون الفاشلة وتأثيرها
في عام 2022، أعلنت أمازون عن نيتها الاستحواذ على iRobot مقابل 1.7 مليار دولار. ومع ذلك، انسحبت أمازون من الصفقة في يناير 2024، مشيرة إلى عقبات تنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا. هذا الانسحاب كان له تأثير كبير على iRobot، مما أدى إلى تسريح العمال وتغيير القيادة.
في أعقاب إلغاء صفقة أمازون، أعلنت iRobot عن خطط لتسريح 31% من موظفيها، واستقالة الرئيس التنفيذي للشركة، كولين أنجل. وقد انخفض سعر سهم الشركة بأكثر من 50% في العام الماضي وأكثر من 90% في السنوات الخمس الماضية، مما يعكس فقدان ثقة المستثمرين.
الوضع المالي للشركة قبل الإفلاس
أظهر تقرير أرباح iRobot للربع الثالث من العام الحالي أن لديها 24.8 مليون دولار نقدًا اعتبارًا من 27 سبتمبر، مقارنة بـ 40.6 مليون دولار في 28 يونيو. وأفادت الشركة أيضًا أنها سحبت 5 ملايين دولار من النقد المقيد في 27 سبتمبر، وبعد ذلك “لم يكن لديها أي مصادر يمكنها الاعتماد عليها للحصول على رأس مال إضافي”.
تأسست iRobot في عام 1990 على يد ثلاثة علماء روبوتات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وقدمت الشركة روبوت التنظيف “رومبا” الشهير في عام 2002، والذي أحدث ثورة في سوق التنظيف المنزلي. ولكن، على الرغم من نجاحها الأولي، واجهت الشركة منافسة متزايدة من الشركات الأخرى التي دخلت سوق الروبوتات المنزلية.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من اتجاه أوسع في قطاع التكنولوجيا، حيث تواجه الشركات الناشئة والراسخة على حد سواء تحديات في الحصول على التمويل وتحقيق الربحية. العديد من الشركات تعيد تقييم استراتيجياتها وتخفيض التكاليف لمواجهة هذه الظروف. كما أن التغيرات في سلوك المستهلك، مثل زيادة الوعي بالأسعار وتفضيل المنتجات البديلة، تلعب دورًا في تراجع مبيعات بعض الشركات.
تهدف صفقة الاستحواذ من قبل PICEA إلى توفير الاستقرار المالي لـ iRobot وتمكينها من الاستمرار في الابتكار وتطوير منتجات جديدة. PICEA لديها مرافق للبحث والتطوير والتصنيع في الصين وفيتنام، مما قد يساعد iRobot على خفض التكاليف وتحسين الكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستحواذ سيحول iRobot إلى شركة خاصة، مما قد يمنحها مزيدًا من المرونة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
من المتوقع أن تؤدي عملية الإفلاس إلى إعادة هيكلة ديون iRobot والتزاماتها الأخرى. سيتم مسح الأسهم العادية للشركة من البورصات، مما يعني أن المساهمين الحاليين قد يفقدون استثماراتهم. ومع ذلك، فإن الشركة تأمل في الحفاظ على وظائف معظم موظفيها وتلبية التزاماتها تجاه الموردين والدائنين.
تعتبر هذه القضية مؤشرًا على التحديات التي تواجهها شركات الأجهزة الذكية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. الشركات التي لا تستطيع التكيف مع التغيرات في السوق وتلبية احتياجات المستهلكين قد تواجه صعوبات مماثلة في المستقبل. من المهم أيضًا مراقبة التطورات التنظيمية المتعلقة بصفقات الاستحواذ في قطاع التكنولوجيا، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستقبل الشركات.
الخطوة التالية المتوقعة هي الحصول على موافقة المحكمة على خطة إعادة الهيكلة التي قدمتها PICEA. من المتوقع أن تستغرق هذه العملية عدة أشهر. يجب مراقبة التطورات التنظيمية والمالية عن كثب لتقييم مستقبل iRobot وتأثير هذه الأحداث على سوق المنزل الذكي بشكل عام.