تذبذبت الأسهم الأمريكية بشكل محدود يوم الثلاثاء، حيث تجنب المستثمرون اتخاذ مواقف كبيرة قبل أقل من 24 ساعة على قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. يأتي هذا الترقب في ظل تقييم الأسواق لتوقعات خفض الفائدة في عام 2026، بعد بيانات اقتصادية متباينة وتحذيرات من بعض المؤسسات المالية بشأن تباطؤ النمو.
أغلق مؤشر “إس آند بي 500” دون تغيير يذكر، بينما انخفض مؤشر “داو جونز” بشكل طفيف، في حين سجل “ناسداك 100” ارتفاعاً هامشياً. ويعكس هذا التذبذب حالة من الحذر السائدة في الأسواق، مع ترقب المستثمرين لتصريحات الفيدرالي وتلميحاته حول مسار السياسة النقدية المستقبلية.
توقعات خفض أسعار الفائدة وتخوفات من “التشديد المخفي”
تتوقع الأسواق حالياً خفضين في أسعار الفائدة خلال عام 2026، بعد خفض متوقع بربع نقطة مئوية غداً الأربعاء. ومع ذلك، يخشى بعض المحللين من احتمال تبني الفيدرالي لنهج “التشديد المخفي”، حيث يخفض الفائدة ولكنه يشير في الوقت نفسه إلى توقف مؤقت في دورة الخفض، مما قد يثير قلق المستثمرين.
وحذر توم إسّاي، مؤسس “ذا سيفن ريبورت”، من أن “الخفض نفسه هو الجزء الأقل أهمية في هذا الاجتماع”، مؤكداً أن “السوق تهتم أكثر بأن يشير الفيدرالي إلى استمرار الخفض، وألا يلمّح إلى توقف مؤقت في دورة الخفض”. هذا القلق يتزايد مع تضارب البيانات الاقتصادية الأخيرة.
تأثير بيانات الوظائف على التوقعات
ارتفعت الأسهم في البداية بعد صدور بيانات الوظائف الشاغرة لشهر أكتوبر، والتي جاءت أفضل من المتوقع، حيث بلغ عدد الوظائف المتاحة 7.67 مليون. ومع ذلك، لم تستمر المكاسب، حيث أشار المحللون إلى أن بيانات الوظائف المتأخرة بسبب الإغلاق الحكومي قد لا تعكس الصورة الكاملة.
وقال آدم كريسافولي من “فيتال نوليدج” إن “من الصعب استخلاص الكثير من تقرير الوظائف”، مضيفاً أن “الارتفاع في الوظائف الشاغرة يبدو متشدداً، لكن وتيرة التسريح ارتفعت أيضاً”. هذا التضارب في البيانات يزيد من حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق.
ضغوط عالمية على أسواق السندات
بالإضافة إلى ذلك، تتعرض أسواق السندات العالمية لضغوط مع إشارة البنوك المركزية الأخرى إلى أن دورات التيسير النقدي تقترب من نهايتها. فقد قالت ميشيل بولوك من البنك المركزي الأسترالي إن مرحلة التيسير النقدي “انتهت”، بينما قالت إيزابيل شنابل من البنك المركزي الأوروبي إنها مرتاحة لأن الخطوة التالية قد تكون رفع أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وفي هذا السياق، حذر فنسنت جوفينز، كبير استراتيجيي الاستثمار لدى “آي إن جي” في بروكسل، من أن “اجتماع الفيدرالي قد يضيف زيتاً إلى النار” في ظل التوتر السائد في أسواق السندات العالمية. ويراقب المستثمرون أيضاً نتائج الشركات الكبرى مثل “أوراكل” و”برودكوم” بحثاً عن مؤشرات إضافية.
سيناريوهات محتملة بعد قرار الفيدرالي
تتوقع الأسواق تحركاً متوقعاً بنحو 0.7% في أي من الاتجاهين بعد اجتماع الفيدرالي، مما يشير إلى زيادة محتملة في التقلبات. ويرى بعض المحللين أن الرئيس ترمب قد يضغط من أجل استبدال جيروم باول إذا بدا الفيدرالي متشدداً للغاية، وهو ما قد يؤدي إلى “حدث حاسم في السوق” وفقاً لتوم لي من “فاندسترات”.
من جهته، كتب كاميرون كرايز، استراتيجي الاقتصاد الكلي في “بلومبرغ ماركتس لايف”، أن “توقعات السياسة الأميركية تبدو غير متناغمة مع بقية العالم”، مما يزيد من احتمالية تبني الفيدرالي لنهج “التشديد المخفي”.
بشكل عام، من المتوقع أن يظل التركيز على قرارات الفيدرالي وتوجيهاته المستقبلية، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الواردة. سيراقب المستثمرون عن كثب أي تلميحات حول مسار السياسة النقدية في عام 2026، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر العالمية المتزايدة والتقلبات المحتملة في الأسواق.
من المقرر أن يعلن الفيدرالي عن قراره بشأن أسعار الفائدة غداً الأربعاء، ومن المتوقع أن يقدم توجيهات حول مسار السياسة النقدية المستقبلية. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن رد فعل الأسواق على هذه القرارات، خاصة في ظل التضارب في البيانات الاقتصادية والضغوط العالمية المتزايدة.
