أعلنت شركة المصانع الكبرى للتعدين “أماك” عن اكتشاف موارد معدنية واعدة في منطقة نجران، جنوب غرب المملكة العربية السعودية. وتشمل هذه الموارد النحاس والزنك والذهب والفضة، وتقدر كمياتها الأولية بحوالي 11 مليون طن. يأتي هذا الكشف في وقت تشهد فيه المملكة اهتمامًا متزايدًا بتطوير قطاع التعدين كجزء من رؤية 2030.
ارتفع سهم “أماك” بشكل ملحوظ في البورصة السعودية عقب الإعلان، حيث سجل زيادة بنسبة 6.3%، وهو أعلى ارتفاع يومي له منذ تسعة أشهر. تُعد “أماك” من بين الشركات الرائدة في مجال التعدين المدرجة في السوق السعودي، وقد شهدت قيمتها السوقية نموًا من 4.16 مليار ريال في بداية عام 2022 إلى 6.68 مليار ريال حاليًا.
تزايد الثروة المعدنية في السعودية
يأتي هذا الاكتشاف في أعقاب رفع المملكة العربية السعودية تقديراتها لقيمة الثروة المعدنية الإجمالية بنسبة 90% في أغسطس الماضي، لتصل إلى أكثر من 9.37 تريليون ريال. هذا التقييم الجديد يعكس الجهود المتواصلة لاستكشاف وتقييم الموارد المعدنية الهائلة الموجودة في البلاد، وفقًا لبيانات وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
تستثمر المملكة حاليًا 40 مليار دولار سنويًا في مشاريع التعدين الكبرى من خلال صندوق الاستثمارات العامة. تهدف هذه الاستثمارات إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة المملكة كلاعب رئيسي في سوق المعادن العالمي.
رؤية 2030 والتعدين
تعتبر رؤية 2030 قطاع التعدين ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة. وتسعى الرؤية إلى زيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 75 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات وكالة “إس آند بي”.
السعودية تتحدى التوجهات العالمية في قطاع التعدين
تواجه صناعة التعدين العالمية تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع التكاليف وتقلبات أسعار السلع الأساسية، بالإضافة إلى القضايا البيئية والتنظيمية. ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية تسير في اتجاه معاكس، حيث تواصل الاستثمار في تطوير قطاع المعادن والتعدين، وتعتبره محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي.
تشير تقارير “إس آند بي” إلى أن المملكة تتبنى استراتيجية طموحة لتجاوز هذه التحديات، من خلال توفير بيئة استثمارية جاذبة وتبني أحدث التقنيات في مجال الاستكشاف والتعدين.
خطط “أماك” المستقبلية
بدأت “أماك” أعمال الاستكشاف المكثفة في المنطقة المُرخصة في سبتمبر 2024، وأطلقت برنامج حفر واسع النطاق في فبراير الماضي. وقد تجاوزت عمليات الحفر حتى الآن 27 ألف متر، ومع ذلك، فإن هذه المساحة تمثل أقل من 10% من إجمالي مساحة الرخصة، مما يشير إلى إمكانية وجود المزيد من الموارد المعدنية.
تخطط الشركة لإجراء المزيد من الدراسات الجيوفيزيائية وعمليات الحفر في العام المقبل، بهدف رفع تقديرات الموارد الحالية. بالتزامن مع ذلك، بدأت “أماك” دراسات المرحلة التطويرية لتحويل رخصة الاستكشاف إلى رخصة تعدين.
تتوقع الشركة الإعلان عن نتائج هذه الدراسات في عام 2026. هذا الإعلان سيكون خطوة حاسمة نحو تحويل الاكتشاف إلى مشروع تعدين فعلي، مما قد يساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
من المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية مزيدًا من الاكتشافات في قطاع التعدين في المستقبل القريب، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة والجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة والشركات الخاصة. وسيظل قطاع المعادن محط اهتمام المستثمرين والمحللين على حد سواء، نظرًا لإمكاناته الهائلة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
