تواجه العديد من النساء تحديات اقتصادية واجتماعية، خاصةً بعد الطلاق أو فقدان الوظيفة. شهدت كيلي ويثيرز، مؤسسة شركة “كارمو” (Carmu) المتخصصة في حصائر اليوغا، تحولًا جذريًا في حياتها بعد سلسلة من الصعوبات، لتجد في ريادة الأعمال طريقًا للاستقلال المالي وتحقيق الذات. بدأت ويثيرز مشروعها هذا في ضوء ظروف شخصية قاسية، وتحول إلى عمل تجاري ناجح بشكل ملحوظ.

من الضياع إلى حصائر اليوغا: قصة كيلي ويثيرز

في بداية الثلاثينيات من عمرها، وجدت كيلي ويثيرز نفسها أمًا عزبًا لطفلين صغيرين، بلا وظيفة ثابتة أو مأوى. تزامن ذلك مع تفكك زواجها، مما زاد من الضغوط المالية والنفسية عليها. بدأت ويثيرز بالبحث عن فرص عمل سريعة، مستفيدة من مهاراتها في التصوير الفوتوغرافي لمساعدة المطاعم في بناء علاماتها التجارية.

ولكن نقطة التحول جاءت خلال حضورها صفًا لليوغا. لاحظت ويثيرز التشابه الكبير في حصائر اليوغا والملابس الرياضية بين المشاركين، مما أثار لديها فكرة تصميم حصائر فريدة تعكس الفردية والإبداع. تذكرت نصيحة والدتها الراحلة التي كانت تشجعها دائمًا على التميز.

جائحة وتحديات إضافية

قبل أسبوع واحد من تقديم طلب شراء التصميمات، ضربت جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى توقف العديد من الأنشطة التجارية، بما في ذلك المطاعم التي كانت ويثيرز تقدم خدماتها التصويرية لها. واجهت ويثيرز صعوبات جديدة في توفير الاحتياجات الأساسية لطفليها.

لم تستسلم ويثيرز، وبدأت بتعلم مهارات تصميم المواقع والتطبيقات، معتقدة أنها مجال واعد يوفر فرصًا أفضل. اعتمدت على الكتب والموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت، واستعانت بمدرب متخصص لتقييم أعمالها وتقديم التوجيهات اللازمة.

التحول إلى تصميم تجربة المستخدم (UX)

بفضل مثابرتها وتعلمها الذاتي، تمكنت ويثيرز من الحصول على وظيفة في مجال تصميم تجربة المستخدم (UX) في شركة تقنية كبرى. على الرغم من شعورها ببعض القلق وعدم الثقة في قدراتها، إلا أنها استطاعت أن تثبت نفسها وتنجح في هذا المجال.

عملت ويثيرز في مجال التكنولوجيا لعدة سنوات، ولكنها ظلت تحتفظ بشغفها بالتصميم والإبداع. كانت تخطط لإطلاق مشروعها الخاص في مجال حصائر اليوغا كنشاط جانبي، لتوفير مصدر دخل إضافي وتحقيق الاستقلال المالي.

الاستقالة المفاجئة وإطلاق “كارمو”

في يوم تسليم أول دفعة من حصائر اليوغا، تلقت ويثيرز إشعارًا بفقدان وظيفتها. اعتبرت هذا الحدث بمثابة علامة مشجعة، وقررت أن تكرس كل وقتها وطاقتها لإطلاق مشروعها الخاص.

باعت ويثيرز جميع حصائر اليوغا التي طلبتها في غضون شهر واحد، مما أثار دهشتها وحماسها. بدأت بالبحث عن موردين جدد لزيادة الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد. استعانت بشبكة علاقاتها في مجال الإعلام والتسويق للترويج لمنتجاتها.

النجاح السريع والانتشار العالمي

حظيت “كارمو” باهتمام كبير من وسائل الإعلام والمؤثرين في مجال اللياقة البدنية والموضة. نشرت مجلة “فوغ” صورة لهايلي بيبر وهي تستخدم إحدى حصائر اليوغا الخاصة بالشركة، مما أدى إلى زيادة هائلة في المبيعات والوعي بالعلامة التجارية. لاحقًا، نشرت مجلة “جي كيو” مقالًا عن “كارمو”، مما ساهم في توسيع قاعدة عملائها.

تمكنت “كارمو” من دخول متاجر مرموقة مثل “Goop” و “Anthropologie” في أوروبا، مما يعكس الجودة العالية والتصميم الفريد لمنتجاتها. حققت الشركة أرباحًا منذ اليوم الأول لإطلاقها، مما يؤكد جدوى فكرة المشروع.

مستقبل “كارمو” والاستثمار المحتمل

تدرس ويثيرز حاليًا خيارات التمويل والتوسع المحتملة لشركة “كارمو”. تتردد في قبول استثمارات خارجية، خوفًا من فقدان السيطرة على الشركة، خاصةً بعد تجربتها في مجال الشركات الكبرى. تعتبر ويثيرز أن بناء علامة تجارية قوية ومستدامة يتطلب وقتًا وجهدًا، وأن الاستثمار الخارجي قد يؤثر على رؤيتها وقيمها.

من المتوقع أن تتخذ ويثيرز قرارًا بشأن الاستثمار في الأشهر القليلة القادمة، مع الأخذ في الاعتبار جميع العوامل والمخاطر المحتملة. تعتبر “كارمو” مثالًا ملهمًا على كيف يمكن لريادة الأعمال أن تغير حياة الأفراد وتساهم في تحقيق الاستقلال المالي والاجتماعي. يُراقب قطاع ريادة الأعمال هذا المشروع عن كثب لمعرفة كيف ستتطور الشركة في المستقبل.

شاركها.