يشهد سوق التقنية القانونية نموًا هائلاً، ولا يزال في بداياته، وفقًا لوينستون وينبرج، الرئيس التنفيذي لشركة Harvey. تأتي هذه التصريحات في ظل حصول الشركة الناشئة على تمويل بقيمة 160 مليون دولار، مما رفع تقييمها إلى 8 مليارات دولار. ويؤكد وينبرج أن الفرصة المتاحة في هذا القطاع ضخمة للغاية بحيث لا يمكن لشركة واحدة، بما في ذلك شركته، احتكارها بالكامل.

أدلى وينبرج بهذه التصريحات خلال جلسة “اسألني أي شيء” على موقع Reddit يوم الأربعاء. وأشار إلى أن شركة Harvey، على الرغم من كونها من بين الشركات الناشئة الأكثر مراقبة في هذا المجال، لا تزال بالكاد تخدش سطح الإمكانات التي يمكن أن توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي للمحامين حول العالم. ويقدر حجم السوق القانونية العالمي بتريليون دولار، إلا أن الإنفاق على التكنولوجيا يمثل حاليًا حوالي 30 مليار دولار فقط.

الذكاء الاصطناعي يغير وجه ممارسة القانون

تتزايد وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع القانون، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل نماذج العمل التقليدية. تشير التقديرات إلى أن التمويل المخصص للشركات الناشئة في مجال التقنية القانونية بلغ 3.2 مليار دولار هذا العام، وفقًا لتحليل حديث لبيانات Crunchbase. هذا الارتفاع في الاستثمار يعكس الحماس المتزايد للمستثمرين تجاه التحول الذي يشهده هذا القطاع.

تأثير الذكاء الاصطناعي على مهام المحامين

يتوقع وينبرج أن العديد من المهام القانونية الروتينية ستُستوعب تدريجيًا من قبل التكنولوجيا. ومع ذلك، يوضح أن هذا لا يعني استبدال المحامين بالكامل، بل تطور دورهم ليصبح أكثر تركيزًا على المهام الاستراتيجية والمعقدة. قد يشهد المحامون الشباب، الذين نشأوا وهم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي، ميزة تنافسية على نظرائهم الأكبر سنًا من حيث الطلاقة والسرعة والقدرة على التكيف.

بدأت بالفعل العديد من مكاتب المحاماة الكبرى في دمج الذكاء الاصطناعي في سير العمل لديها، بما في ذلك مراجعة المستندات والبحث القانوني وتحديد مخاطر الامتثال. وفقًا لتقارير، تقوم بعض الشركات بإعادة التفكير في هياكلها التنظيمية، وتقليل عدد الشركاء وزيادة الاعتماد على المساعدين القانونيين.

التقنية القانونية وفرص النمو

يرى وينبرج أن هناك مجالًا كبيرًا لنمو شركات أخرى تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي القانوني. ويؤكد أن نجاح Harvey يعتمد على “الاستحقاق اليومي” للتقييم المرتفع الذي حصلت عليه. وقد شهدت الشركة زيادة بنسبة 81٪ في عدد المستخدمين الشهريين الذين يعودون لاستخدامها يوميًا، كما أن أنماط استخدام المحامين لميزات متعددة تشبه تلك الخاصة بتطبيقات مثل Slack أو البريد الإلكتروني.

تعتبر أتمتة العمليات القانونية من بين المجالات الرئيسية التي تشهد تطورات سريعة. تساعد هذه التقنيات مكاتب المحاماة على تبسيط المهام المتكررة، وتقليل الأخطاء، وتحسين الكفاءة العامة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم تحليلات البيانات القانونية في تقديم رؤى قيمة تساعد المحامين على اتخاذ قرارات أفضل.

في حين أن الذكاء الاصطناعي يوفر إمكانات هائلة، إلا أنه يثير أيضًا بعض التحديات، مثل قضايا الخصوصية والأمن والتحيز المحتمل في الخوارزميات. من الضروري معالجة هذه التحديات بشكل استباقي لضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي في القطاع القانوني.

تتجه الشركات الناشئة في مجال التقنية القانونية نحو تطوير منصات شاملة تلبي احتياجات المحامين المتنوعة. يهدف وينبرج إلى بناء مثل هذه المنصة، مع التركيز على توسيع نطاق حالات الاستخدام المتاحة للمحامين.

من المتوقع أن يستمر النمو في سوق التقنية القانونية في السنوات القادمة، مدفوعًا بالطلب المتزايد على حلول مبتكرة لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف. ومع ذلك، لا يزال هناك بعض عدم اليقين بشأن السرعة التي سيتم بها تبني هذه التقنيات على نطاق واسع، والتأثير الكامل الذي ستحدثه على مهنة المحاماة. يجب مراقبة التطورات التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والبيانات القانونية، بالإضافة إلى استثمارات رأس المال الاستثماري في هذا القطاع، لتقييم المسار المستقبلي لسوق التقنية القانونية.

شاركها.