ارتفعت الأسهم الآسيوية في تعاملات اليوم الإثنين، بينما تراجعت السندات والين، مع تحسن شهية المخاطرة بين المستثمرين بناءً على الآمال في التوصل إلى اتفاق لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة. وصعدت عقود مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.6% في التداولات المبكرة، بينما تقدمت عقود “ناسداك 100” بنسبة 1.1%.

جاء هذا التحسن في الأسواق بعد تصريحات زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ثيون، الذي أشار إلى أن “الاتفاق بدأ يتبلور” وأن هناك خطة لإجراء تصويت اختباري على حزمة إنفاق محدودة لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ 40 يومًا. ويبدو أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تميل إلى التصويت لصالح هذه الحزمة، بشرط التوصل إلى تفاصيلها النهائية.

تحسن المعنويات مع اقتراب إنهاء الإغلاق الحكومي

من المتوقع أن يؤدي إنهاء الإغلاق الحكومي إلى منح المستثمرين رؤية أوضح حول البيانات الاقتصادية الرئيسية، مثل الوظائف والتضخم، مما سيساعد في إزالة الضبابية المحيطة بمسار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فيما يتعلق بأسعار الفائدة. ورغم أن الآمال في التوصل إلى اتفاق قد وفّرت بعض الارتياح، فإن الأسواق لا تزال متوترة بعد عمليات بيع حادة في أسهم التكنولوجيا الأسبوع الماضي، مما أعاد إشعال المخاوف بشأن تضخم التقييمات.

وقالت تشارو تشانانا، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في “ساكسو ماركتس” في سنغافورة، إن “الآمال في التوصل إلى اتفاق تعزز الثقة وتدفع المستثمرين للعودة إلى الأسهم والأصول عالية المخاطر، مما يقلل الطلب على السندات كملاذ آمن”. وأضافت أن “التقلبات قد تبقى مرتفعة حتى يتم إقرار الاتفاق رسميًا”.

الإغلاق الحكومي يقترب من نهايته

يقترب الإغلاق الحكومي القياسي في الولايات المتحدة من نهايته بعد أن وافق عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين المعتدلين على دعم اتفاق لإعادة فتح الحكومة وتمويل بعض الدوائر والوكالات للسنة المقبلة. ومن المقرر أن يجري مجلس الشيوخ تصويتًا إجرائيًا اختباريًا، وإذا نجح، سيحتاج المجلس إلى موافقة جميع الأعضاء لإنهاء الإغلاق بسرعة.

بمجرد إعادة فتح الحكومة، سيتمكن المستثمرون من الوصول مجددًا إلى البيانات الاقتصادية الأساسية التي تعكس حالة الاقتصاد الأمريكي، مما سيساعدهم على تقييم احتمالات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. وفي الأسبوع الماضي، واجه المستثمرون إشارات متناقضة بشأن الوظائف والتضخم، مما أثار شكوكًا حول ما إذا كان خفض الفائدة في ديسمبر سيحدث فعلاً.

تأثير إنهاء الإغلاق على الأسواق

من المتوقع أن يؤدي إنهاء الإغلاق الحكومي إلى تحسين معنويات المستثمرين وزيادة الطلب على الأصول عالية المخاطر، مثل الأسهم. كما سيؤدي إلى تقليل الضبابية المحيطة بمسار أسعار الفائدة، مما سيساعد في استقرار الأسواق المالية. ومع ذلك، قد تبقى التقلبات مرتفعة حتى يتم إقرار الاتفاق رسميًا.

يتوقع المحللون أن يستأنف المستثمرون شراء الأسهم اليابانية المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مدفوعين بالعوائد المرتفعة مقارنة بنظيراتها الأمريكية. كما أن التحول الاقتصادي في اليابان، الذي يشمل تعزيز استخدام السياسة المالية لتنشيط النمو الاقتصادي، قد يزيد من جاذبية الأسهم اليابانية للمستثمرين.

مع اقتراب موعد التصويت على حزمة الإنفاق، يظل الوضع محاطًا بالشكوك، خاصة فيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي. سيكون على المستثمرين مراقبة التطورات عن كثب لتقييم تأثيرها على الأسواق المالية والاقتصاد بشكل عام.

شاركها.