أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” عن خططها للإبقاء على شركة الكيماويات الألمانية “كوفيسترو” (Covestro) كشركة مستقلة بعد الاستحواذ عليها. جاء هذا الإعلان خلال مقابلة مع خالد سالمين، الرئيس التنفيذي لدائرة التكرير والتصنيع والتسويق في “أدنوك”، مع تليفزيون “بلومبرغ”، حيث أشار إلى أن هذه الصفقة تمثل علامة فارقة بالنسبة للشركة.
تعد “أدنوك” أكبر شركة منتجة للنفط في الإمارات، وتعمل الدولة على توسيع نشاطها في مجال الطاقة بعيداً عن النفط، مع التركيز على تجارة الغاز الطبيعي والكيماويات، مثل المواد البلاستيكية، بهدف الاستفادة من تحول الطاقة العالمي. يأتي هذا في ظل توقعات باستمرار نمو الطلب الصيني على الطاقة، رغم عدم توقع أي زيادة في استهلاك البنزين، وفقاً لما ذكره سالمين.
توسع “أدنوك” في الغاز والكيماويات
أوضح سالمين أن “أدنوك” تواصل إجراءات تأسيس شركة “إكس آر جي” (XRG)، وهي شركة استثمار تابعة مخصصة للتوسع في نشاطي الغاز والكيماويات على مستوى العالم، بالإضافة إلى تطوير إمدادات الطاقة منخفضة الكربون مثل الأمونيا الزرقاء والوقود الحيوي. وستكون “إكس آر جي” هي الجهة المالكة لحصة الأغلبية في “كوفيسترو”، مما يعزز من استراتيجية “أدنوك” في تنويع محفظتها الاستثمارية.
وأشار سالمين إلى أن “أدنوك” ترى العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الغاز والكيماويات، والتي تشمل تطوير مشروعات جديدة أو الاستحواذ على أصول قائمة. وفي هذا السياق، تعتزم “أدنوك” دراسة عدد من الخيارات الاستراتيجية لتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية.
تحول الطاقة واستثمارات “أدنوك”
يأتي توسع “أدنوك” في قطاع الغاز والكيماويات في إطار التحول العالمي نحو مصادر الطاقة منخفضة الكربون. وتسعى الإمارات من خلال “أدنوك” إلى تعزيز دورها كشريك رئيسي في تلبية احتياجات الطاقة العالمية، مع التركيز على الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وفي هذا السياق، يمثل الاستحواذ على “كوفيسترو” خطوة استراتيجية نحو تعزيز قدرات “أدنوك” في مجال الكيماويات المتخصصة، والتي تلعب دوراً حيوياً في العديد من الصناعات، بما في ذلك صناعة السيارات والإنشاءات.
ومع استمرار “أدنوك” في تنفيذ استراتيجيتها للتوسع في قطاعات الغاز والكيماويات، ينتظر أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التطورات بشأن صفقة الاستحواذ على “كوفيسترو”، حيث لا يزال يتعين على الشركة الحصول على عدد كبير من الموافقات التنظيمية لإتمام الصفقة.
وتعتمد نجاح هذه الصفقة على عدة عوامل، منها الموافقات التنظيمية والظروف السوقية. وفي ظل التحديات المحتملة، تظل استراتيجية “أدنوك” مرتكزة على تعزيز مكانتها كشركة رائدة في قطاع الطاقة والكيماويات.