تشهد أسواق الأسواق الناشئة انتعاشًا ملحوظًا في نهاية العام، حيث تتجه الأسهم والعملات نحو تحقيق مكاسب أسبوعية مدعومة بتفاؤل المستثمرين على الرغم من ضعف حجم التداول بسبب العطلات. يأتي هذا الأداء الإيجابي في ظل ترقب الأسواق لتطورات اقتصادية رئيسية، بما في ذلك مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وتأثير التطورات التكنولوجية.
ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” للأسهم في الأسواق الناشئة بنسبة 0.6% في التداولات الآسيوية، مسجلاً أعلى مستوى له منذ منتصف نوفمبر. ساهم في هذا الارتفاع أداء قوي للأسواق التكنولوجية في كوريا الجنوبية وتايوان، مع تسجيل شركة “سامسونج إلكترونيكس” أداءً متميزًا.
أفضل مكاسب أسبوعية منذ نوفمبر: نظرة عامة على الأداء
من المتوقع أن يسجل المؤشر مكاسب أسبوعية بنسبة 2.2%، وهو ما يمثل أفضل أداء له منذ الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر. تجدر الإشارة إلى أن بعض الأسواق، مثل إندونيسيا وهونغ كونغ، كانت مغلقة بسبب العطلات، مما أثر على حجم التداول العام.
بالتوازي مع أداء الأسهم، ارتفع مؤشر عملات الدول النامية بنسبة 0.6% منذ بداية الأسبوع، متجهاً نحو تسجيل رابع مكسب أسبوعي على التوالي، وهو الأكبر منذ شهر أغسطس. يعكس هذا الارتفاع قوة متزايدة لهذه العملات مقابل الدولار الأمريكي.
بشكل عام، تشير التقديرات إلى أن أسواق الأسواق الناشئة قد تنهي العام على مكاسب تصل إلى 30%. ومع ذلك، يرى خبراء السوق أن هذه التوقعات لا تزال مرتبطة بعدة عوامل رئيسية.
العوامل المؤثرة في أداء الأسواق الناشئة
يؤكد المحللون على أهمية تطورات الذكاء الاصطناعي ومسار أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كعاملين رئيسيين سيحددان مستقبل الأسواق الناشئة. لا يزال كلا العاملين يحملان درجة من عدم اليقين، مما يستدعي الحذر في التوقعات.
صرح شاروت شانانا، كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في “ساكسو ماركتس” في سنغافورة، بأن “قناعة المستثمرين بموضوع الذكاء الاصطناعي لا تزال متفاوتة، وهذا هو المحرك الأكثر أهمية حاليًا”. وأضاف أن الارتفاع قد يستمر إذا حافظ الدولار الأمريكي على مستوياته الضعيفة، لكن الاختبار الحقيقي سيكون مع عودة السيولة إلى الأسواق في أوائل يناير.
العملات المحلية تتصدر المكاسب
تصدر الوون الكوري الجنوبي قائمة العملات الرابحة يوم الجمعة، مدفوعًا بضعف الدولار الأمريكي وتدفقات الاستثمار إلى الأسهم المحلية. وقد ارتفع الوون إلى أقوى مستوى له منذ 4 نوفمبر بعد أن أعربت السلطات عن قلقها بشأن الضعف المفرط للعملة والتزمت باتخاذ إجراءات للحد من انخفاضها.
أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية عن التزامها بالتدخل في سوق الصرف لمنع المزيد من الضعف في الوون، وهو ما ساهم في استعادة ثقة المستثمرين. يأتي هذا التطور في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها اليابان لدعم الين.
استقرار اليوان الصيني وتدخل البنك المركزي
في المقابل، استقر اليوان الصيني بعد أن حدد البنك المركزي الصيني سعرًا مرجعيًا يوميًا أقل من توقعات السوق، في إشارة إلى رغبته في إبطاء وتيرة ارتفاع العملة. جاء هذا الإجراء بعد أن تجاوز اليوان حاجز 7 يوانات مقابل الدولار في السوق الخارجية، مسجلاً أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2024.
يعكس تدخل البنك المركزي الصيني حرصه على الحفاظ على استقرار الأسواق المالية وتجنب التقلبات الحادة في قيمة اليوان. يأتي هذا في وقت تسعى فيه الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، والتي يمكن أن تؤثر على أداء الأسواق الناشئة. تشمل هذه التطورات التوترات التجارية، وأسعار النفط، والسياسات النقدية للبنوك المركزية الرئيسية.
في الختام، من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة مزيدًا من التقلبات في الفترة المقبلة. سيكون من المهم مراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي، ومسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والسياسات النقدية للبنوك المركزية الأخرى، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية. من المنتظر أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المزيد من الإشارات حول مسار أسعار الفائدة في اجتماعه القادم، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على الاستثمار في الأسواق الناشئة.
