المرة الأولى التي ركبت فيها الطائرة كانت تجربة لا تُنسى، ليس لأنني كنت متوجهاً إلى مكان فاخر لقضاء الإجازة، ولكن لأنني كنت ذاهباً إلى معسكر تدريبي لقوات مشاة البحرية.
منذ اللحظة التي وصلت فيها إلى مكتب المجند، كانت الطاقة شديدة. كان أفراد عائلتي يتصلون بي ويتمنون لي حظًا سعيدًا، واختلطت أعصابي بالإثارة. لن أنسى أبدًا عندما أعلن الطيار: “دعونا نصفق لمشاة البحرية المستقبليين على متن الطائرة”.
وصفقت الطائرة بأكملها. لقد منحتني تلك اللحظة شعورًا بالفخر والانتماء لم أشعر به من قبل.
أثناء جلوسي في مقعدي، تخيلت السفر حول العالم، والسفر بالطائرة من مدينة إلى أخرى، ورؤية أماكن جديدة، والالتقاء بالناس في كل مكان ذهبت إليه.
لكن السفر كجندي في مشاة البحرية كان حقيقة مختلفة. ودعا إلى التسامح وضبط النفس والمرونة.
لحسن الحظ، كان علي أن أسافر كثيرًا كجندي في مشاة البحرية
لقد نشأت دون السفر إلى أي مكان؛ أبعد ما ذهبت إليه على الإطلاق كان الذهاب إلى البلدة التالية. كان الانضمام إلى الجيش أكثر من مجرد مهنة بالنسبة لي؛ رأيته بمثابة الهروب.
لقد سافرت كثيرًا خلال فترة وجودي في مشاة البحرية. أصبح كل مكان جديد بمثابة فصل دراسي، يعلمني دروسًا مهمة حول الثقافة.
إحدى الوجهات التي غيرتني أكثر كانت اليابان. إذا كان بإمكان أي بلد أن يكون شخصًا، فستكون اليابان حبي الأول. لقد علمني هذا البلد الاستقلال والتواضع.
أدركت أنه في حين أن لكل دولة عادات مختلفة، فإن الناس في كل مكان يتشاركون في نفس الصراعات: المال، والصحة، والحب، والشعور بالهدف. العالم واسع، لكنه أيضًا مترابط بعمق.
السفر العسكري يأتي مع التحديات
السفر مع الجيش لا يشبه الحياة المدنية. كل شيء يدور حول المهمة. أنت لا تحجز رحلة طيران فحسب؛ تحصل على الطلبات والأوراق والمواعيد النهائية.
المؤلف مع زملائه من مشاة البحرية أثناء سفره إلى الخارج. بإذن من ميغيل إيكولز
الغرض من السفر ليس الترفيه. إنه واجب. على الرغم من أنه قد تكون لديك فرص للاستكشاف، إلا أن هذه الفرص لا تأتي إلا بعد الانتهاء من العمل. كانت الرحلات الجوية الطويلة والفحوصات الجمركية وتأخر النقل أمرًا شائعًا في الصباح الباكر. لم يكن السفر كجندي في مشاة البحرية أمرًا سهلاً. لقد كان الأمر مرهقًا، ولا يمكن التنبؤ به، وغير مريح في كثير من الأحيان.
قد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيع حتى تشعر بالاستقرار في بلد جديد. لقد اختبرت حواجز اللغة وسوء الفهم الثقافي صبري، ولكنها زادت أيضًا من تعاطفي. لقد تعلمت كيفية التواصل بالإيماءات، ولكن في بعض الأحيان، يكون عدم قول أي شيء على الإطلاق هو الصوت الأعلى.
كما اختبر هيكل السفر العسكري إحساسي بالاستقلال. لم أستطع الذهاب إلى أي مكان دون موافقة، وفي بعض الأحيان، كان فقدان الحرية محبطًا.
الدروس المستفادة جعلت كل شيء يستحق العناء
كثيرًا ما أقارن العالم بالنظام المدرسي: مدينتك مثل المدرسة الابتدائية، وولايتك مثل المدرسة الإعدادية، وأمتك مثل المدرسة الثانوية، والسفر الدولي مثل الكلية. يقدم كل مستوى دروسًا جديدة لا يمكنك تعلمها بالبقاء في مكان واحد.
لقد أجبرني السفر على التطور ورؤية ما هو أبعد مما كنت أعرفه أثناء نشأتي. لقد ذكّرني ذلك بأن النمو لا يحدث إلا عندما تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك – حتى لو اضطررت إلى القيام بذلك بموجب القواعد العسكرية الصارمة.
على الرغم من أن الرحلات كانت طويلة وقاسية في بعض الأحيان، إلا أنني بدأت أفتقد الأماكن التي زرتها، وخاصة اليابان، أكثر من مسقط رأسي.
تعلمت أن المنزل ليس فقط المكان الذي تنتمي إليه؛ إنه أينما تجد السلام والنمو.

