شهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً في أسعار الأسهم لليوم الرابع على التوالي، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. يأتي هذا الصعود في أعقاب بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة، وظهور مسؤول حكومي يُنظر إليه على أنه مؤيد لسياسة خفض الفائدة كمرشح رئيسي لتولي رئاسة البنك المركزي الأمريكي.

ارتفعت الأسهم الآسيوية بشكل ملحوظ، مما ساهم في ارتفاع مؤشر MSCI للأسهم العالمية بنسبة 0.2%، مما قلل من خسائره خلال الشهر الحالي إلى 1.2%. كما حافظت سندات الخزانة الأمريكية على مكاسبها، مدعومة بالأنباء المتعلقة ببروز كيفن هاسيت كمرشح محتمل لرئاسة الفيدرالي. شهد الدولار الأمريكي انخفاضاً طفيفاً أمام معظم عملات مجموعة العشرة، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي بأكثر من 1%.

تحسن شهية المخاطرة وسط ضعف الاقتصاد الأمريكي

يعود هذا الارتفاع في أسواق الأسهم العالمية بعد فترة من التراجعات التي أثارتها المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة في قطاع الذكاء الاصطناعي. أدى ذلك إلى عزوف المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية في بداية شهر نوفمبر.

تحسنت المعنويات الآن مع صدور بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي الأمريكي، بالتزامن مع إشارات من مسؤولين في الفيدرالي تدعم خفض أسعار الفائدة. ووفقاً لتحليل كيه سي إم تريد، انعكس اتجاه الأسواق بشكل كامل خلال الأسبوع الماضي فيما يتعلق باحتمالات خفض الفائدة في ديسمبر وآفاق ربحية قطاع التكنولوجيا.

قبل اجتماع الفيدرالي في أكتوبر، كان المستثمرون يتوقعون خفضاً لأسعار الفائدة في ديسمبر بشكل مؤكد، لكن هذه الاحتمالات انخفضت إلى أقل من 30% بسبب النبرة المتشددة التي تبناها الفيدرالي. أما الآن، فتُشير التوقعات إلى احتمال يتجاوز 90% لخفض أسعار الفائدة.

نتيجة لارتفاع التوقعات بخفض الفائدة، انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 4% للمرة الأولى منذ حوالي شهر.

تراجع ثقة المستهلك وبيانات اقتصادية محدودة

أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية تراجعاً في ثقة المستهلك في نوفمبر، مسجلة أكبر انخفاض منذ أبريل. كما أن نمو مبيعات التجزئة في سبتمبر كان طفيفاً، مما يشير إلى تباطؤ في الإنفاق بعد أشهر من الطلب القوي.

عززت هذه البيانات الأمريكية الرهانات على خفض الفائدة في ديسمبر، حتى بعد تحذير رئيس الفيدرالي جيروم باول من أن الخفض ليس مضموناً. واكتسبت هذه البيانات أهمية أكبر في ظل نقص الإصدارات الجديدة بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية.

عضو مجلس الفيدرالي ستيفن ميران أكد أن الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة. على الرغم من أن الفيدرالي عادة ما يغير الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أنه قام في بعض الأحيان بتحركات أكبر.

تأثير التطورات على الأسواق الأخرى

مع تحسن المعنويات العامة، ارتفعت قيمة عملة البيتكوين بأكثر من 1% لتتداول بالقرب من 88 ألف دولار. كما ارتفع سعر الذهب، الذي يستفيد عادة من خفض أسعار الفائدة، بنسبة 0.9% ليصل إلى 4166 دولاراً للأونصة.

يركز المستثمرون أيضاً على تصريحات وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز مع إعلان الميزانية. وفي آسيا، تراجعت سندات شركة تشاينا فانكي الدولارية واليوان بشكل حاد بسبب مخاوف المستثمرين بشأن قدرة الشركة على سداد ديونها.

خفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات لدعم التعافي الاقتصادي، بينما ارتفعت قيمة العملة مع توقعات المتعاملين بقرب نهاية دورة التيسير النقدي. وفي كوريا الجنوبية، أعلنت السلطات أنها تراقب عن كثب التحركات “المضاربية أحادية الاتجاه” في العملة، في إشارة إلى استعدادها للتدخل.

في أسواق السلع، استقر سعر النفط بعد إغلاقه عند أدنى مستوى في شهر، وذلك في ظل المؤشرات التي تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا.

من المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم والنمو الاقتصادي الأمريكية القادمة، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولي الفيدرالي، لتقييم مسار أسعار الفائدة. لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن التطورات المستقبلية، وسيعتمد مسار الأسواق على البيانات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية القادمة.

شاركها.