شهد سعر الذهب ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي، مدفوعاً بترقب المستثمرين لمحضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية أمريكية مهمة. يأتي هذا الارتفاع في ظل تصنيف المعدن الأصفر كأحد الأصول الاستثمارية المفضلة للعام 2026، وفقاً لاستطلاعات حديثة. ويراقب السوق عن كثب أي إشارات حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية وتأثيرها على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ارتفع المعدن الثمين بنسبة تصل إلى 0.8%، مواصلاً مكاسبه. ويجري تداول الذهب حالياً بالقرب من 4090 دولاراً للأونصة، على الرغم من تراجع الأسهم العالمية، وهو ما قد يدفع عادة المستثمرين إلى تصفية بعض مراكزهم لتمويل عمليات البيع.
توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على سوق الذهب
أدت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة إلى خفض التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في المستقبل القريب. هذا التطور له تأثير مباشر على الذهب، الذي يعتبر تقليدياً أصلًا لا يدر عائداً، وبالتالي يصبح أكثر جاذبية عندما تنخفض أسعار الفائدة الحقيقية. تشير مقايضات أسعار الفائدة الآن إلى احتمال بنسبة 50% لخفض سعر الفائدة في ديسمبر، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى خفض مؤكد قبل أسبوعين.
محضر اجتماع الفيدرالي وبيانات الوظائف
من المتوقع أن يقدم محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، الذي سيصدر في وقت لاحق اليوم، رؤى أعمق حول تفكير صناع السياسة النقدية. يركز المستثمرون بشكل خاص على أي إشارات حول متى قد يبدأ الفيدرالي في توسيع ميزانيته من خلال عمليات شراء الأصول لإدارة الاحتياطيات.
بالإضافة إلى ذلك، سيصدر يوم الخميس تقرير وظائف سبتمبر من مكتب إحصاءات العمل الأمريكي. على الرغم من أن هذه البيانات ستكون متأخرة بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر ستة أسابيع، إلا أنها ستوفر لمحة حيوية عن صحة أكبر اقتصاد في العالم.
دعم البنوك المركزية والتحوط ضد المخاطر يعززان الطلب على الذهب
شهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام، بنسبة تقارب 55%، مما يجعله في طريقه لتسجيل أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، على الرغم من تراجعه الطفيف عن أعلى مستوى له في تاريخه الشهر الماضي. يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية.
أولاً، ساهمت مشتريات البنوك المركزية القوية في زيادة الطلب على المعدن الثمين. ثانياً، لجأ المستثمرون إلى الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر المتزايدة المرتبطة بالديون السيادية وتقلبات أسعار العملات. وتشير التقديرات إلى أن البنوك المركزية تواصل تراكم احتياطياتها من الذهب.
وفقاً لاستطلاع أجرته “بنك أوف أميركا”، يتوقع المستثمرون العالميون أن يحقق الذهب ثاني أفضل عائد في العام المقبل، بعد الين الياباني. يعكس هذا التوقع الثقة المتزايدة في الذهب كأصل آمن ومخزن للقيمة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.6% ليصل إلى 4090.64 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 9:36 صباحاً بتوقيت لندن. كما ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.1%، بينما شهدت أسعار الفضة والبلاديوم والبلاتين مكاسب تتجاوز 1%.
تأثير تقرير أرباح إنفيديا
بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية ومحضر اجتماع الفيدرالي، سيراقب المستثمرون عن كثب تقرير الأرباح المرتقب لشركة “إنفيديا” المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم. يمثل هذا التقرير اختباراً جديداً لمخاوف المستثمرين بشأن التقييمات المرتفعة للأسهم المرتبطة بمشاريع تطوير الذكاء الاصطناعي. قد يؤدي أي أداء ضعيف من “إنفيديا” إلى تصحيح في أسعار الأسهم التكنولوجية، مما قد يدفع المستثمرين نحو الأصول الأكثر أماناً مثل الذهب.
في الختام، من المتوقع أن يستمر سعر الذهب في التذبذب في المدى القصير، متأثراً بالبيانات الاقتصادية القادمة وقرارات السياسة النقدية. سيراقب المستثمرون عن كثب محضر اجتماع الفيدرالي وتقييم أداء الشركات الكبرى مثل “إنفيديا” للحصول على مزيد من الإشارات حول مستقبل الاقتصاد العالمي واتجاهات أسعار الفائدة. يبقى الذهب خياراً جذاباً للمستثمرين الذين يبحثون عن التحوط ضد المخاطر والحفاظ على رأس المال في ظل حالة عدم اليقين السائدة.
