أعرب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن خيبة أمله إزاء هدف تسليم الطائرات المعدل لشركة إيرباص لعام 2025، مؤكدًا أن هذا التعديل يفاقم من حالة عدم اليقين التي تعاني منها شركات الطيران. يأتي هذا التصريح بعد أن خفضت إيرباص هدفها السنوي لتسليم الطائرات، مما أثار قلقًا متزايدًا بشأن قدرتها على تلبية طلبات العملاء. هذا الوضع يؤثر بشكل مباشر على خطط شركات الطيران لتوسيع أساطيلها وتحديثها، خاصة مع تزايد الطلب على السفر الجوي.
صرح ويلي والش، المدير العام لإياتا، بأن تخفيض الهدف بمقدار 30 طائرة سيؤدي إلى تأخير حصول شركات الطيران على الطائرات الجديدة، مما يجبرها على تمديد عقود الإيجار الحالية وتشغيل طائرات قديمة لفترة أطول. هذا بدوره سيؤدي إلى زيادة التكاليف التشغيلية لشركات الطيران، ويقلل من كفاءتها. أكد والش أن هذا التطور يعكس تراجعًا في الثقة بقدرة إيرباص على الوفاء بالتزاماتها.
تأثير تخفيض هدف تسليم طائرات إيرباص على شركات الطيران
يأتي هذا التخفيض في هدف التسليم في وقت حرج لقطاع الطيران العالمي، الذي لا يزال يتعافى من تداعيات جائحة كوفيد-19. تعتمد شركات الطيران بشكل كبير على الطائرات الجديدة لتعزيز كفاءة الوقود، وتقليل تكاليف الصيانة، وتلبية متطلبات السلامة المتزايدة. تأخير التسليم يضعف هذه القدرات ويؤثر على الربحية.
في نهاية شهر نوفمبر، واجهت شركات الطيران اضطرابات بسبب الحاجة إلى تحديثات برمجية عاجلة لأكثر من ستة آلاف طائرة من طراز A320. لاحقًا، أعلنت إيرباص عن ضرورة فحص مئات الطائرات الأخرى للتحقق من سلامة الألواح. هذه المشكلات الفنية المتتالية ساهمت في زيادة المخاوف بشأن جودة إنتاج إيرباص وقدرتها على الوفاء بوعودها.
مشكلات فنية متزايدة
أشارت إيرباص إلى أن المشكلات المتعلقة بالبرمجيات والألواح هي السبب الرئيسي وراء تخفيض هدف التسليم. وتؤكد الشركة أنها تعمل بجد لمعالجة هذه المشكلات وضمان سلامة طائراتها. ومع ذلك، فإن هذه التفسيرات لم تقنع جميع العملاء، الذين يطالبون بمزيد من الشفافية والمساءلة.
أكد ويلي والش أن شركات الطيران تظهر ثقة أكبر في التزامات شركة بوينغ وقدرتها على التنفيذ. وأضاف أن أداء بوينغ قد تحسن بشكل ملحوظ بعد اتخاذ إجراءات لتصحيح مشكلات الإنتاج في طائرة 737 ماكس. هذا التحول في الثقة قد يؤدي إلى تغييرات في ديناميكيات السوق بين الشركتين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تأخير تسليم الطائرات من إيرباص قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، حيث ستضطر شركات الطيران إلى تعويض التكاليف الإضافية. هذا قد يؤثر سلبًا على الطلب على السفر الجوي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية. تعتبر القدرة التنافسية في قطاع الطيران من العوامل الهامة التي تؤثر على أسعار التذاكر.
في المقابل، لم تصدر إيرباص حتى الآن ردًا جديدًا على تصريحات والش، واكتفت بالإشارة إلى البيانات السابقة المتعلقة بالمشكلات الفنية. هذا الصمت قد يفسره البعض على أنه اعتراف ضمني بوجود تحديات كبيرة تواجه الشركة. من المهم ملاحظة أن إيرباص وبوينغ هما أكبر شركتين مصنعتين للطائرات في العالم، وتنافسهما الشديد يؤثر على جميع جوانب صناعة الطيران.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه قطاع الطيران تحولًا في الأداء بين إيرباص وبوينغ. فبعد سنوات من التفوق، تواجه إيرباص الآن تحديات كبيرة، بينما تسعى بوينغ إلى استعادة مكانتها بعد الأزمات التي عصفت بها. هذا التحول قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في السوق.
من المتوقع أن تعقد إيرباص اجتماعًا مع عملائها في الأسابيع القادمة لمناقشة خططها لمعالجة المشكلات الفنية وتسريع عمليات التسليم. سيكون هذا الاجتماع فرصة مهمة لإعادة بناء الثقة وتوضيح الرؤية المستقبلية للشركة. سيراقب قطاع الطيران عن كثب نتائج هذا الاجتماع وتأثيرها على خطط شركات الطيران.
في الختام، يمثل تخفيض هدف تسليم الطائرات من قبل إيرباص تحديًا كبيرًا لشركات الطيران العالمية. من غير الواضح حتى الآن كيف ستؤثر هذه التطورات على المدى الطويل، ولكن من المؤكد أنها ستزيد من الضغوط على إيرباص لإثبات قدرتها على الوفاء بالتزاماتها واستعادة ثقة عملائها. ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مستقبل الشركة ومكانتها في صناعة الطيران.
