في تطور مفاجئ، أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انفتاحًا غير متوقع على زهران مامداني، العمدة المنتخب لمدينة نيويورك. اللقاء الذي عُقد في المكتب البيضاوي يوم الجمعة شهد تصريحات إيجابية من ترامب تجاه مامداني، على الرغم من الاختلافات السياسية الجذرية بينهما، مما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الإدارة الفيدرالية ومدينة نيويورك تحت قيادة زهران مامداني.
التحول في موقف ترامب تجاه عمدة نيويورك المنتخب
كان ترامب قد انتقد مامداني بشدة في الأشهر الأخيرة، واصفًا إياه بـ “الشيوعي” ودعا سكان نيويورك لدعم منافسه الرئيسي، الحاكم السابق أندرو كومو. بل وهدد بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة في حال فوز مامداني. ومع ذلك، بدا كل ذلك مدفونًا خلال لقاء يوم الجمعة.
وفقًا لتقارير إخبارية، ذكر ترامب للصحفيين أنه يعتقد أن مامداني “سيكون عمدةً رائعًا، وربما يفاجئ بعض المحافظين”. هذا التحول اللافت للنظر يأتي في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية لتهدئة التوترات مع المدن الكبرى وربما استكشاف مجالات للتعاون.
نقاط الاتفاق المحتملة
أشار مامداني إلى أن كلا منه ومن ترامب جذبا نفس الناخبين، وأن حملتيهما ركزتا على معالجة المخاوف المتعلقة بالقدرة على تحمل التكاليف. وأضاف أنهما تحدثا عن أسعار الإيجارات والبقالة وفواتير الخدمات، وكيف أن هذه التكاليف تدفع الناس خارج المدينة.
تطرق الحديث أيضًا إلى أسعار شركة كون إديسون للطاقة، وهي المزود الرئيسي للطاقة في منطقة نيويورك. أعرب ترامب عن استيائه من الأسعار المرتفعة، قائلاً إن أسعار الوقود قد انخفضت لكن هذا لم ينعكس على فواتير كون إديسون.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن ترامب ومامداني يتفقان على أهمية تلبية احتياجات الطبقة العاملة وتحسين الظروف الاقتصادية لسكان نيويورك. هذا الاتفاق حول قضايا القدرة الشرائية يمثل أرضية مشتركة محتملة يمكن بناء عليها تعاون مستقبلي.
كما نشر ترامب صورة له مع مامداني على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، مع تعليق: “كان شرفًا عظيمًا لقاء زهران مامداني، العمدة الجديد لمدينة نيويورك!”. هذه الخطوة تشير إلى رغبة ترامب في إظهار موقف إيجابي تجاه العمدة الجديد أمام أنصاره.
لماذا هذا التحول؟
يأتي هذا الانفتاح المفاجئ من ترامب في وقت بدأت فيه إدارته بالتركيز بشكل أكبر على قضايا القدرة على تحمل التكاليف، وفقًا لتقارير من Business Insider. قد يرى ترامب في التعاون مع مامداني فرصة لتسليط الضوء على هذه القضايا وإظهار التزامه بتحسين حياة الأمريكيين.
يعتقد بعض المحللين أن ترامب يسعى أيضًا إلى التقرب من مرشح أكد على العدالة الاقتصادية كجزء أساسي من حملته. إن إظهار الاحترام المتبادل مع مامداني قد يسمح لترامب بمواصلة التأثير في السياسة المحلية في نيويورك.
في موقف ملحوظ، عندما سأله أحد المراسلين عما إذا كان مامداني يعتبره فاشيًا، تدخل ترامب بابتسامة قائلاً: “لا بأس، يمكنك ببساطة أن تقول نعم. إنه أسهل من شرح ذلك. لا أمانع”. هذا الرد يظهر قدرة ترامب على التعامل مع الأسئلة الصعبة بطريقة غير متوقعة.
أشار ترامب أيضًا إلى أن مامداني يتمتع بقدرة فريدة على جذب انتباه وسائل الإعلام، قائلاً: “الصحافة التهمت هذا الأمر. هناك المئات ينتظرون بالخارج.” وأكد أن مامداني “مختلف عن المرشح العادي”، وأنه “ظهر من العدم”. هذه التصريحات تعكس تقدير ترامب لمهارات مامداني في التواصل والتأثير.
كما أضاف ترامب أنه يشعر بالراحة في العيش في نيويورك مع مامداني كعمدة، قائلاً: “بالتأكيد. أريد منه أن يقوم بعمل رائع، وسوف نساعده على القيام بعمل رائع”.
من بين الموضوعات الأخرى التي تم طرحها، كانت تحديات الإسكان في نيويورك، وسعي مامداني لتوفير مساكن ميسورة التكلفة للمقيمين. يبدو أن ترامب أبدى اهتمامًا بهذا الموضوع، وهو ما قد يمهد الطريق لمزيد من المناقشات والتعاون في المستقبل.
يتوقع أن يستمر التواصل بين الإدارة الفيدرالية ومكتب العمدة المنتخب في نيويورك في الأسابيع القليلة المقبلة. سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان هذا الانفتاح الأولي سيؤدي إلى تعاون ملموس في القضايا التي تهم سكان المدينة. كما سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف ستتعامل إدارة ترامب مع السياسات التقدمية التي من المرجح أن يتبناها مامداني، وما إذا كانت ستكون هناك أي تنازلات من كلا الجانبين. من المرجح أن تتضح الخطوات التالية بحلول نهاية الشهر، مع استعداد مامداني لتولي منصبه رسميًا.
