شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا اليوم، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتعهدات الصين بدعم النمو الاقتصادي. يأتي هذا التطور في وقت يواجه فيه السوق العالمي مخاوف بشأن زيادة المعروض، بينما تظل التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة مصدرًا للضغط على الأسعار.
ارتفعت عقود خام برنت الآجلة تسليم فبراير بنسبة 2% لتصل إلى 61.88 دولارًا للبرميل في الساعة 9:42 صباحًا بتوقيت لندن. في الوقت نفسه، ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.2% لتسجل 57.97 دولارًا للبرميل. يعكس هذا الارتفاع تقلبات السوق الحالية وتأثره بالأحداث الجيوسياسية والاقتصادية.
تأثير المفاوضات الأوكرانية على أسعار النفط
لا تزال المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في أوكرانيا متعثرة، حيث لم يتم تحقيق أي اختراق ملموس حتى الآن. وفقًا لتقارير إخبارية، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتجع مارالاغو، وأشار إلى تحقيق “تقدم كبير”.
ومع ذلك، كشف زيلينسكي أنه طلب من ترمب ضمانات أمنية طويلة الأجل، تتراوح بين 30 و 50 عامًا. ومن المقرر أن يعقد ترمب اجتماعًا آخر مع زيلينسكي وقادة أوروبيين في يناير لمناقشة هذه المسألة وغيرها من القضايا العالقة.
تحديات إمدادات النفط العالمية
تواجه أسعار النفط ضغوطًا هبوطية بسبب المخاوف من زيادة المعروض العالمي. وقد ساهمت زيادة إنتاج النفط من قبل تحالف أوبك+ والدول الأخرى المنتجة في تفاقم هذه المخاوف.
لكن هذه الضغوط خففتها بعض التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل فنزويلا ونيجيريا، والتي أثرت على الإمدادات. تعتبر هذه المناطق حيوية لإمدادات النفط الخام، وأي اضطرابات فيها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
الصين وتأثيرها على سوق النفط
في سياق منفصل، تعهدت الصين بتوسيع نطاق الإنفاق المالي في عام 2026، وفقًا لبيان صادر عن وزارة المالية الصينية. يهدف هذا التعهد إلى دعم النمو الاقتصادي في البلاد، خاصة في ظل التحديات التي تواجه قطاع العقارات والضغوط التجارية الخارجية.
تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وبالتالي فإن أي تطورات اقتصادية فيها لها تأثير كبير على الطلب العالمي على النفط. وتشير التوقعات إلى أن الصين ستواصل زيادة مخزونات النفط الخام في العام المقبل، مما قد يساعد في امتصاص أي فائض في المعروض.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استقرار الاقتصاد الصيني يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لاستقرار أسواق الطاقة العالمية.
ومع ذلك، لا يزال قطاع العقارات في الصين يعاني من الركود، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على تحقيق أهداف النمو المرجوة.
على الرغم من الارتفاع الطفيف اليوم، لا يزال النفط يتجه نحو تسجيل خامس انخفاض شهري على التوالي في ديسمبر، وهو ما يمثل أطول سلسلة خسائر في أكثر من عامين.
من المتوقع أن يستمر السوق في مراقبة تطورات المفاوضات الأوكرانية، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية الصينية، ومستويات الإنتاج من قبل أوبك+ والدول الأخرى المنتجة.
في الأيام والأسابيع المقبلة، من المهم متابعة أي بيانات جديدة حول المخزونات العالمية من النفط، وأي تغييرات في الطلب من قبل الدول الكبرى المستهلكة. ستكون قرارات أوبك+ بشأن الإنتاج في اجتماعها القادم أيضًا ذات أهمية كبيرة.
