تبلغ المسافة بين دبي ولاس فيغاس أكثر من 12 ألف كيلومتر، إلا أن المدينتين تتشاركان العديد من أوجه التشابه، خاصة في قطاع السياحة. فكلتاهما تعتمدان على استضافة فعاليات ضخمة والاستفادة من اعتدال الطقس في فصل الشتاء لجذب الزوار، كما تقترب دبي من إصدار أول رخصة كازينو في الإمارة. ووفقًا لبيانات حديثة، تفوقت دبي على لاس فيغاس في عدد الغرف الفندقية المتاحة، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي للضيافة.

دبي تتفوق على لاس فيغاس في سباق الفنادق

لطالما كانت دبي محطة عبور جوي رئيسية، ولكنها سعت إلى تحويل نفسها إلى وجهة إقامة جاذبة. لتحقيق ذلك، استثمرت الإمارة في تطوير البنية التحتية اللازمة، مما أدى إلى مضاعفة عدد الأسرّة الفندقية خلال العقد الماضي. وقد أظهرت بيانات مجموعة “كوستار” (CoStar Group) أن دبي تحتل الآن المركز الثاني عالميًا من حيث عدد غرف الفنادق، بعد لندن مباشرة، متجاوزةً بذلك لاس فيغاس.

تشير البيانات إلى أن عدد الغرف الفندقية المتاحة في دبي بلغ 151.8 ألف غرفة، بينما يبلغ في لاس فيغاس 146 ألف غرفة. وتأتي هذه الأرقام في سياق نمو سياحي قوي تشهده دبي، مدفوعًا بتنويع العروض السياحية والاستثمار في البنية التحتية.

أوجه التشابه بين المدينتين

تتجاوز أوجه الشبه بين دبي ولاس فيغاس مجرد الفنادق. فكلتا المدينتين نشأتا في قلب الصحراء، وتم بناؤهما بشكل أساسي من خلال الاستثمار في قطاع السياحة والترفيه. وقد أشارت خبيرة من لاس فيغاس إلى أن مدينتها “بُنيت حرفياً من لا شيء، في قلب الصحراء”، وهو وصف ينطبق أيضًا على دبي.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى كلتا المدينتين إلى تقديم تجارب ترفيهية متنوعة، بما في ذلك المطاعم الراقية والفعاليات الرياضية والثقافية. ففي دبي، افتتحت العديد من المطاعم العالمية الجديدة، بينما تشهد لاس فيغاس نموًا في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.

ازدهار قطاع الضيافة في دبي

يشهد قطاع الضيافة في دبي طفرة شاملة، تشمل مختلف الفئات من الفنادق، بدءًا من الإقامات ذات الأسعار المعقولة وصولًا إلى المنتجعات الفاخرة. ولا توجد مؤشرات على تباطؤ هذا النمو في المستقبل القريب. ومن بين أبرز المشاريع الجديدة “برج سيل”، الذي سيصبح أعلى فندق في العالم عند افتتاحه في نوفمبر، ويضم أكثر من 1000 غرفة و8 مطاعم.

بالإضافة إلى ذلك، هناك 56 فندقًا آخر قيد الإنشاء في دبي، ومن المتوقع أن تضيف أكثر من 15 ألف غرفة جديدة إلى إجمالي المعروض الفندقي في الإمارة. ويعكس هذا الاستثمار الثقة في مستقبل السياحة في دبي وقدرتها على جذب المزيد من الزوار.

مقارنة بين أداء المدينتين

في حين يشهد النشاط السياحي في دبي نموًا مطردًا، إلا أن لاس فيغاس تواجه بعض التحديات. فبين يناير ومايو، بلغ متوسط إشغال الفنادق في دبي 83%، ارتفاعًا من 81% في العام السابق. في المقابل، أظهرت بيانات “كوستار” (CoStar) تراجعًا في معدلات الإشغال في فنادق “ذا ستريب” في لاس فيغاس بنسبة تتراوح بين 1% و5% منذ فبراير.

ويرجع هذا التراجع في لاس فيغاس جزئيًا إلى المشكلات المتعلقة بتوافد السياح الدوليين إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التغيرات في سلوك المستهلكين. في المقابل، تتمتع دبي بموقع استراتيجي وقدرة على التكيف مع الظروف الإقليمية والعالمية، مما يساعدها على الحفاظ على أدائها القوي.

نظرة مستقبلية

من المتوقع أن يستمر قطاع السياحة في دبي في النمو في السنوات القادمة، مدفوعًا بالاستثمار في البنية التحتية وتنويع العروض السياحية. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها، مثل المنافسة المتزايدة من الوجهات السياحية الأخرى والتقلبات الاقتصادية العالمية. ومن المهم مراقبة تطورات سوق السياحة في لاس فيغاس، وتقييم تأثير العوامل الجيوسياسية على كلا المدينتين. من المرجح أن يتم الإعلان عن تفاصيل رخصة الكازينو الأولى في دبي خلال الأشهر القليلة القادمة، مما قد يساهم في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة ترفيهية عالمية.

شاركها.