قادت أسهم التكنولوجيا ارتفاعًا ملحوظًا في الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هذا التحول في التوقعات ساهم في تعزيز التفاؤل بين المستثمرين قبل عطلة عيد الشكر، بينما شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا في قيمته. يعكس هذا الأداء تحولًا في معنويات السوق بعد فترة من عدم اليقين.
ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.7%، مواصلًا مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي. كما استعاد المؤشر متوسطه المتحرك لـ50 يومًا، وهو مستوى دعم فني هام. في المقابل، كان حجم التداول أقل بنحو 11% من المتوسط اليومي لنفس الفترة، مما يشير إلى حذر نسبي بين المتداولين. أنهى مؤشر “ناسداك 100” الجلسة بارتفاع بنسبة 0.9%، بعد تعافي سهم “إنفيديا كورب” من المخاوف المتعلقة بالمنافسة في قطاع معالجات الذكاء الاصطناعي.
توقعات خفض أسعار الفائدة تدعم الأسهم الأمريكية
تأتي هذه الارتفاعات في أعقاب تصريحات متسارعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم. تزايدت هذه التوقعات بعد ظهور اسم كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، كمرشح محتمل لرئاسة الفيدرالي، وهو ما يراه المستثمرون متوافقًا مع سياسة تخفيض الفائدة التي يفضلها الرئيس دونالد ترامب.
بيانات اقتصادية مختلطة
على الرغم من التفاؤل السائد، أشارت البيانات الاقتصادية إلى صورة مختلطة. انخفضت طلبات إعانة البطالة الأولية بشكل طفيف، مخالفة التوقعات التي أشارت إلى زيادة متواضعة. أدى ذلك إلى استقرار العائد على السندات لأجل 10 سنوات قرب 3.99%. ويرى إيان لينغن من “بي إم أو كابيتال ماركتس” أن هذه البيانات تعكس وجود تيارات متضاربة في الاقتصاد، لكنها لا تغير مسار الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة.
أظهر “الكتاب البيج” الصادر عن البنك المركزي الأمريكي تراجعًا طفيفًا في التوظيف وارتفاعًا معتدلًا في الأسعار، وفقًا لمسح أُجري على جهات الاتصال التجارية الإقليمية. تُظهر أسواق المال حاليًا احتمالاً يقارب 80% لخفض ربع نقطة في أسعار الفائدة الشهر المقبل، وتتوقع ثلاثة تخفيضات إضافية بحلول نهاية عام 2026.
تحسن معنويات السوق وتقييمات الأسهم
تستعيد الأسهم زخمها بعد المخاوف التي ظهرت في أوائل نوفمبر بشأن التقييمات المبالغ فيها لأسهم التكنولوجيا. ساهمت التصريحات المتسارعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في تحسين المعنويات، وأعادت إحياء الرهانات على خفض للفائدة في ديسمبر. ومع ذلك، لا يزال بعض المحللين يحذرون من أن المشهد قصير الأجل لا يزال غائمًا، ويتوقعون تحولًا نحو القطاعات الدفاعية التي كانت أقل أداءً.
بدأت رهانات صعود الأسهم لعام 2026 بالظهور، حيث يتوقع استراتيجيّو “دويتشه بنك” أن يرتفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى 8000 نقطة بحلول نهاية عام 2026، مدفوعًا بأرباح قوية وزيادة في عمليات إعادة شراء الأسهم. فيما يرى “جيه بي مورغان تشيس” أن المؤشر سيصل إلى 7500 نقطة، بينما حددت “سوسيتيه جنرال” هدفًا عند 7300 نقطة.
مستجدات اقتصادية في المملكة المتحدة
في المملكة المتحدة، وسّعت وزيرة الخزانة رايتشل ريفز هامشها المالي إلى 22 مليار جنيه إسترليني في ميزانيتها الأخيرة. وموّلت الزيادة عبر 29.8 مليار جنيه من الضرائب الجديدة، بما في ذلك رسوم على القمار والعقارات الفاخرة. ارتفع الجنيه والسندات البريطانية خلال خطابها في البرلمان.
من المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الأسابيع القادمة. سيكون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر هو الحدث الرئيسي الذي يجب مراقبته، حيث سيحدد مسار أسعار الفائدة في المستقبل القريب. كما أن التطورات الجيوسياسية المستمرة قد تؤثر على معنويات السوق وتقلباتها.
