واصلت أسعار الفضة ارتفاعها بشكل ملحوظ، متجاوزة حاجز الـ 60 دولارًا للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق يوم الثلاثاء، لتسجل مستوى قياسي جديد يوم الأربعاء. يعزى هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة تشمل نقص المعروض، وتوقعات بتخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتزايد الطلب الاستثماري على المعدن الأبيض.

يأتي هذا الصعود في وقت يشهد فيه سوق المعادن تقلبات كبيرة، مع تزايد الاهتمام بالمعادن النفيسة كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وقد أثار هذا الارتفاع تساؤلات حول استمرارية هذا الاتجاه، وتأثيره على أسعار المعادن الأخرى مثل الذهب والنحاس.

ارتفاع أسعار الفضة: عوامل الدعم والتوقعات المستقبلية

تعتبر توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أحد أهم العوامل الداعمة لأسعار الفضة. فأسعار الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعادن النفيسة التي لا تدر دخلاً، مما يزيد من جاذبيتها للمستثمرين.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم شح الإمدادات في دفع الأسعار إلى الأعلى. فقد شهدت الأسواق قيودًا في المعروض، خاصةً في الصين، حيث انخفضت المخزونات إلى أدنى مستوى لها في عقد من الزمن.

تأثير تدفقات الاستثمار

شهدت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة تدفقات قوية في الأسبوع الماضي، بأكبر وتيرة أسبوعية منذ يوليو، مما يشير إلى ثقة المستثمرين في استمرار صعود الأسعار. هذا التدفق الاستثماري يعزز الطلب على الفضة، ويدعم ارتفاع الأسعار.

مخاوف بشأن الرسوم الجمركية المحتملة

يثير احتمال فرض رسوم جمركية على الفضة من قبل الولايات المتحدة قلقًا في السوق. فقد أضافت الحكومة الأمريكية الفضة إلى قائمة المعادن الحرجة الشهر الماضي، مما قد يؤدي إلى احتفاظ بعض المتعاملين بالمعدن داخل السوق المحلية، وبالتالي تقليل المعروض المتاح.

في المقابل، شهد سعر الذهب تراجعًا طفيفًا، مسجلاً 1944.74 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت أسعار البلاتين والبلاديوم أيضًا. ويبقى مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري مستقرًا بعد ارتفاعه بنسبة 0.1% في الجلسة السابقة.

شح إمدادات النحاس وتأثيره على السوق

ارتفعت أسعار الفضة بأكثر من الضعف هذا العام، متجاوزة ارتفاع الذهب الذي بلغ 60%. ويرجع هذا الأداء القوي إلى أزمة شح الإمدادات التي بدأت في أكتوبر الماضي، والتي أدت إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض. على الرغم من تحسن الوضع مع تدفق المزيد من المعدن إلى الخزائن، إلا أن أسعار الاقتراض لا تزال مرتفعة، مما يشير إلى استمرار الضيق في المعروض.

يرى المحللون أن أداء الفضة يتأثر أيضًا بتطورات السياسة النقدية الأمريكية. فقد صرح كيفن هاسيت، المرشح الأوفر حظًا لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، بأنه يرى مجالاً واسعًا لخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، مما قد يدعم أسعار المعادن النفيسة بشكل أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب تطورات سوق النحاس، حيث أن أي تغييرات في المعروض أو الطلب على النحاس يمكن أن تؤثر على أسعار المعادن الأخرى.

في الختام، من المتوقع أن تستمر أسعار الفضة في التقلب في المدى القصير، مع تأثرها بتطورات السياسة النقدية الأمريكية، ومستويات المعروض، والتدفقات الاستثمارية. وينبغي على المستثمرين مراقبة هذه العوامل عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. من المقرر أن يعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه في 9 و 10 ديسمبر، ومن المتوقع أن يصدر قرارات بشأن أسعار الفائدة، مما قد يؤثر بشكل كبير على أسواق المعادن.

شاركها.