حقق فيلم “أفاتار: طريق الماء” (Avatar: The Way of Water) إيرادات عالمية ضخمة بلغت 2.34 مليار دولار أمريكي، مما يؤكد استمرار نجاح سلسلة أفلام “أفاتار” في شباك التذاكر العالمي. الفيلم، الذي هو تكملة لفيلم “أفاتار” الصادر عام 2009، تجاوز حاجز المليار دولار في غضون أسبوعين فقط من عرضه في دور السينما، وهو إنجاز نادر خلال فترة جائحة كوفيد-19. كما أصبح ثاني أسرع فيلم يتجاوز ملياري دولار، حيث حقق ذلك في 39 يومًا فقط.
تم الإعلان عن هذه الأرقام القياسية مع اقتراب موعد إتاحة الفيلم رقميًا في 28 مارس الحالي. هذه الإيرادات تعزز مكانة “أفاتار: طريق الماء” كواحد من أنجح الأفلام على الإطلاق، وتثير التساؤلات حول إمكانية تفوقه على إيرادات فيلم “تيتانيك” الشهير.
نجاح فيلم “أفاتار: طريق الماء” وتأثيره على صناعة السينما
أعرب المنتج جون لاندو عن دهشته من نجاح الفيلم، مشيرًا إلى أنه هو والمخرج جيمس كاميرون لم يكن لديهما قلق بشأن فقدان اهتمام الجمهور بعد مرور أكثر من عقد على إصدار الفيلم الأول. ورأى لاندو أن الفيلم يقدم محتوى أصليًا بالرغم من اعتماده على شخصيات وعالم معروف، بحسب ما ذكره لموقع “إنسايدر”.
وبالفعل، أظهرت ردود أفعال الجمهور أن الفيلم نجح في جذب انتباههم، ليس فقط من محبي الجزء الأول، بل أيضًا من فئة جديدة من المشاهدين. يعزى هذا النجاح إلى عدة عوامل، من بينها المؤثرات البصرية المذهلة والقصة المشوقة والرسائل الإنسانية التي يطرحها الفيلم.
تجاوز حاجز المليارين و مقارنته بـ “تيتانيك”
وصول “أفاتار: طريق الماء” إلى إيرادات تزيد عن 2.34 مليار دولار يضع الفيلم في مرتبة متقدمة بين الأفلام الأكثر ربحية على مستوى العالم. وقد أثار هذا الأمر نقاشًا حول إمكانية أن يتجاوز الفيلم إيرادات “تيتانيك” الذي حقق حوالي 2.2 مليار دولار (مع تعديل التضخم).
وفقًا لمحللين في سوق السينما، فإن العوامل التي قد تؤثر على إمكانية تجاوز “أفاتار: طريق الماء” لإيرادات “تيتانيك” تشمل مدة بقاء الفيلم في دور السينما، وشعبية النسخة الرقمية، وردود الفعل النقدية. إضافة إلى ذلك، تلعب عوامل أخرى مثل الحملات التسويقية والتوزيع الفعال دورًا حاسمًا في تحديد مصير الفيلم.
تأثير الجائحة و تحديات صناعة السينما
يأتي هذا النجاح في وقت لا تزال فيه صناعة السينما تتعافى من آثار جائحة كوفيد-19، والتي أدت إلى إغلاق دور السينما وتقليل عدد المشاهدين. وقد أثبت “أفاتار: طريق الماء” أن الأفلام الكبيرة ذات الميزانيات الضخمة والقصص الجذابة لا تزال قادرة على جذب الجمهور إلى دور السينما.
ومع ذلك، يواجه الفيلم أيضًا بعض التحديات، مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج والتسويق، والمنافسة الشديدة من منصات البث الرقمي. ويرى البعض أن النجاح المستمر للأفلام السينمائية يتطلب تقديم تجربة فريدة ومختلفة لا يمكن الحصول عليها من خلال البث الرقمي.
بالإضافة إلى ذلك، يشير خبراء السينما إلى زيادة الاهتمام بأفلام الخيال العلمي (science fiction) والملحمية (epic) خلال السنوات الأخيرة، مما ساهم في نجاح “أفاتار: طريق الماء”. هذا التحول في الأذواق يعكس رغبة الجمهور في الهروب إلى عوالم خيالية بعيدة عن الواقع.
الآثار الاقتصادية لنجاح الفيلم
إن الإيرادات الضخمة التي حققها “أفاتار: طريق الماء” لها آثار اقتصادية كبيرة على صناعة السينما، وعلى المناطق التي تم فيها تصوير الفيلم. حيث تساهم هذه الإيرادات في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الاستثمار في قطاع الترفيه.
ونظرًا للتقنيات المتطورة المستخدمة في إنتاج الفيلم، فقد أدى ذلك أيضًا إلى دفع حدود الابتكار في مجال المؤثرات البصرية وصناعة الأفلام بشكل عام. وهذا قد يؤدي إلى تطوير تقنيات جديدة واستخدامها في أفلام أخرى في المستقبل. كما أن مبيعات التذاكر و البضائع المتعلقة بالفيلم تزيد من الدخل القومي للدول التي تعرض الفيلم.
هناك عامل مهم آخر وهو السياحة السينمائية (film tourism) التي قد تشهد زيادة في المناطق التي ظهرت في الفيلم، مثل نيوزيلندا. حيث يميل بعض السياح إلى زيارة هذه المناطق بدافع رؤية الأماكن التي شاهدوها في الفيلم.
خطط مستقبلية لسلسلة أفلام “أفاتار”
أكد جيمس كاميرون و جون لاندو أن هناك خططًا لإنتاج المزيد من الأفلام في سلسلة “أفاتار”. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل الفيلم التالي قريبًا، مع التركيز على تطوير القصة والشخصيات وتقديم تجربة بصرية أكثر إبهارًا.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض العلامات الاستفهام حول مستقبل السلسلة، مثل إمكانية الحفاظ على مستوى الإقبال الجماهيري، والتكاليف المتزايدة للإنتاج. يبقى من الضروري مراقبة أداء الفيلم رقميًا وتقييم ردود الفعل النقية والجمهور لتحديد مسار السلسلة.
في الوقت الحالي، من المقرر إتاحة الفيلم رقميًا في 28 مارس، وسيتم إصداره على أقراص Blu-ray و DVD في وقت لاحق. وسيكون من المهم متابعة مبيعات النسخ الرقمية والمادية لتقييم الأداء الكلي للفيلم وتحديد الخطوات المستقبلية.
