اسواق الخليج

الصراع بين الهند وباكستان يجعل الموائد خالية من الأرز في آسيا

يحذر مسؤولون ومحللون من أن الصراع المتفاقم بين الهند وباكستان قد يُهدد الأمن الغذائي في جميع أنحاء آسيا، حيث تُعرب دول معتمدة على الاستيراد عن مخاوفها من تأثر إمدادات الأرز إذا عطلت الأزمة التجارة ورفعت أسعار السلع عالميا.

تعد الهند أكبر مُصدّر للأرز في العالم، وباكستان رابع أكبر مُصدّر، كما يصدر البلدان البصل وغيره من المواد الغذائية الأساسية لدول جنوب شرق آسيا المعتمدة على الاستيراد، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.

أي صراع مُطوّل بين القوتين النوويتين يُهدد بخنق هذه الإمدادات الحيوية أو رفع الأسعار – حيث تعد ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا مُعرّضة بشكل خاص لاضطرابات التجارة.

قال وزير الزراعة والأمن الغذائي الماليزي محمد سابو يوم الأربعاء إن بلاده قد تضطر للبحث عن مصادر بديلة للأرز إذا امتد النزاع إلى الموانئ ومرافق التجارة.

أضاف: “الاستقرار السياسي والاقتصادي للهند وباكستان مهم جدا للأمن الغذائي في ماليزيا”.

وأوضح: “في حال نشوب حرب أو توترات تؤثر في عمليات الموانئ أو البنية التحتية لعملية التسليم، فقد تتعطل واردات الأرز إلى بلدنا”.

يُعد الأرز غذاءً أساسيا في جنوب شرق آسيا، حيث يبلغ متوسط ​​استهلاك الفرد نحو 150 كيلوجراما سنويا.

تُعد لاوس وكمبوديا من بين أكثر دول المنطقة استهلاكا للأرز، حيث يتجاوز استهلاك الفرد 230 كيلوجراما، بينما يستهلك الفرد في ماليزيا وإندونيسيا أكثر من 120 كيلوجراما.

لكن ماليزيا لا تنتج سوى نصف احتياجها تقريبا من الأرز، وتعتمد على الواردات لتغطية باقي الطلب.

أكثر من 40% من هذه الواردات تأتي من الهند وباكستان، يليهما فيتنام وتايلاند وكمبوديا.

صرّح نائب وزير الزراعة والأمن الغذائي الماليزي، آرثر جوزيف كوروب، بأن مخزونات الأرز في البلاد تكفي “لتغطية الاحتياجات لأكثر من 6 أشهر”.

لكن من المرجح أن يُفاقم أي اضطراب أزمة الأسعار التي شهدتها الأعوام الأخيرة، بعد أن أعادت سياسات التسعير الهندية القوية تشكيل سوق الأرز العالمية، ما شكّل تحديا للمصدرين المنافسين مثل تايلاند وفيتنام لمجاراة التكاليف الهندية الأرخص.

يُتداول الأرز حاليا عند نحو 390 دولارا أمريكيا للطن، مع توقعات بتذبذبه في نطاق 10 دولارات أمريكية خلال الفترة المتبقية من العام.

أدى انخفاض أسعار الهند إلى تقليص هوامش أرباح المصدرين المنافسين، ما قلل من حصتهم في السوق العالمية، وأثبط الاستثمار طويل الأجل في الإنتاج.

قبل اندلاع الصراع، أفادت وكالة رويترز أن أسعار الأرز العالمية كانت عند أدنى مستوياتها في أعوام، ومن غير المرجح أن ترتفع بشكل كبير هذا العام، بالنظر إلى مخزونات الهند الضخمة من هذا المحصول.

صرح بي. في. كريشنا راو، رئيس جمعية مصدري الأرز الهندية: “لا نتوقع انتعاشا في الأسعار. من المرجح أن تمنع وفرة المعروض ارتفاع الأسعار”.

وتتوقع الجمعية ارتفاع شحنات الأرز من الهند نحو 25% عن العام السابق لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 22.5 مليون طن هذا العام.

ومن المرجح أن تدفع هذه القفزة الهند إلى استعادة حصتها المهيمنة في السوق العالمية، التي تجاوزت 40% قبل أن تكبح صادراتها في 2022، متجاوزة بذلك إجمالي مبيعات أكبر 4 موردين بعدها – تايلاند وفيتنام وباكستان والولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى