تظهر طائرات مسيرة هجومية روسية جديدة عالية السرعة بشكل متزايد في ساحة المعركة في أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية أعلنت أنها تمكنت بالفعل من تدمير بعضها باستخدام اعتراضات رخيصة الثمن. يمثل هذا التطور تحديًا كبيرًا في الحرب الدائرة، حيث تسعى أوكرانيا إلى تعزيز دفاعاتها الجوية ضد الطائرات المسيرة الروسية المتطورة.
أعلن سيرجي ستيرنينكو، قائد منظمة تطوعية متخصصة في التبرع بالطائرات المسيرة للوحدات الأوكرانية، يوم الأحد أن “ستينغ” – وهي طائرة اعتراضية محلية الصنع – نجحت في تدمير عدة طائرات هجومية تعمل بالطاقة النفاثة. ويشير هذا النجاح إلى قدرة أوكرانيا المتزايدة على مواجهة التهديدات الجوية الروسية.
تحدي الاعتراضات عالية السرعة للطائرات المسيرة
يعد ظهور طائرات Geran-3، وهي النسخة المحلية الروسية من طائرة Shahed-238 الإيرانية طويلة المدى، تطورًا ملحوظًا في تكتيكات روسيا. تقدر سرعة Geran-3 القصوى بحوالي 230 ميلاً في الساعة، مما يجعلها أسرع بكثير من سابقتها التي تعمل بالدفع المروحي، والتي استخدمها الكرملين في هجمات واسعة النطاق على أوكرانيا على مدار العام الماضي.
تستخدم روسيا بشكل منتظم هذه الطائرات المسيرة المنتجة بكميات كبيرة في موجات كبيرة عبر الحدود، وتقوم بإقرانها بمئات من الطعوم لتعطيل الدفاعات الجوية الأوكرانية. وقدر مسؤولون أوكرانيون تكلفة طائرات Geran-2 بحوالي 20 ألف دولار لكل منها.
تطوير اعتراضات محلية
استجابةً لذلك، يقوم الأوكرانيون بتطوير طائرات اعتراضية، أو طائرات مسيرة صغيرة من نوع “الرؤية الشخصية الأولى” تم تعديلها للطيران بسرعات عالية، كطريقة منخفضة التكلفة لمواجهة طائرات Geran-2. عادةً ما تكلف كل طائرة اعتراضية ما بين 2000 و 6000 دولار، وتعتبر الآن جزءًا أساسيًا من نظام الدفاع الجوي الأوكراني، حيث تعمل بالتنسيق مع فرق الرشاشات ومجموعة متنوعة من الاعتراضات الأخرى.
طائرة “ستينغ”، وهي الطائرة الاعتراضية التي ذكرها ستيرنينكو، هي أحد هذه الطائرات التي يتم نشرها بشكل متكرر. تم تطويرها بواسطة شركة Wild Hornets الأوكرانية للطيران بسرعة تبلغ حوالي 215 ميلاً في الساعة بأربعة دوارات.
ومع ذلك، أثار الظهور المتقطع لطائرات Geran-3 على مدار العام الماضي مخاوف من أن هذه الطائرات الاعتراضية ستكون بطيئة جدًا لاعتراض موجات الطائرات المسيرة التي تعمل بالطاقة النفاثة. إذا تحقق هذا الأمر، فستعود الحرب إلى صراع أوكرانيا الرئيسي في الدفاع ضد الهجمات الجوية واسعة النطاق: التكلفة.
أوكرانيا تعاني بالفعل من نقص الموارد ولا يمكنها تحمل استخدام الصواريخ باهظة الثمن بشكل تقليدي لإسقاط الطائرات المسيرة الروسية الرخيصة. ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إحاطتها الشهرية الأخيرة للمسؤولين أنها دمرت معظم طائرات Geran-3 الـ 138 التي استخدمتها روسيا مؤخرًا، لكن لم يتضح بعد الوسائل التي تم استخدامها.
قال مسؤولون أوكرانيون كبار لموقع Business Insider الشهر الماضي أن روسيا تجرب Geran-3 لاختبار وتقييم الدفاعات الأوكرانية. لكنهم أضافوا أيضًا أن موسكو نشرت الطائرات الجديدة بأعداد محدودة، مما يشير إلى أن روسيا لم تنتقل بعد إلى الإنتاج الضخم الذي حققته مع Geran-2.
تعتبر Geran-3 أكثر تقدمًا بكثير من Geran-2، حيث تنتج روسيا الآلاف منها كل شهر، وتتميز بميزات جديدة مثل نظام تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية الذي يعزز مقاومتها للحرب الإلكترونية. الأسلحة الروسية الجديدة تتطلب استراتيجيات دفاعية متطورة.
في غضون ذلك، قال مطورو الطائرات المسيرة الأوكرانيون سابقًا لموقع Business Insider إنهم يستعدون لاحتمال سيطرة Geran-3 على الأجواء. قال بافلو باليسا، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، في سبتمبر أن كييف طورت بالفعل طائرات مسيرة “قادرة على محاربة Shaheds بمحركات نفاثة”. ومع ذلك، لم يكشف عن تفاصيل حول هذه الاعتراضات الجديدة.
الدفاعات الجوية الأوكرانية تتطور باستمرار لمواجهة التهديدات المتغيرة. من المتوقع أن تستمر روسيا في اختبار قدرات أوكرانيا الدفاعية، مع التركيز على نشر طائرات Geran-3 بشكل متزايد. سيكون من المهم مراقبة قدرة أوكرانيا على الإنتاج الضخم للاعتراضات منخفضة التكلفة وفعالية هذه الأسلحة في مواجهة الطائرات المسيرة الروسية عالية السرعة في الأشهر المقبلة.
