بوتن يكثف تهديداته النووية في ظل تردد الغرب في السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى
صعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تهديداته النووية ضد الغرب، في الوقت الذي تتردد فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى التي زودوها بها على أهداف في روسيا.
وقال بوتن في اجتماع لمجلس الأمن القومي يوم الأربعاء إن روسيا تدرس تحديث عقيدتها النووية لتنص على أن أي هجوم على روسيا من قبل دولة متحالفة مع قوة نووية سيعتبر هجوما مشتركا.
وكانت هذه التصريحات إشارة ضمنية إلى أوكرانيا، التي تسعى للحصول على إذن باستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي توفرها دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة لضرب أهداف في عمق روسيا.
وقال “نرى أن الوضع العسكري والسياسي الحديث يتغير بشكل ديناميكي ويجب أن نأخذ هذا في الاعتبار”.
وقال بوتن إن هذا يشمل “ظهور مصادر جديدة للتهديدات والمخاطر العسكرية لروسيا وحلفائنا”.
قبل أسبوعين، ناقش رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى في اجتماع في البيت الأبيض.
ورغم أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار بعد الاجتماع إلى أنه سيتم رفع القيود، فإن التقارير تقول إن المناقشات لا تزال جارية ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
وتقول أوكرانيا منذ فترة طويلة إنها بحاجة إلى استخدام الأسلحة لضرب المواقع العسكرية والمطارات في روسيا التي تعد حيوية لقواتها الغازية في أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة ترددت خوفا من أن يتجاوز ذلك “الخطوط الحمراء” لروسيا ويثير هجوما نوويا.
وقال محللون في معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث أميركي، إن تصريحات بوتن الأخيرة هي على الأرجح تهديدات جوفاء تهدف إلى ترهيب الغرب.
وقالوا إن الرئيس الروسي يسعى إلى “إضفاء حياة جديدة على عملية الترويج للأسلحة النووية المرهقة التي ينتهجها الكرملين، وتوليد موجة جديدة من الذعر بين صناع السياسات الغربيين خلال لحظة حرجة بشكل خاص في مناقشات السياسة الغربية حول قدرة أوكرانيا على استخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب”.
وكان بوتن قد اقترح في الماضي سلسلة من الخطوط الحمراء ردا على الدعم الغربي لأوكرانيا، بما في ذلك تحديد الأراضي التي تم الاستيلاء عليها كجزء من روسيا، والتي سيتم الدفاع عنها بالأسلحة النووية.
وحث بعض المحللين على توخي الحذر، حيث حذر جورج بيب، رئيس تحليل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق لشؤون روسيا، وسوزان لوفتوس، الباحثة في برنامج أوراسيا بمعهد كوينسي، في مقال نشر في مجلة “ريسبونسبل ستيتكرافت” العام الماضي، من أن الغرب قد لا يعرف أنه تجاوز الخطوط الحمراء لروسيا إلا بعد فوات الأوان.
وبحسب التقارير، فكر بوتن في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد أوكرانيا بعد أن صدت القوات الروسية في وقت مبكر من الغزو الكامل في عام 2022، لكن الرئيس الصيني شي جين بينج ردعه.