اختتمت سوق الأسهم السعودية جلسة الثلاثاء على وقع تراجع طفيف، لتواصل بذلك انخفاضها للجلسة الثالثة على التوالي. شهدت التداولات هدوءًا ملحوظًا مع ترقب المستثمرين لعدة عوامل مؤثرة، بما في ذلك تفاصيل ميزانية المملكة لعام 2026 وقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ومع ذلك، حافظ المؤشر العام على تماسكه فوق مستوى الدعم الرئيسي الذي يراه المحللون بالغ الأهمية.

يُظهر أداء السوق حاليًا حالة من الحذر، حيث يراقب المستثمرون عن كثب التطورات الاقتصادية والسياسية. يأتي هذا التراجع بعد فترة من المكاسب، مما يشير إلى تصحيح مؤقت في السوق. تعتبر ميزانية المملكة وقرار الفائدة الفيدرالي من العوامل الحاسمة التي قد تؤثر على اتجاه السوق في الأيام المقبلة.

تحليل أداء سوق الأسهم السعودية وتوقعات الارتداد

أشار محمد زيدان، المحلل المالي في “الشرق”، إلى أن السوق لا تزال تحت ضغط بيعي، لكن المؤشرات الفنية توحي بأنها تقترب من نقطة التشبع. هذا الاقتراب من التشبع قد يمهد الطريق لارتداد صعودي، خاصة مع وجود مستوى دعم قوي عند 10500 نقطة. ويرى زيدان أن هذا المستوى يمثل حاجزًا مهمًا قد يمنع المزيد من التراجع.

ومع ذلك، حذر زيدان من أن اختراق مستوى 10250 نقطة قد يؤدي إلى استمرار الهبوط واختبار مستوى 10000 نقطة. هذا السيناريو، على الرغم من كونه غير مرجح على المدى القصير، إلا أنه يجب أخذه في الاعتبار من قبل المستثمرين. التقلبات في الأسواق المالية تتطلب الحذر والمتابعة المستمرة.

أغلق المؤشر العام “تاسي” عند 10536 نقطة، بانخفاض طفيف، بينما شهدت السيولة تحسنًا طفيفًا مقارنة بالجلسة السابقة، حيث بلغت 3.8 مليار ريال. تباين أداء الأسهم القيادية، حيث ارتفعت أسهم “أرامكو” و”أكوا باور” و”البنك الأهلي”، في حين تراجعت أسهم “مصرف الراجحي” و”سابك”.

يرى يوسف يوسف، مدير تطوير البيانات في بوابة “أرقام”، أن الهدوء النسبي في السوق يعود إلى انتظار المستثمرين لتفاصيل ميزانية 2026 وقرار الفائدة الفيدرالي. تعتبر هذه الأحداث من العوامل الرئيسية التي تؤثر على قرارات الاستثمار في الوقت الحالي.

طروحات جديدة وأثرها على السوق

شهد سهم “المسار الشامل” للتعليم ارتفاعًا ملحوظًا بعد الاكتتاب العام، حيث أغلق مرتفعًا بأكثر من 18% عند 23.09 ريال. يعزى هذا الارتفاع إلى حجم الطلب الكبير على السهم خلال فترة الاكتتاب، والذي بلغ 61.6 مليار ريال لحصة 30%. يعتبر هذا الأداء إيجابيًا وقد يعزز الثقة في الطروحات الجديدة.

في المقابل، شهد سهم “شري” لتأجير السيارات أداءً أقل حماسة، حيث انخفض في أولى جلسات تداوله بنسبة 6% تقريبًا، على الرغم من ارتفاعه بنسبة 1.3% في جلسة اليوم إلى 26.74 ريال. أشار ماجد الخالدي، المحلل المالي في صحيفة “الاقتصادية”، إلى أن هذا الانخفاض يعكس ضعف معنويات المتعاملين، على الرغم من مكررات الربحية الجيدة للشركة.

يُذكر أن بعض الطروحات السابقة شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعارها في أولى جلسات التداول، مدفوعة بالمعنويات القوية تجاه هذه الشركات. هذا يشير إلى أن أداء الطروحات الجديدة يمكن أن يتأثر بشكل كبير بعوامل نفسية بالإضافة إلى العوامل المالية.

نظرة مستقبلية لـ سوق الأسهم السعودية

توقع وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني “سي آي إس آي”، أن يكون ارتداد السوق من مستويات الدعم سريعًا، نظرًا لضعف المقاومة وانخفاض أحجام التداولات. كما أشار إلى أن نتائج الربع الرابع للشركات من المتوقع أن تكون إيجابية، مما قد يدعم هذا الارتداد.

في الختام، تبقى سوق الأسهم السعودية في حالة ترقب لنتائج ميزانية 2026 وقرار الفائدة الفيدرالي. من المتوقع أن تشكل هذه الأحداث محفزًا رئيسيًا لتحرك السوق في الفترة المقبلة. يجب على المستثمرين متابعة هذه التطورات عن كثب وتقييم المخاطر المحتملة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. كما أن أداء الطروحات الجديدة سيظل تحت المجهر، حيث يمكن أن يؤثر على معنويات السوق بشكل عام.

شاركها.