قال النجم الإنجليزي السابق لكرة القدم، ديفيد بيكهام، البالغ من العمر 50 عامًا، إن أسلوب والده الصارم في التربية كان له دور كبير في التغلب على أصعب اللحظات في مسيرته الكروية. وكشف بيكهام، خلال ظهوره في بودكاست “This Life of Mine with James Corden”، عن تأثير والده في تطوير أخلاقيات العمل لديه، وكيف أثر ذلك على أسلوبه في تربية أبنائه. هذه التصريحات سلطت الضوء على أهمية دور الأب في تشكيل شخصية الرياضي ديفيد بيكهام.
تأثير التربية الصارمة على مسيرة بيكهام الكروية
أكد بيكهام أنه لم يعتبر نفسه لاعبًا موهوبًا بشكل خاص في شبابه، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى النقد المستمر من والده. ففي مباريات دوري الأحد، كان والده يركز دائمًا على نقاط الضعف بدلًا من الإشادة بالإنجازات. كان والده يقول له دائمًا ما يمكنه فعله بشكل أفضل، وكيف يمكنه تحسين مهاراته في التسديد والتمرير.
وأضاف بيكهام أن هذا النقد البناء ساهم في دفعه للعمل بجدية أكبر، ومنعه من الشعور بالرضا عن النفس. لم يتلق بيكهام إشادة حقيقية من والده إلا بعد تحقيق إنجاز كبير، وهو بلوغه المائة مباراة دولية مع منتخب إنجلترا. في تلك اللحظة، قال والده له: “لقد نجحت يا بني”.
أهمية العمل الجاد والتفاني
يرى بيكهام أن أسلوب والده الصارم ساعده على تطوير أخلاقيات عمل قوية، وهو ما كان ضروريًا للتغلب على التحديات التي واجهته في مسيرته الكروية. يقول بيكهام إنه ربما لم يكن ليتمكن من تجاوز بعض اللحظات الصعبة لولا صرامة والده في شبابه. هذا التفاني في العمل ساهم في نجاحه مع مانشستر يونايتد، وفوزه بلقب دوري أبطال أوروبا.
ومع ذلك، يوضح بيكهام أنه يتبنى أسلوبًا أكثر ليونة في تربية أبنائه الأربعة. على الرغم من أنه يحاول غرس بعض القيم التي تعلمها من والده، إلا أنه يفضل أن يكون أكثر دعمًا وتشجيعًا لأبنائه. إلا أنه يقر بأنه قد يكون صارمًا مع أبنائه عندما يتعلق الأمر بكرة القدم.
الاعتراف بالإنجازات والتكريم الملكي
في مطلع شهر نوفمبر، تم تكريم ديفيد بيكهام ومنحه لقب فارس من قبل الملك تشارلز الثالث، تقديرًا لخدماته في مجال الرياضة والأعمال الخيرية. هذا التكريم يعكس مكانة بيكهام كأحد أبرز الشخصيات الرياضية في المملكة المتحدة، وتأثيره الإيجابي على المجتمع. هذا التكريم جاء بعد مسيرة حافلة بالإنجازات على المستويين المحلي والدولي.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر بيكهام سفيرًا عالميًا لكرة القدم، وقد ساهم في الترويج للعبة في جميع أنحاء العالم. كما أنه يشارك في العديد من الأنشطة الخيرية، ويدعم العديد من المؤسسات التي تعمل على تحسين حياة الأطفال والشباب. هذه الأنشطة تعكس التزامه بالمسؤولية الاجتماعية، ورغبته في رد الجميل للمجتمع.
الاعتراف بمسيرة ديفيد بيكهام يمثل تقديرًا لجيل كامل من اللاعبين، ويؤكد على أهمية العمل الجاد والتفاني في تحقيق النجاح. كما يبرز دور العائلة في دعم الرياضيين، ومساعدتهم على التغلب على التحديات.
من المتوقع أن يستمر بيكهام في لعب دور فعال في عالم كرة القدم، سواء من خلال عمله كسفير للعبة، أو من خلال استثماراته في الأندية الرياضية. كما أنه من المرجح أن يستمر في دعم الأنشطة الخيرية، والمساهمة في تحسين حياة المجتمعات المحتاجة. يبقى أن نرى كيف ستتطور مسيرته في المستقبل، وما هي الإنجازات التي سيحققها.
