واصلت الأسهم الآسيوية ارتفاعها في نهاية العام خلال تداولات هادئة، مع إغلاق العديد من الأسواق الإقليمية بمناسبة الأعياد. بالتزامن مع ذلك، شهدت أسعار الذهب والفضة قفزات تاريخية لتصل إلى مستويات قياسية، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية وضعف الدولار الأمريكي.

ارتفع المؤشر الإقليمي للأسهم التابع لـ”إم إس سي آي” لليوم السادس على التوالي، في أعقاب إغلاق مؤشر “إس آند بي 500” عند مستوى قياسي يوم الأربعاء قبل عطلة عيد الميلاد. كما سجل مؤشر الأسهم العالمية مستوى جديدًا تاريخيًا. في المقابل، انخفض مؤشر الدولار لليوم الرابع على التوالي، واستقر بالقرب من أدنى مستوى له منذ أكتوبر الماضي.

ارتفاع أسعار الذهب والفضة وسط تزايد المخاطر

شهدت أسعار الذهب والفضة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ساهمت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وضعف الدولار في تعزيز جاذبية المعادن كملاذ آمن. وارتفعت الفضة في التعاملات الفورية للجلسة الخامسة على التوالي، مسجلة مكاسب تصل إلى 4.5% لتتجاوز حاجز 75 دولارًا للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق.

أما الذهب، فيتجه نحو تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، حيث ارتفع بنسبة تصل إلى 1.2% لتتجاوز 2050 دولارًا للأونصة. ويعكس هذا الارتفاع القوي تزايد المخاوف بشأن المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

رهانات على “موجة صعود نهاية العام”

يتوقع بعض المستثمرين استمرار “موجة صعود نهاية العام” التي تشهدها أسواق الأسهم، والتي تمتد تقليديًا خلال آخر خمس جلسات تداول في العام وأول جلستين من العام الجديد. ومع ذلك، يراقب السوق عن كثب التطورات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ومسار أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي.

أشار سكوت كرونرت، رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في “سيتي غروب”، إلى أن البيئة الحالية توفر فرصة لاستمرار الزخم الإيجابي المرتبط بالذكاء الاصطناعي لأسهم الشركات الكبرى ذات النمو المرتفع. وارتفع مؤشر “إس آند بي 500” لليوم الخامس على التوالي يوم الأربعاء في جلسة مختصرة.

تعزز شهية المخاطر وتراجع التقلبات

تعززت شهية المخاطر مع اقتراب نهاية العام، على الرغم من أن بيانات النمو الاقتصادي الأميركي الأقوى من المتوقع قللت من الرهانات على خفض وشيك لأسعار الفائدة. يعود المستثمرون إلى الثقة في قدرة الشركات على تحقيق نمو قوي في الأرباح خلال عام 2026، بعد مخاوف سابقة بشأن التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا.

وقال تيتسو سيشيمو، مدير محافظ في شركة “سايزون لإدارة الأصول”، إن السوق استوعب المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التي ظهرت في وقت سابق من هذا الشهر. وانخفض مؤشر التقلبات “VIX” الذي يقيس التقلبات المتوقعة لمؤشر “إس آند بي 500” إلى أدنى مستوى له هذا العام.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار النفط

اتجهت أسعار النفط نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ أواخر أكتوبر، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الحصار الأميركي الجزئي لشحنات الخام من فنزويلا والضربة العسكرية التي نفذتها واشنطن ضد تنظيم “داعش” في نيجيريا. تتأثر أسعار النفط بشكل كبير بالتطورات الجيوسياسية التي تؤثر على المعروض والطلب.

في آسيا، تراجع الين بنسبة 0.3% ليتداول عند حوالي 156.22 مقابل الدولار، بعد أن جاء التضخم في طوكيو أضعف من المتوقع، مما أدى إلى ضعف العملة على خلفية رهانات بتأجيل بنك اليابان لرفعه التالي لأسعار الفائدة. كما حددت الصين سعر الصرف المرجعي اليومي لليوان عند مستوى دون تقديرات السوق، في إشارة إلى نية صانعي السياسات إبطاء وتيرة ارتفاع العملة.

من المتوقع أن يستمر السوق في مراقبة التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية في الأيام المقبلة. وستكون بيانات التضخم والقرارات المتعلقة بأسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية من بين العوامل الرئيسية التي ستؤثر على أداء الأسهم الآسيوية وأسعار الذهب والنفط في بداية العام الجديد. كما يجب مراقبة تطورات الأوضاع في فنزويلا ونيجيريا وتأثيرها المحتمل على أسواق الطاقة.

شاركها.