لم تشهد أسعار النفط تغييرات كبيرة في تعاملات محدودة عشية عيد الميلاد، حيث يواصل المستثمرون تقييم تأثير العوامل الجيوسياسية المتصاعدة، بالإضافة إلى توقعات استمرار الفائض في المعروض العالمي من النفط. هذا التوازن بين المخاطر الجيوسياسية وزيادة الإنتاج يحدد مسار الأسعار في نهاية العام.
وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بشكل طفيف، لكنها استقرت قرب 58 دولارًا للبرميل، منهية بذلك سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام. ويراقب السوق عن كثب التطورات في فنزويلا وروسيا، وهما من الدول الرئيسية المنتجة للنفط، بحثًا عن أي علامات على اضطرابات محتملة في الإمدادات.
حصار أميركا على نفط فنزويلا وتأثيره على الأسواق
تواصل الولايات المتحدة جهودها للحد من عائدات النفط التي تدعم نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، وذلك من خلال السعي لاستعادة ناقلات النفط التي تحاول الالتفاف على العقوبات. وقد غادرت بالفعل ست ناقلات محملة بالنفط الخام سواحل فنزويلا منذ تكثيف واشنطن لهذه الجهود.
وتشير التقارير إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تأخير وصول النفط الخام إلى الأسواق، مما قد يدعم الأسعار على المدى القصير. ومع ذلك، فإن التأثير الإجمالي على المعروض العالمي لا يزال محدودًا حتى الآن، وفقًا لمحللين في قطاع الطاقة.
تراكم النفط الروسي في البحر
بالتوازي مع التوترات في فنزويلا، تشهد كميات النفط الخام الروسي المتراكمة في البحر ارتفاعًا ملحوظًا، حيث قفز حجمها بنسبة 48% منذ نهاية أغسطس. يعكس هذا التراكم صعوبات في إيجاد مشترين وناقلات بسبب العقوبات الغربية المحتملة.
ويثير هذا الوضع مخاوف لدى شركات الشحن والمشترين الروس، الذين يخشون من استهداف شحناتهم أيضًا. قد يؤدي ذلك إلى مزيد من الاضطرابات في الإمدادات، على الرغم من أن روسيا تواصل التأكيد على التزامها بتلبية طلبات السوق.
وفي المقابل، أظهرت بيانات من القطاع في الولايات المتحدة زيادة في مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع في مخزونات البنزين والمشتقات النفطية. ومن المتوقع صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في 29 ديسمبر.
أسعار النفط تتأثر أيضًا بقرارات أوبك وحلفائها، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي تغييرات في سياسة الإنتاج. على الرغم من زيادة الإنتاج العالمية، إلا أن أوبك+ تواصل لعب دور رئيسي في تحديد أسعار النفط.
تتجه أسعار النفط، وتحديدًا خام غرب تكساس الوسيط، نحو تسجيل أكبر انخفاض سنوي لها منذ عام 2020. يعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى توقعات فائض المعروض في العام المقبل، حيث زاد الإنتاج من قبل دول أوبك+ وخارجها. ومع ذلك، فإن المخاوف الجيوسياسية المستمرة، خاصة فيما يتعلق بروسيا وفنزويلا، ساهمت في الحد من الهبوط الحاد في الأسعار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حالة الاقتصاد العالمي تؤثر بشكل كبير على الطلب على النفط. تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا يثير مخاوف بشأن انخفاض الطلب في المستقبل.
تعتبر أسواق الطاقة من أكثر الأسواق تعقيدًا وتأثرًا بالعوامل السياسية والاقتصادية. يتوقع المراقبون أن يستمر هذا التقلب في الأسعار في الفترة المقبلة، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وتغيرات في ديناميكيات العرض والطلب.
في الختام، من المقرر صدور بيانات مخزونات النفط الرسمية في 29 ديسمبر، والتي قد تقدم مزيدًا من الوضوح حول حالة السوق. سيراقب المستثمرون أيضًا عن كثب أي تطورات جديدة في فنزويلا وروسيا، بالإضافة إلى أي إشارات على تغييرات في السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية الرئيسية. يبقى مستقبل أسعار النفط غير مؤكدًا، ويتوقف على تفاعل هذه العوامل المتعددة.
