اقترب بنك إريبور (Erebor Bank)، وهو مشروع مالي ناشئ أسسه بالمر لاكي، مدعومًا من كبار الشخصيات في قطاع التكنولوجيا، خطوة أخرى نحو الإطلاق بعد أن تجاوز عقبة تنظيمية فيدرالية رئيسية هذا الأسبوع. يركز البنك على الخدمات المالية الرقمية، بما في ذلك العملات المشفرة، مما يجعله لاعبًا محتملاً في قطاع الخدمات المصرفية الرقمية.
وافق مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC) على طلب إريبور في 16 ديسمبر، مع اشتراطات محددة. يتضمن ذلك متطلبات رأسمالية صارمة، والتزامًا بوجود مستثمرين مستعدين لتقديم تمويل إضافي إذا لزم الأمر. يظل الحصول على الموافقة النهائية من مكتب مراقب العملة (OCC) شرطًا أساسيًا، بعد أن حصل البنك على موافقة أولية من OCC في أكتوبر.
إريبور: نحو إطلاق بنك رقمي جديد
يُعد بنك إريبور مشروعًا طموحًا يهدف إلى تقديم خدمات مصرفية مبتكرة، مع التركيز بشكل خاص على تلبية احتياجات الشركات والأفراد العاملين في مجال التكنولوجيا والعملات المشفرة. تأسس البنك برأس مال يقدر بنحو 2 مليار دولار، وفقًا لتقارير سابقة، ويضم فريقًا من الخبراء من مجالات التكنولوجيا والخدمات المصرفية والتنظيم المالي.
الموافقة التنظيمية: عملية أسرع من المعتاد
بدأت عملية الموافقة من FDIC في 28 يوليو، مما يعني أن البنك حصل على الضوء الأخضر في حوالي خمسة أشهر. يُعتبر هذا الإطار الزمني سريعًا نسبيًا، حيث استغرقت الطلبات المماثلة في العام الماضي أكثر من ثمانية أشهر. تعتبر ميشيل آلت، وهي مستشارة في مجال ترخيص البنوك، أن هذا التقدم السريع “يستحق الاحتفال”، مشيرة إلى أنه يشير إلى تحول نحو معالجة أكثر كفاءة لطلبات تأسيس البنوك.
وفقًا لتود بيكر، وهو زميل كبير في جامعة كولومبيا ومستشار لشركات التكنولوجيا المالية، فإن أحد متطلبات FDIC – وهو اتفاقية دعوة رأس المال التي تتطلب من أطراف غير محددة تقديم المزيد من النقد في حالة حدوث ظروف معينة – “غير معتادة للغاية” ولكنه “مناسب تمامًا نظرًا لتوقع أن البنك سيتعرض لمخاطر كبيرة مرتبطة بخطته التجارية التي تركز على التكنولوجيا والعملات المشفرة”.
الشبكة السياسية والخبرات المصرفية
أكد فريق التأسيس في إريبور على “الشبكة السياسية” للرئيس التنفيذي بالمر لاكي – بما في ذلك مساهماته الكبيرة للرئيس دونالد ترامب والمنظمات الجمهورية الأخرى – باعتبارها أحد الأصول الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، قام البنك بتجنيد مواهب من كل من دوائر لاكي التكنولوجية ومن دوائر الخدمات المصرفية والتنظيم المصرفي. أظهرت فعاليات العملات المشفرة الأخيرة مشاركة سوزان دانهايم من إريبور، وهي موظفة سابقة في جولدمان ساكس.
تلقى إريبور تمويلًا من جو لونسديل وبيتر ثيل، وهما من المستثمرين البارزين في قطاع التكنولوجيا. يهدف البنك إلى تقديم مجموعة واسعة من الخدمات المالية، بما في ذلك القروض والودائع والاستثمارات، مع التركيز على تلبية احتياجات العملاء الذين يفضلون الخدمات المصرفية الرقمية. التمويل الرقمي هو جوهر نموذج عمل إريبور.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض الغموض حول التفاصيل الدقيقة لعمليات البنك واستراتيجيته. لم يرد متحدث باسم إريبور على طلب للتعليق.
تأثير أوسع على قطاع الخدمات المصرفية
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه قطاع الخدمات المصرفية تحولًا كبيرًا نحو الرقمنة. هناك العديد من طلبات تأسيس بنوك جديدة أخرى تركز على الخدمات الرقمية معلقة لدى OCC وغيرها من الجهات التنظيمية. قد يؤدي نجاح إريبور إلى تشجيع المزيد من الشركات على دخول هذا السوق، مما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة والابتكار في قطاع التكنولوجيا المالية.
في المقابل، يراقب المراقبون التنظيميون عن كثب تطورات هذا القطاع، بهدف ضمان استقرار النظام المالي وحماية المستهلكين. قد يؤدي إطلاق إريبور إلى زيادة التدقيق التنظيمي في البنوك الرقمية الأخرى.
الخطوة التالية لإريبور هي الحصول على الموافقة النهائية من مكتب مراقب العملة. من المتوقع أن يتم اتخاذ هذا القرار في أوائل عام 2026، على الرغم من أن هذا الجدول الزمني قد يتغير اعتمادًا على نتائج المراجعات التنظيمية الإضافية. سيكون من المهم مراقبة كيفية تعامل إريبور مع المتطلبات الرأسمالية الصارمة وكيفية تنفيذ خططه التجارية في بيئة تنظيمية متغيرة.
