وقّعت شركة أرامكو السعودية، بالتعاون مع إكسون موبيل وشركة سامرف، اتفاقية إطارية لتقييم وتطوير مصفاة سامرف في ينبع، بهدف توسيعها لتصبح مجمعاً متكاملاً لإنتاج البتروكيماويات. يأتي هذا الإعلان في إطار جهود المملكة لتعزيز قطاع الطاقة وتنويع مصادر الدخل، والاستفادة القصوى من مواردها النفطية. ومن المتوقع أن يعزز هذا المشروع مكانة المملكة كمركز رئيسي لإنتاج البتروكيماويات على مستوى العالم.

تم توقيع الاتفاقية بين الشركات الثلاث في الرياض، بحضور مسؤولين من أرامكو وإكسون موبيل وسامرف. وتهدف الاتفاقية إلى دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لتوسعة المصفاة، وتحديد الاستثمارات المطلوبة لتنفيذ المشروع. ومن المقرر أن تبدأ الشركات في إجراء الدراسات اللازمة خلال الأشهر القليلة القادمة.

سامرف ومستقبل قطاع البتروكيماويات السعودي

تعتبر مصفاة سامرف، وهي مشروع مشترك بين أرامكو وإكسون موبيل، من أهم مصافي النفط في المملكة العربية السعودية. حيث تقوم المصفاة حالياً بمعالجة أكثر من 400 ألف برميل من النفط الخام يومياً، وتنتج مجموعة واسعة من المنتجات النفطية، بما في ذلك البنزين والديزل ووقود الطائرات. يهدف التوسع المقترح إلى زيادة قدرة المصفاة على إنتاج البتروكيماويات عالية القيمة، مما سيساهم في تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط الخام.

أهداف التوسع في مصفاة سامرف

تشمل أهداف التوسع في مصفاة سامرف عدة نقاط رئيسية. أولاً، زيادة القدرة الإنتاجية للمصفاة لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات النفطية والبتروكيماوية. ثانياً، تطوير تقنيات جديدة لإنتاج البتروكيماويات بشكل أكثر كفاءة وصديقة للبيئة. ثالثاً، خلق فرص عمل جديدة للمواطنين السعوديين في قطاع الطاقة.

صرح محمد بن يحيى القحطاني، رئيس التكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو، بأن المشروع يهدف إلى “زيادة تحويل النفط الخام والسوائل البترولية إلى مواد كيميائية عالية القيمة”. وأضاف أن المشروع “سيُسهم في ترسيخ مكانة سامرف لتصبح محركاً لنمو قطاع البتروكيماويات في المملكة”.

بالإضافة إلى ذلك، ستعمل الشركات الثلاث على استكشاف فرص لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المصفاة وتقليل الانبعاثات الناتجة عن عملياتها. ويتماشى هذا مع التزام المملكة بخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية. وتشير التقارير إلى أن المملكة تهدف إلى تحقيق الحياد الصفري للكربون بحلول عام 2060.

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه أسعار النفط تقلبات كبيرة في الأسواق العالمية. وبحسب تقارير حديثة، فإن الطلب على النفط يزداد في آسيا، بينما يواجه الطلب في أوروبا تحديات بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، يظل النفط مصدراً رئيسياً للطاقة في العالم، ومن المتوقع أن يستمر الطلب عليه في المستقبل المنظور.

تُظهر البيانات المالية لأرامكو أن الشركة تنتج حالياً حوالي 10.45 مليون برميل من النفط يومياً، مع طاقة إنتاجية قصوى تبلغ حوالي 12 مليون برميل يومياً. وتستعد أرامكو لزيادة إنتاج النفط والغاز في العام المقبل، مع بدء تشغيل مشروع “الجافورة” للغاز. ومن المتوقع أن يساهم مشروع “الجافورة” في تقليل الاعتماد على النفط الخام في إنتاج الطاقة.

يعتبر النفط الخام أحد أهم الموارد الطبيعية في المملكة العربية السعودية، وتشكل عائدات النفط الجزء الأكبر من إيرادات الدولة. وتسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط من خلال الاستثمار في قطاعات أخرى، مثل السياحة والصناعة والتكنولوجيا. ويعتبر تطوير قطاع البتروكيماويات جزءاً أساسياً من هذه الاستراتيجية.

من المتوقع أن تستغرق دراسات الجدوى والتصميم الهندسي للمشروع عدة أشهر. وبعد ذلك، ستبدأ الشركات في تنفيذ المشروع، والذي قد يستغرق عدة سنوات لإكماله. وستراقب الأسواق العالمية عن كثب تطورات هذا المشروع، نظراً لأهميته الاستراتيجية بالنسبة للمملكة العربية السعودية والعالم.

شاركها.