استقرت أسعار النفط بعد ثلاثة أيام من المكاسب، حيث ينتظر المستثمرون تقارير ستسلط الضوء على توقعات توازنات سوق الخام العالمية حتى عام 2026. تداول خام “برنت” قرب 65 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه بنسبة 1.7% يوم الثلاثاء، بينما بقي خام “غرب تكساس” الوسيط دون 61 دولاراً للبرميل.
جددت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بأن تشهد الأسواق وفرة في الإمدادات في المدى القريب. ومع ذلك، تراجعت عن موقفها بشأن قرب الوصول إلى ذروة الطلب على النفط، وفقاً لتقرير آفاق الطاقة السنوي. من المقرر أن تصدر “منظمة الدول المصدرة للنفط” (أوبك) تقريرها الشهري لتحليل السوق في وقت لاحق من يوم الأربعاء.
إشارات على تراجع التوازن في سوق النفط
تشير بعض المؤشرات بالفعل إلى أوضاع أكثر تيسيراً في السوق. تقلص الفارق الفوري لعقود خام “غرب تكساس” الوسيط لأقرب شهر استحقاق إلى علاوة بلغت 5 سنتات فقط للبرميل عن أقرب عقد تال، مما يشير إلى ضعف هيكل الأسعار الصعودي أو ما يُعرف بـ”باكورديشن”.
خسرت أسعار النفط بعضاً من مكاسبها هذا العام وسط مخاوف من احتمال تشكل فائض كبير. قامت “أوبك” وحلفاؤها، بمن فيهم روسيا، بإعادة الطاقة الإنتاجية تدريجياً، إلى جانب زيادة الإنتاج من المنتجين خارج التحالف. توقعت “وكالة الطاقة الدولية” تكوّن فائض قياسي في المعروض خلال العام المقبل.
حذر بنوك، من بينها “غولدمان ساكس غروب”، من ارتفاع المخزونات النفطية العالمية. وفقاً لروبرت ريني، مدير أبحاث السلع الأولية لدى “ويستباك بانك”، يجب أن تؤكد التقارير القادمة على وفرة الإمدادات في أسواق النفط العالمية وتراكم الفوائض الهيكلية.
تأثير العقوبات على أسعار النفط
ومع ذلك، تستمر توقعات ارتفاع أسعار الوقود في المدى القصير، مع سعي أوروبا إلى فصل “لوك أويل” الروسية عن منظومات الطاقة الوطنية. أدى الإجراء، الذي دعم ارتفاع أسعار الديزل، إلى حالة استنفار من جانب الحكومات في أوروبا والشرق الأوسط لضمان إمكانية استمرار أنشطة “لوك أويل” واسعة النطاق.
في إطار الجهود الرامية إلى الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أدرجت الولايات المتحدة شركتي الطاقة العملاقتين “لوك أويل” و”روسنفت” على قوائم العقوبات. أدى هذا الإجراء إلى ارتفاع أسعار الديزل.
في أحدث تعاملات، انخفضت عقود خام برنت للتسوية في يناير 0.4% إلى 64.92 دولار للبرميل بحلول الساعة 02:00 ظهراً بتوقيت سنغافورة. هبط خام غرب تكساس الوسيط للتسليم في ديسمبر 0.4% إلى 60.80 دولار للبرميل.
ستوفر التقارير القادمة من “أوبك” و”وكالة الطاقة الدولية” مزيداً من التوضيح حول توقعات سوق النفط. ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر هذه التقارير لفهم التوازنات المستقبلية في سوق النفط العالمي.