اعترف الرئيس التنفيذي لشركة AT&T، جون ستانكي، بأنه ارتكب بعض الأخطاء في معالجة ثقافة الشركة، وألقى الضوء على مذكرة داخلية انتشرت على نطاق واسع. وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه الشركة إلى تبني ثقافة عمل أكثر تركيزًا على السوق، مما أثار جدلاً حول ولاء الموظفين في مكان العمل. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من تحول أوسع تشهده AT&T في استراتيجياتها التشغيلية.
جاءت تصريحات ستانكي خلال حديثه في قمة الرؤساء التنفيذيين لصحيفة وول ستريت جورنال يوم الثلاثاء. وأشار إلى أن الشركة تمر بمرحلة تغيير، بما في ذلك العودة إلى العمل من المكتب لمدة خمسة أيام في الأسبوع، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب العمل. وتأتي هذه التغييرات في سياق سعي الشركة لتعزيز الكفاءة والتكيف مع متطلبات السوق المتغيرة.
ثقافة العمل في AT&T: اعتراف بالأخطاء وتوجهات جديدة
أقر ستانكي بأنه كان بطيئًا في معالجة “تطور الثقافة” الذي كانت الشركة بحاجة إليه. وأوضح أنه وضع هذا التطور ضمن عدة مجالات تركيز للشركة، وكان يجب عليه إعطائه الأولوية القصوى واتخاذ إجراءات محددة لتحقيقه. ووفقًا لآلان موراي، رئيس معهد قيادة وول ستريت جورنال، فإن هذا يفسر سبب إرسال ستانكي للمذكرة هذا العام، وليس في وقت سابق.
المذكرة الداخلية: إطار عمل جديد للقيادة
أكد ستانكي أن المذكرة لا ينبغي أن تكون محور تركيز مفرط، بل هي مجرد خطوة من بين سلسلة خطوات تهدف إلى وضع إطار عمل وإزالة الأعذار أمام القادة للقيادة. وأضاف أن المذكرة قدمت سياقًا للإطار الذي كان يبنيه للشركة، ومنحت القادة “غطاءً هوائيًا” لتنفيذ هذا الإطار. وتشير هذه التصريحات إلى أن المذكرة كانت تهدف إلى توضيح التوقعات وتقديم الدعم للقادة في تنفيذ التغييرات المطلوبة.
في المذكرة التي أرسلها إلى الموظفين، دعا ستانكي بشكل فعال الموظفين إلى التكيف مع التغييرات في ثقافة الشركة، أو البحث عن فرص عمل أخرى. وأوضح أن الشركة تعمل في بيئة ديناميكية وتواجه تحديات كبيرة، وإذا كانت هذه المتطلبات لا تتوافق مع تطلعات الموظفين الشخصية، فإنهم أحرار في البحث عن فرص عمل مناسبة. هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا حول التوقعات المتبادلة بين الشركة وموظفيها.
تبني الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات
بالإضافة إلى ذلك، أوضح ستانكي أن AT&T تدفع موظفيها إلى تبني الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن الشركة توفر برامج تعليمية وأدوات تعليمية أخرى لمساعدة الموظفين على تطوير مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنه يولي اهتمامًا بمن يستخدم هذه الأدوات. ويعكس هذا التركيز على الذكاء الاصطناعي سعي الشركة للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة لتعزيز الكفاءة والابتكار.
وتأتي هذه الجهود في إطار خطة أوسع لتطوير المهارات الرقمية للموظفين، بما في ذلك التحول الرقمي وتطوير الكفاءات. وتعتبر هذه المهارات ضرورية لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة وتلبية متطلبات السوق المتغيرة.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه التغييرات قد تؤدي إلى زيادة الضغط على الموظفين وتقليل الشعور بالولاء للشركة. ويرجع ذلك إلى أن التركيز على الأداء والكفاءة قد يطغى على الجوانب الإنسانية في العمل.
في المقابل، يرى ستانكي أن هذه التغييرات ضرورية لضمان قدرة الشركة على المنافسة في السوق. ويؤكد أن الشركة ملتزمة بتوفير بيئة عمل داعمة ومحفزة للموظفين، مع التركيز على تطوير مهاراتهم وتمكينهم من تحقيق أهدافهم المهنية.
من المتوقع أن تواصل AT&T جهودها لتطوير ثقافة العمل وتبني الذكاء الاصطناعي في الأشهر المقبلة. وستراقب الشركة عن كثب تأثير هذه التغييرات على أداء الموظفين ورضاهم الوظيفي. كما ستتابع عن كثب التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتعمل على دمج التقنيات الجديدة في عملياتها التشغيلية. وستكون المراقبة المستمرة لنتائج هذه المبادرات أمرًا بالغ الأهمية لضمان نجاحها على المدى الطويل.
