تخطط شركة فيدانتا المحدودة (Vedanta Ltd)، وهي مجموعة هندية عملاقة، لزيادة استثماراتها بشكل كبير في المملكة العربية السعودية، مستفيدةً من طموحات المملكة لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في صناعة المعادن والتعدين. يأتي هذا التوجه في إطار رؤية 2030 السعودية لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وتستعد الشركة لبدء عمليات التنقيب عن النحاس والذهب في مناطق غرب المملكة خلال الأشهر القليلة القادمة.

فيدانتا تستثمر في قطاع التعدين بالسعودية

حصلت فيدانتا، إلى جانب شركات تعدين عالمية أخرى مثل مجموعة زيجين ماينينغ الصينية وشركة هانكوك بروسبكتينغ الأسترالية، على رخص جديدة للتنقيب عن النحاس والذهب في السعودية مؤخرًا. تعتبر هذه الخطوة بمثابة دفعة قوية لقطاع التعدين السعودي الذي يسعى لجذب استثمارات أجنبية كبيرة. وتسعى فيدانتا إلى بناء سلسلة توريد متكاملة للمعادن داخل المملكة، تغطي جميع مراحل الإنتاج بدءًا من التعدين وصولًا إلى المعالجة والتصنيع.

رخصة التنقيب الأولى في حزام جبل صايد

تخطط فيدانتا لمنح عقد بحلول منتصف شهر يناير القادم لبدء استكشاف وتطوير أول منجم لها في حزام جبل صايد، وهو منطقة واعدة باحتياطيات معدنية كبيرة. وقد أعلنت الشركة عن التزامها باستثمار ملياري دولار أمريكي في بناء مرافق حديثة لمعالجة النحاس في السعودية، وهو ما يعكس ثقتها العالية في مستقبل هذا القطاع في المملكة.

تأتي هذه الاستثمارات في وقت تعتبر فيه الحكومة السعودية قطاع التعدين ركيزة أساسية في خطط التنويع الاقتصادي الطموحة التي تتضمنها رؤية 2030. وتقدر الحكومة أن المملكة تمتلك موارد معدنية غير مستغلة تصل قيمتها إلى 2.5 تريليون دولار أمريكي، بما في ذلك الفوسفات والنحاس والبوكسايت، وهي معادن حيوية لعملية التحول في قطاع الطاقة العالمي.

جذب الاستثمارات الأجنبية لقطاع المعادن

تسعى السعودية إلى مضاعفة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي أربع مرات بحلول عام 2030، وتحويل المملكة إلى مركز إقليمي متكامل لصناعة المعادن. وتشهد هذه الجهود استجابة متزايدة من الشركات العالمية، حيث تعمل شركة باريك غولد الكندية بالفعل في المملكة، وفازت شركة هانكوك بروسبكتينغ مؤخرًا بحقوق التنقيب عن المعادن. بالإضافة إلى ذلك، تخطط شركة زيجين الصينية لتوسيع نطاق عمليات الاستكشاف من خلال شراكات محلية، مع إمكانية بدء إنتاج النحاس والذهب في السعودية خلال خمس سنوات.

بدأت فيدانتا بالفعل في أعمال البناء لمصنع لإنتاج قضبان النحاس في السعودية في شهر سبتمبر الماضي، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2026. وتخطط الشركة أيضًا لإنشاء مصهر للنحاس بحلول عام 2028. وفي الوقت الحالي، تعتزم فيدانتا الاعتماد على إمدادات النحاس من دول مثل تشيلي وبيرو لتشغيل هذه المرافق، إلى أن يتمكنوا من استخراج النحاس الخام من المناجم السعودية.

دور الشركات السعودية في تطوير القطاع

تلعب شركتا معادن ومنارة المعادن للاستثمار، وهما شركتان سعوديتان مدعومتان من الدولة، دورًا محوريًا في جهود توسيع قطاع التعدين المحلي والاستحواذ على أصول دولية. وتجري فيدانتا حاليًا محادثات مع هذه الشركات وغيرها من الشركات السعودية لاستكشاف فرص التعاون والشراكة المحتملة.

أكد الرئيس التنفيذي لشركة فيدانتا للنحاس والنيكل في الهند ودول مجلس التعاون الخليجي، بونيت خورانا، أن الشركة لا تتوقع أي تأثير سلبي لخطط الفصل المقترحة على قدرتها على زيادة استثماراتها في السعودية، مشيرًا إلى أن تأمين التمويل اللازم لهذه المشاريع لن يشكل تحديًا كبيرًا.

من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من التطورات في قطاع التعدين السعودي، مع استمرار الشركات المحلية والأجنبية في استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة. وستركز الجهود على تطوير البنية التحتية اللازمة، وتوفير الكفاءات المؤهلة، وتبسيط الإجراءات التنظيمية، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق أهداف رؤية 2030 في هذا القطاع الحيوي. وستكون عمليات التنقيب التي ستبدأها فيدانتا قريباً مؤشراً هاماً على مدى جدية هذه الخطط ونجاحها.

شاركها.