تراجع سعر النفط اليوم بعد صدور بيانات أمريكية تشير إلى ارتفاع ملحوظ في المخزونات، مما خفف من حدة المخاوف التي كانت تحيط بتأثير العقوبات الغربية المحتملة على إمدادات النفط الروسية. انخفض سعر خام برنت نحو 64 دولارًا للبرميل، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 60 دولارًا. يأتي هذا الانخفاض في الوقت الذي يستعد فيه العالم لمزيد من العقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
أظهر تقرير صادر عن معهد البترول الأمريكي، المدعوم من القطاع الخاص، زيادة في مخزونات النفط الخام بحوالي 4.4 مليون برميل، بالإضافة إلى ارتفاع في مخزونات المنتجات النفطية الأخرى. وتشير التقديرات الأولية إلى أنه في حال تأكيد هذه الأرقام من خلال البيانات الرسمية التي ستصدر غدًا الأربعاء، فستصل مخزونات النفط إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من خمسة أشهر.
تأثير العقوبات والإمدادات المتزايدة على سعر النفط
من المقرر أن تدخل عقوبات أمريكية جديدة تستهدف منتجي النفط الروسيين الرئيسيين، وهما روسنفت ولوك أويل، حيز التنفيذ في الأيام القليلة القادمة. تهدف هذه العقوبات إلى زيادة الضغط على موسكو بهدف إنهاء الصراع في أوكرانيا. ونتيجة لذلك، قام بعض كبار المشترين الآسيويين بتقليل حجم مشترياتهم من النفط الروسي تحسبًا لهذه الإجراءات، الأمر الذي عزز بدوره أسواق الديزل في أوروبا.
يأتي تراجع أسعار النفط أيضًا في ظل مخاوف مستمرة بشأن احتمال تجاوز المعروض العالمي للطلب. فقد توقعت وكالة الطاقة الدولية فائضًا تاريخيًا في المعروض العام المقبل، مدفوعًا بزيادة الإنتاج من قبل تحالف أوبك+، بالإضافة إلى الدول المنتجة خارج نطاق هذا التحالف.
زيادة الشحنات النفطية تعزز المعروض
وفقًا لشركة التحليلات “فاندا إنسايتس” في سنغافورة، لا يزال سوق النفط محصورًا في نطاق ضيق، متأثرًا بالتناقض بين توقعات فائض المعروض والمخاوف المتعلقة بالوضع في روسيا. وأشارت الشركة إلى أن “عامل المخاطر” في السوق يشهد تقلبات متزايدة.
علاوة على ذلك، سجل حجم الخام المنقول عبر الناقلات مستوى قياسيًا جديدًا، مما يعكس زيادة الإمدادات التي تتزامن مع اقتراب موعد تطبيق العقوبات الأمريكية. فقد تم نقل حوالي 1.4 مليار برميل من النفط الخام إلى وجهات مختلفة أو تخزينها عائمًا في الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات شركة “فورتكسا”.
عودة نشر البيانات وتعافي الأسواق
بعد فترة توقف بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، يستعد المستثمرون لاستقبال دفعة من البيانات الاقتصادية المتراكمة. من المقرر أن تستأنف لجنة تداول السلع الآجلة نشر بيانات التزامات المتداولين، مع صدور تقريرين أسبوعيًا حتى 23 يناير، قبل العودة إلى الجدول الزمني الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تؤثر التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية بشكل مستمر على سوق النفط. يستمر التوتر في الشرق الأوسط في التأثير على تقديرات المخاطر، في حين أن أي تطورات جديدة في المفاوضات الدبلوماسية بشأن أوكرانيا قد تؤدي إلى تقلبات في الأسعار.
وبالنظر إلى المستقبل، ستكون البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، بما في ذلك تقارير التضخم والوظائف، حاسمة في تحديد مسار أسعار النفط. كما أن استمرار أو تصاعد العقوبات على روسيا سيظل عاملاً رئيسياً في تشكيل ديناميكيات السوق. من المهم مراقبة هذه التطورات عن كثب لتقييم التوجهات المستقبلية المحتملة لأسعار النفط.
