تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية بشكل طفيف اليوم، منهية بذلك سلسلة مكاسب استمرت سبعة أيام متتالية، وذلك مع اختتام التداول في عدد من الأسواق الرئيسية بالمنطقة. بالتزامن مع ذلك، شهدت المعادن النفيسة، الذهب والفضة، استقراراً بعد أن تراجعت من أعلى مستوياتها على الإطلاق. هذا التراجع الطفيف في الأسهم الآسيوية يعكس حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين.
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.2%، بعد أن سجل أطول فترة صعود له منذ شهر سبتمبر. كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500” في تداولات آسيا، وذلك بعد انخفاضه بنسبة 0.3% في الجلسة السابقة في الولايات المتحدة، وتراجع “ناسداك 100” بنسبة 0.5%.
تقلبات الأسواق العالمية والمعادن النفيسة
شهدت الأسهم العالمية تراجعاً طفيفاً يوم الاثنين، لكنها لا تزال على المسار الصحيح لتسجيل أفضل أداء سنوي لها منذ عام 2019. ويعزى هذا الأداء الإيجابي بشكل كبير إلى قوة قطاع التكنولوجيا وارتفاع أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
في المقابل، استعادت الفضة والذهب توازنهما بعد هبوط ملحوظ من ذروتهما التاريخية. وارتفعت الفضة بنحو 2% اليوم، بعد أن تراجعت بنسبة 9% في الجلسة السابقة، في عملية بيع جماعي أعقبت صعوداً حاداً بسبب المضاربات ومخاوف تتعلق بنقص المعروض. كما ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.5%.
تفسيرات أداء الأسهم والتأثيرات الخارجية
يرى جو مازولا، رئيس استراتيجيات التداول والمشتقات في “تشارلز شواب”، أن تراجع الأسهم يعكس ببساطة رد فعل على الارتفاعات التي شهدتها أسهم التكنولوجيا في الأسبوع الماضي. وأضاف أن هذا التراجع لا يرتبط بعامل أساسي واحد، بل هو تصحيح طبيعي بعد فترة من الزخم القوي.
ويذكر أن اليوم الثلاثاء يمثل آخر جلسة تداول في العام لعدد من أسواق الأسهم الآسيوية الهامة، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية وتايلندا. مما قد يزيد من حدة التقلبات وحجم التداول.
نجاح إدراج شركة تكنولوجيا حيوية في هونغ كونغ
على الرغم من التراجع العام في الأسواق الآسيوية، حققت شركة التكنولوجيا الحيوية الناشئة “إنسيليكو ميديسن كايمان توبكو” نجاحاً ملحوظاً في أول يوم تداول لها في هونغ كونغ. وارتفع سعر سهم الشركة بما يصل إلى 48%، مما يعكس الثقة في إمكاناتها واستخدامها للذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية.
تراجع بعض العملات الآسيوية القوية
بينما حققت العديد من العملات الآسيوية أداءً قوياً على مدار العام، بدأت بعض هذه الاتجاهات بالتفكك مع اقتراب نهاية العام. وتصدر كل من الوون الكوري الجنوبي والبات التايلندي موجة التراجعات.
شهد الوون الكوري الجنوبي ارتداداً ملحوظاً بعد أن كادت قيمته تصل إلى أدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية، وذلك بعد أن أبدت السلطات الكورية دعمها للعملة. أما البات التايلندي، والذي كان من بين أفضل العملات الآسيوية أداءً هذا العام، فقد بدأ في التراجع بسبب المخاوف من تدخل البنك المركزي للحد من ارتفاعه، والذي قد يؤثر على الصادرات التايلندية.
آفاق الأسهم الآسيوية والعالمية في 2026
من المتوقع أن تحقق الأسهم العالمية مكاسب سنوية لثلاث سنوات متتالية، مدعومة بشكل أساسي بالصعود القوي في أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وقد ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” العالمي لجميع الدول بنسبة 21% في عام 2025.
وسجل مقياس للأسهم الآسيوية ارتفاعاً بأكثر من 25%، حيث تصدر مؤشر “كوسبي” الكوري الجنوبي أداء المنطقة بارتفاع بلغ 76%. وعلى الرغم من أن مؤشر “إس آند بي 500” سجل أداءً أضعف نسبياً بارتفاع بلغ نحو 17%، إلا أن هناك تفاؤلاً متزايداً بأن الأسهم الأمريكية ستواصل الصعود في عام 2026.
ويتوقع محللو البيع تحقيق متوسط مكاسب إضافية بنحو 9% لمؤشر “إس آند بي 500” خلال العام المقبل، على الرغم من وجود بعض المخاطر، مثل إمكانية توقف الزخم في قطاع الذكاء الاصطناعي أو حدوث صدمات سياسية غير متوقعة.
تصريحات ترمب وتأثيرها على أسواق المال
أدلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بتصريحات حول اختيار الرئيس التالي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مشيراً إلى أنه لديه مرشح مفضل، ولكنه لم يكشف عن اسمه. كما لمح إلى إمكانية إقالة الرئيس الحالي للبنك المركزي، جيروم باول.
و يراقب المستثمرون عن كثب آفاق أسعار الفائدة والسياسة النقدية في الولايات المتحدة. ويشير استراتيجيو أسعار الفائدة إلى توقعات باستقرار أو ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية في عام 2026، على الرغم من خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
ومن المقرر أن ينشر الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماعه لشهر ديسمبر في وقت لاحق اليوم. واستقر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند حوالي 4.11% بعد أن تراجع بنحو نقطتي أساس في الجلسة السابقة.
وفي أسواق العملات المشفرة، تراجعت “بتكوين” بنسبة 0.3% وسط تداولات متقلبة بعد أن تجاوزت مستوى 90 ألف دولار في الجلسة السابقة، ثم تخلت عن جزء من مكاسبها. واستقر مؤشر الدولار عند مستواه السابق.
تشير التوقعات إلى أن الأسواق العالمية ستواصل مراقبة بيانات الاقتصاد الكلي والتطورات السياسية واتجاهات أسعار الفائدة في الفترة المقبلة. مع التركيز على أي تغييرات في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وأي تطورات جديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي، والتي قد تؤثر على أداء الأسهم الآسيوية والعالمية.
