تُظهر الخرائط مقدار الأراضي الروسية التي يُعتقد أن أوكرانيا استولت عليها بعد أكثر من أسبوع من غزوها
لقد نفذت أوكرانيا واحدة من أجرأ وأخطر خطواتها في هذه الحرب الأسبوع الماضي عندما شنت هجوما جديدا شهد غزو قواتها لروسيا، مما أثار ذهول موسكو وشركاء كييف الدوليين والمراقبين العامين للصراع.
ويسعى الكرملين جاهدا للرد على التوغل الأوكراني المروع في منطقة كورسك غربي روسيا، والذي دخل الآن يومه العاشر ويمثل أكبر هجوم يشنه عدو أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
وزعمت كييف في وقت سابق من هذا الأسبوع أن قواتها استولت على حوالي 1000 كيلومتر مربع (حوالي 386 ميلا مربعا) من الأراضي الروسية – أي ما يقرب من كل ما استولت عليه موسكو في أوكرانيا هذا العام – وأكثر من 80 مستوطنة داخل تلك المنطقة منذ بدء الهجوم في 6 أغسطس.
وفي حين لا يزال الهدف العام للتوغل غير واضح إلى حد ما، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن العملية قد تساهم في المفاوضات المستقبلية.
وقال بوتن في خطابه المسائي إلى الأمة يوم الأربعاء: “إن تقدمنا في منطقة كورسك يسير على ما يرام اليوم ـ لقد حققنا هدفنا الاستراتيجي. كما تم تجديد “صندوق التبادل” لدولتنا بشكل كبير”.
وقد تم توثيق هذه التطورات من قبل معهد دراسات الحرب، الذي ينشر خرائط يومية تصور الأراضي التي يعتقد أن الأوكرانيين سيطروا عليها. ويعتمد إنشاء هذه الخرائط على مصادر روسية غير متناقضة ومعلومات أخرى متاحة عن الغزو الأوكراني.
في حين أن هذه الخرائط ترسم مسار تقدم أوكرانيا، على الأقل بقدر ما يمكن فهمه في ضباب الحرب الحالي، فمن غير الواضح على وجه التحديد مقدار الأراضي التي يسيطر عليها الجيش بنشاط.
ومع ذلك، لا شك أن التقدم السريع الذي أحرزته أوكرانيا على مدى الأيام العشرة الماضية كان كبيرا ــ إذ يعيد إلى الأذهان هجومها المضاد في خريف عام 2022 في منطقة خاركوف ــ ولكن يبدو أن وتيرة العمليات تباطأت مع مواجهة كييف لمقاومة روسية متزايدة.
وبحسب إدارة بايدن، فإن العملية الأوكرانية الجارية دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى “إجراء تعديلات” على نشر قواتها.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن روسيا أعادت توجيه بعض الوحدات من العمليات في أوكرانيا وحولها إلى منطقة كورسك، على الرغم من أنه من غير الواضح عدد القوات التي تم نقلها وكم عدد القوات التي لا تزال قادرة على الذهاب.
وأوضح كيربي للصحافيين يوم الخميس “نرى علامات تشير إلى أنهم يحاولون تعزيز وجودهم في منطقة كورسك وما حولها نتيجة للعمليات الأوكرانية هناك. وهذا يعني أنك تأخذ أصولاً كانت في مكان ما تقوم بشيء ما، والآن يتعين عليها أن تذهب للقيام بشيء آخر”.
وأضاف أن هذا “يطرح بالتأكيد معضلة في عملية صنع القرار”.
وأجبرت المعارك العنيفة في منطقة كورسك أكثر من 130 ألف مدني على الفرار من المنطقة، وقالت أوكرانيا إن قواتها أسرت أيضا مئات من أسرى الحرب الروس خلال العملية.
وفي الوقت نفسه، استولت القوات الأوكرانية على بلدة سودزا وتقوم بإنشاء مكتب قائد عسكري هناك، حسبما قال زيلينسكي اليوم الخميس، نقلاً عن تقرير جديد من القائد العام أوليكساندر سيرسكي.
تعتبر مدينة سودزا، المتاخمة لمحطة غاز رئيسية، أكبر مدينة في روسيا يبدو أن القوات الأوكرانية الغازية سيطرت عليها حتى الآن.