استعاد الدولار الأميركي مكانته كأحد الأصول الأكثر جذباً في الأسواق العالمية، متجاوزاً الشكوك حول مستقبله كعملة احتياطية عالمية. تشير حسابات حديثة إلى أن استراتيجية الاقتراض بعملات منخفضة العائد مثل الين الياباني أو الفرنك السويسري ومن ثم استثمار الأموال في الدولار تبدو مرشحة للتفوق على العوائد المتوقعة من أسواق أخرى مثل الأسهم الأوروبية والسندات الحكومية الصينية.

هذا التعافي في جاذبية الدولار يعزز من مكانته المحورية في المحافظ الاستثمارية العالمية، رغم المخاوف التي أثيرت هذا العام بشأن مستقبله. وقد تراجع مؤشر الدولار بنحو 7% منذ بداية العام، لكنه تعافى بنسبة 3% منذ أدنى مستوياته في سبتمبر، مدعوماً بما يُعرف بـ”تجارة الفائدة”.

جاذبية تجارة الفائدة بالدولار

تستند جاذبية تجارة الفائدة بالدولار إلى تراجع تقلبات العملة الأميركية، مما يخفف المخاطر على المستثمرين الأجانب الذين يشترون الأصول المقومة بالدولار. وقد ساهمت هذه العوامل في عودة جاذبية الدولار كأحد الأصول المفضلة للمستثمرين الذين يبحثون عن عوائد أعلى.

وفقاً لتحليلات حديثة، فإن استراتيجية تجارة الفائدة بالدولار قد تتفوق على العوائد المتوقعة من استثمارات أخرى، خاصة في ظل الفروق الكبيرة في العوائد بين الدولار والعملات الأخرى منخفضة العائد. وقد أشار خبراء إلى أن الدولار قد يظل أصلاً جذاباً لتجارة الفائدة، خاصة إذا استمرت فروق العوائد واسعة.

مخاطر تجارة الفائدة بالدولار

على الرغم من جاذبية تجارة الفائدة بالدولار، إلا أنها لا تخلو من المخاطر. فقد يؤدي هبوط مفاجئ في أسعار الفائدة القصيرة الأجل إلى القضاء على ميزة هذه التجارة بسرعة. وقد أشار بعض المحللين إلى أن التغيرات في سياسة الفيدرالي الأميركي قد تؤثر على جاذبية الدولار.

ومع ذلك، يرى بعض الاستراتيجيين أن الدولار قد يظل خياراً جذاباً للمستثمرين، خاصة إذا استمرت البيئة الاقتصادية والمالية العالمية متماسكة. وقد أشار أروب تشاتيرجي، الخبير الاستراتيجي في بنك ويلز فارغو، إلى أن تجارة الفائدة بالدولار قد تظل جذابة طالما بقيت فروق العوائد واسعة.

من المتوقع أن يظل الدولار محور اهتمام المستثمرين في الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار التقلبات في الأسواق العالمية. وستكون التطورات الاقتصادية والسياسات النقدية في الولايات المتحدة عوامل حاسمة في تحديد مسار الدولار.

شاركها.