أعلنت شركة ريفيان للسيارات الكهربائية عن خططها لتضمين مستشعر الليدار في سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) القادمة، R2، في خطوة تهدف إلى تسريع تطوير القيادة الذاتية الكاملة. يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه تكنولوجيا الليدار انخفاضًا كبيرًا في التكلفة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمصنعين الذين يسعون إلى تعزيز أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS) والقدرات الذاتية. هذا التحرك يضع ريفيان في مسار مختلف عن منافسها الرئيسي، تسلا، في مجال تطوير القيادة الذاتية.
جاء الإعلان يوم الخميس الماضي، مصحوبًا بخارطة طريق مفصلة للوصول إلى القيادة الذاتية الكاملة، تتضمن تطوير شريحة داخلية مخصصة للذكاء الاصطناعي. تعتزم ريفيان إطلاق R2 بدون الليدار في بداية عام 2026 بسعر يبدأ من 45 ألف دولار، ثم إطلاق نسخة مجهزة بالليدار في أواخر نفس العام. يأتي هذا التوجه بقيادة جيمس فيلبين، نائب رئيس قسم القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي في ريفيان.
لماذا اختارت ريفيان دمج الليدار في سياراتها؟
أوضح جيمس فيلبين أن قرار دمج الليدار في R2 كان “بديهيًا” نظرًا لانخفاض تكلفة هذه التكنولوجيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ففي أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان سعر وحدة الليدار الواحدة يتجاوز الخمسة أرقام، ولكنها انخفضت الآن إلى بضع مئات من الدولارات، وفقًا لقادة الصناعة.
الليدار، أو الكشف عن الضوء والمدى، هو مستشعر يستخدم أشعة الليزر لقياس العمق والمسافات. يعتبر هذا المستشعر مكونًا أساسيًا في أنظمة القيادة الذاتية المتقدمة، حيث يوفر بيانات دقيقة حول البيئة المحيطة بالسيارة، مما يساعدها على اتخاذ قرارات أكثر أمانًا وموثوقية.
مزايا الليدار في أنظمة القيادة الذاتية
وفقًا لفيلبين، يجعل الليدار النظام الذاتي “أكثر قوة” ويساعد ريفيان على تحقيق هدف القيادة الذاتية “بشكل أسرع”. يضيف الليدار طبقة إضافية من الأمان من خلال توفير معلومات مستقلة عن الكاميرات والرادار، مما يقلل من الاعتماد على نظام واحد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لليدار أن يعمل بشكل فعال في الظروف الجوية السيئة، مثل المطر والضباب والثلج، حيث قد تواجه الكاميرات صعوبة في الرؤية. هذه القدرة تجعله خيارًا جذابًا بشكل خاص للمركبات التي تعمل في مناطق ذات مناخ متنوع.
تجدر الإشارة إلى أن ريفيان ليست الشركة الوحيدة التي تعتمد على الليدار في تطوير أنظمة القيادة الذاتية. تستخدم سيارات Waymo ذاتية القيادة العديد من مستشعرات الليدار، بما في ذلك وحدة دوارة مثبتة على السطح. تؤكد Waymo أن الليدار يوفر أمانًا إضافيًا لنظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
في المقابل، تتبع تسلا نهجًا مختلفًا، حيث تعتمد بشكل كبير على الكاميرات والرادار في تطوير نظام القيادة الذاتية “Full Self-Driving”. وقد وصف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، الليدار بأنه “عصا دعم باهظة الثمن” غير ضرورية.
تأثير قرار ريفيان على سوق السيارات الكهربائية
يمثل قرار ريفيان بدمج الليدار في R2 تحولًا ملحوظًا في استراتيجية الشركة، ويشير إلى التزامها بتطوير أنظمة قيادة ذاتية آمنة وموثوقة. قد يشجع هذا القرار شركات أخرى في قطاع السيارات الكهربائية على إعادة النظر في مواقفها تجاه الليدار، خاصة مع استمرار انخفاض تكلفة هذه التكنولوجيا.
من المتوقع أن يؤدي انتشار الليدار في السيارات الكهربائية إلى تحسين أداء أنظمة مساعدة السائق المتقدمة، مثل نظام تثبيت السرعة التكيفي ومساعدة الحفاظ على المسار. كما يمكن أن يمهد الطريق لتطبيقات أكثر تقدمًا، مثل القيادة الذاتية في المدن والطرق السريعة.
تعتبر تقنية الاستشعار عن بعد، بما في ذلك الليدار، جزءًا أساسيًا من تطوير المركبات ذاتية القيادة. كما أن تطوير شريحة الذكاء الاصطناعي الداخلية من قبل ريفيان يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية في تطوير هذه التكنولوجيا الحيوية.
في الختام، تهدف ريفيان إلى إطلاق R2 بدون الليدار في بداية عام 2026، مع خطط لإضافة الليدار في أواخر نفس العام. يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الخطوة على المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، وما إذا كانت ستدفع شركات أخرى إلى تبني تكنولوجيا الليدار. من المهم متابعة تطورات هذه التكنولوجيا، وتقييم تأثيرها على سلامة وكفاءة أنظمة القيادة الذاتية.
