شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً قياسياً جديداً يوم الاثنين، مدفوعة بمراهنات المضاربين ونقص المعروض المستمر، بالإضافة إلى توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. في المقابل، استقر سعر الذهب مع استمرار تقلبات الأسواق العالمية. هذا الارتفاع يضع الفضة في دائرة الضوء كأحد المعادن الثمينة الأكثر جاذبية للمستثمرين في الوقت الحالي.

ارتفع سعر الفضة إلى حوالي 57.86 دولارًا للأونصة، بعد قفزة بنسبة 6% إلى مستوى قياسي في نهاية الأسبوع الماضي. ويُعد هذا الصعود المستمر، الذي استمر لستة أيام متتالية، ملحوظاً بشكل خاص، حيث تضاعف سعر الفضة هذا العام، متجاوزاً أداء الذهب الذي ارتفع بنحو 60% خلال نفس الفترة. هذا الأداء القوي يعكس الطلب المتزايد على المعدن وتوقعات إيجابية لمستقبله.

أسباب ارتفاع أسعار الفضة

يعزى الارتفاع الحاد في أسعار الفضة إلى عدة عوامل متضافرة. أولاً، هناك نقص حاد في المعروض من الفضة، خاصة في مراكز التداول الرئيسية مثل لندن وشنغهاي. تدفقت كميات قياسية من الفضة إلى لندن في أكتوبر الماضي في محاولة لتخفيف أزمة تاريخية في المعروض، لكن سعر اقتراض المعدن لا يزال مرتفعاً، مما يشير إلى استمرار الضغط على الإمدادات.

ضغوط على مراكز التداول العالمية

بالإضافة إلى ذلك، تتعرض مراكز التداول الأخرى لضغوط كبيرة. فقد وصلت مخزونات الفضة في المستودعات المرتبطة ببورصة شنغهاي للعقود الآجلة إلى أدنى مستوى لها في حوالي عقد من الزمان، وفقًا لبيانات البورصة. هذا النقص في المخزونات يزيد من حدة التنافس على الفضة المتاحة، مما يدفع الأسعار إلى الأعلى.

علاوة على ذلك، يتوقع المتعاملون بالكامل تقريباً خفضاً لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الشهر. ويأتي هذا التوقع في ظل استمرار ضعف سوق العمل الأمريكي، بالإضافة إلى سلسلة من التصريحات المتجهة نحو التيسير النقدي من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. تعتبر الفضة، مثل المعادن الثمينة الأخرى، ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وتستفيد من انخفاض تكاليف الاقتراض.

كما أن تأخر صدور البيانات الاقتصادية بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر ستة أسابيع ساهم في دعم التوقعات بخفض تكاليف الاقتراض. هذا التأخير أضاف طبقة من عدم اليقين إلى المشهد الاقتصادي، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة مثل الفضة.

تأثير ارتفاع الأسعار على شركات التعدين

شهدت أسهم شركات تعدين الفضة والنحاس في آسيا وأستراليا ارتفاعاً ملحوظاً يوم الاثنين، حيث سجلت أيضاً أعلى مستوياتها على الإطلاق. فقد ارتفع سهم شركة “صن سيلفر” بنسبة 19%، بينما ارتفع سهم شركة “سيلفر ماينز” المحدودة بنسبة 12%. يعكس هذا الارتفاع في أسعار الأسهم التفاؤل بشأن آفاق شركات التعدين في ظل ارتفاع أسعار الفضة.

في نهاية التعاملات، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 1.3% ليصل إلى 57.22 دولارًا للأونصة. في المقابل، لم يشهد سعر الذهب تغييرًا يذكر، وظل عند 2348.50 دولارًا للأونصة. كما استقر مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري دون تغيير. في الوقت نفسه، حقق البلاتين والبلاديوم مكاسب طفيفة.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن يستمر التركيز على بيانات التضخم الأمريكية القادمة، والتي ستحدد مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. أي إشارات إلى تباطؤ التضخم قد تعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة، مما قد يدفع أسعار الفضة إلى مزيد من الارتفاع. ومع ذلك، يجب على المستثمرين مراقبة المخاطر المحتملة، مثل أي تطورات غير متوقعة في الاقتصاد العالمي أو أي تغييرات في السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي. من المهم أيضاً متابعة تطورات المعروض من الفضة، حيث أن أي زيادة في المعروض قد تخفف الضغط على الأسعار.

شاركها.