تدرس شركة “لين تكنولوجيز” السعودية، وهي شركة ناشئة رائدة في مجال التكنولوجيا المالية، فرص استثمارية جديدة بهدف توسيع نطاق خدماتها ومنتجاتها. يأتي هذا في إطار استعداد الشركة المحتمل لطرح أسهمها للاكتتاب العام، وذلك وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي هشام الفالح. وتسعى “لين تكنولوجيز” إلى تجاوز نطاق الخدمات المصرفية المفتوحة الحالية من خلال الاستثمار الاستراتيجي في شركات أخرى.

تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرة الشركة على تقديم حلول تمويلية مبتكرة ومتنوعة لعملائها. وقد حصلت “لين تكنولوجيز” على دعم استثماري كبير يتجاوز 100 مليون دولار من صناديق رأس المال الجريء، بما في ذلك “جنرال كاتاليست”، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ خططها التوسعية. وتتركز أنشطة الشركة حاليًا على التحويلات المالية، والمدفوعات العابرة للحدود، وحلول الائتمان البديلة.

قطاع التكنولوجيا المالية في السعودية والمنطقة: فرص واعدة

يشهد قطاع التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط نموًا متسارعًا، مدفوعًا بالتحول الرقمي الذي تشهده المنطقة، وجهود الحكومات لدعم الابتكار وريادة الأعمال. وتستفيد “لين تكنولوجيز” بشكل خاص من هذه التطورات، بالإضافة إلى الأطر التنظيمية الجديدة التي تعزز الخدمات المصرفية المفتوحة والتمويل الرقمي في السعودية والإمارات.

الخدمات المصرفية المفتوحة: الركيزة الأساسية

تعتبر الخدمات المصرفية المفتوحة، التي تسمح للمستهلكين بمشاركة بياناتهم المالية بسهولة وأمان مع المؤسسات المالية الأخرى، جوهر أعمال “لين تكنولوجيز” الحالية. وتتيح هذه الخدمات للشركة تقديم حلول مالية أكثر تخصيصًا وكفاءة لعملائها.

توسيع نطاق المنتجات والخدمات

أكد هشام الفالح أن توسيع نطاق المنتجات والخدمات هو الأولوية الرئيسية للشركة في الوقت الحالي، وذلك في إطار الاستعداد المحتمل للاكتتاب العام الأولي. وأضاف أن الأسواق السعودية والإقليمية تمثل فرصًا جذابة للغاية للنمو والتوسع.

وفقًا للفالح، هناك فرص غير مستغلة كشف عنها العملاء، مما يدفع الشركة إلى معالجة التحديات القائمة وتقديم حلول مبتكرة. وتشمل هذه الفرص قطاعات مثل التأمين والمعاشات والاستثمارات، والتي تدرس “لين تكنولوجيز” الدخول إليها.

التحول الرقمي في السعودية والإمارات يدعم النمو

استفادت “لين تكنولوجيز” من الجهود التي تبذلها السعودية والإمارات لتطوير أطر تنظيمية تدعم الخدمات المصرفية المفتوحة والتمويل الرقمي. تأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة والإمارات للتنويع الاقتصادي وتعزيز الابتكار.

وتعتبر كل من الرياض وأبوظبي قطاع التمويل الرقمي محركًا رئيسيًا للتنمية، حيث تسعيان إلى تحفيز ريادة الأعمال وتسهيل ممارسة الأعمال التجارية في المنطقة.

تشير التقارير إلى أن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط جمعت تمويلاً قياسيًا قدره 1.2 مليار دولار خلال الربع الأخير، متجاوزة بذلك التراجع الذي تشهده الأسواق الناشئة الأخرى. ويعزى هذا الأداء القوي إلى صفقات استثمارية كبيرة واهتمام متزايد بشركات التكنولوجيا المالية.

توسع إقليمي محتمل

تركز “لين تكنولوجيز” حاليًا على تعزيز مكانتها في السوقين السعوديين والإماراتي، مع إمكانية التوسع إلى أسواق جديدة في المستقبل القريب. وأشار الفالح إلى أن الشركة تتمتع بميزانية جيدة بعد جمع 70 مليون دولار في جولة تمويل من الفئة “ب” العام الماضي، مما يقلل من الحاجة إلى جمع تمويل إضافي في الوقت الحالي.

تعتبر “لين تكنولوجيز” مثالاً على الشركات الناشئة التي تستفيد من التحول الرقمي المتسارع في المنطقة، وتسعى إلى تقديم حلول مالية مبتكرة تلبي احتياجات العملاء المتغيرة.

من المتوقع أن تتخذ الشركة قرارًا بشأن توقيت الاكتتاب العام الأولي في المستقبل القريب، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية والسوقية. ويرجح أن يكون الاكتتاب خطوة مهمة في مسيرة نمو “لين تكنولوجيز” وتوسيع نطاق أعمالها في المنطقة.

شاركها.