أعلنت شركة فيرمي أمريكا مؤخرًا عن إلغاء صفقة تمويل بقيمة 150 مليون دولار لمشروع مركز بيانات ضخم في تكساس، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسهم الشركة. وقد كشف تحقيق لـ Business Insider أن شركة أمازون هي المستأجر المحتمل الذي قام بسحب هذا التمويل، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مستقبل مشروع مراكز البيانات هذا الذي يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي.

في سبتمبر الماضي، أعلنت فيرمي، المطورة لمجمع مراكز بيانات يمتد على مساحة 11 جيجاوات في منطقة تكساس بان هاندل، أنها توصلت إلى اتفاق مبدئي غير ملزم مع مستأجر ذي تصنيف استثماري ليكون بمثابة الركيزة الأساسية للمشروع. كان من المقرر أن يستحوذ هذا المستأجر على أول جيجاوات من الطاقة عبر 12 منشأة.

تأثير انسحاب أمازون على مشروع مراكز البيانات في تكساس

جاء الإعلان عن إلغاء اتفاقية التمويل، والمعروفة باسم اتفاقية الدعم المسبق للبناء (AICA)، بعد فترة حصرية للتفاوض، وفقًا لبيان صادر عن الشركة يوم الجمعة الماضي. تسبب هذا الانسحاب في انخفاض أسهم فيرمي بنحو النصف.

أكد توبي نوجهباور، الرئيس التنفيذي الملياردير لشركة فيرمي، في مكالمة هاتفية مع Business Insider يوم الجمعة، أن أمازون هي الجهة المعنية. وأوضح أن الشركة كانت تتفاوض على صفقة تقدر بأكثر من 20 مليار دولار على مدى السنوات العشرين القادمة.

وأشار نوجهباور إلى أن المفاوضات كانت بناءة، وأن إلغاء اتفاقية الدعم المسبق للبناء لا يشير إلى انهيار في المحادثات ولكنه جزء طبيعي من عملية التفاوض. وأضاف أن القضية الرئيسية لأمازون كانت تتعلق بالإنفاق على المشروع بعد انتهاء الفترة الحصرية للتفاوض.

تفاصيل المشروع وأهميته الاستراتيجية

يعد مشروع فيرمي أمريكا في منطقة تكساس بان هاندل من الطموحات الكبيرة التي تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة لمراكز البيانات التي تدعم طفرة الذكاء الاصطناعي. تخطط الشركة لتوفير 11 جيجاوات من الطاقة الجديدة خلال العقد المقبل، من خلال مزيج من مصادر الطاقة المتجددة والتقليدية.

طرحت الشركة أسهمها للاكتتاب العام في سبتمبر الماضي، حيث بلغ سعر السهم 21 دولارًا، مما ساهم في جمع أكثر من 680 مليون دولار. وتعتمد عملية التطوير، والتي أُطلق عليها اسم “مشروع ماتادور”، على عقد إيجار أرض لمدة 99 عامًا مع نظام جامعة تكساس التقنية. يعتمد هذا العقد على توقيع خطاب نوايا بين فيرمي أمريكا والمستأجر.

وفقًا لمحللين في Cantor Fitzgerald، فإن الشركة كانت في حوارات مع مستأجرين محتملين آخرين، حيث أشارت الإدارة إلى وجود نشاط مع شركتين إضافيتين، بالإضافة إلى إجراء محادثات مع أربع شركات أخرى. يذكر أن الإدارة ذكرت أن المستأجر الرئيسي (أمازون) حاول إجراء تعديلات في اللحظات الأخيرة على أسعار الاتفاقية، وهو ما اعتبرته فيرمي غير مقبول.

تجدر الإشارة إلى أن الشركة تأسست قبل أقل من عام من قبل توبي نوجهباور، ووزير الطاقة السابق ريك بيري، وابنه غريفينا. وقد بلغت القيمة السوقية للشركة ما يقرب من 14 مليار دولار عند طرحها للاكتتاب العام.

ومع ذلك، شهدت أسهم الشركة انخفاضًا مؤخرًا، مما أدى إلى انخفاض قيمتها السوقية إلى أقل من 6 مليارات دولار. وتزايد الاهتمام بـمراكز البيانات في الفترة الأخيرة مع ازدياد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل مثل هذه المشاريع ذات أهمية استراتيجية.

في أكتوبر الماضي، ذكر نوجهباور لمجلس مدينة أماريو أن شركة Palantir، وهي شركة برمجيات معروفة بعقودها مع الشرطة والحكومة، أبدت اهتمامًا بالموقع. وقد أشار إلى أن ممثلين عن Palantir كانوا سيزورون الموقع في أكتوبر الماضي.

ويتوقع المحللون أن تتصدر فيرمي أمريكا تطوير البنية التحتية للطاقة لتلبية احتياجات مراكز البيانات المتنامية، مع التركيز على توفير حلول طاقة مستدامة. ومع ذلك، فإن نجاح المشروع يعتمد بشكل كبير على تأمين مستأجر رئيسي واحد أو أكثر.

لم تصدر شركة أمازون أي تعليق رسمي على انسحابها من الصفقة حتى الآن. في ختام هذه التطورات، من المقرر أن تستمر فيرمي أمريكا في البحث عن مستأجرين بديلين للمشروع، ولكن النجاح في ذلك ليس مضمونًا.

تشير التوقعات إلى أن مستقبل مشروع “ماتادور” يعتمد الآن على قدرة فيرمي أمريكا على استقطاب مستثمرين جدد وإتمام صفقات تأجير ناجحة. يجب مراقبة تطورات المحادثات مع المستأجرين المحتملين الآخرين، وكذلك أي تغييرات في استراتيجية الشركة، لتقييم تأثير هذه التطورات على المدى الطويل.

شاركها.