تستعد شركة “مرسيدس-بنز” للدخول بقوة إلى عالم السيارات ذاتية القيادة من خلال شراكة استراتيجية مع شركة “مومنتا غلوبال” الصينية. ستبدأ هذه الخطوة في أبوظبي بالتعاون مع شركة “لومو موبيليتي”، مما يمثل أول مشروع للشركة الألمانية في مجال خدمات سيارات الأجرة التي تعمل بدون سائق. ومن المتوقع أن يتم إطلاق تقنية القيادة الذاتية من المستوى الرابع في الجيل الجديد من سيارة الفئة “S” في يناير القادم.
تأتي هذه الشراكة في وقت تشهد فيه صناعة السيارات تحولاً جذرياً نحو التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي. وتهدف “مرسيدس-بنز” من خلال هذا التعاون إلى تسريع وتيرة تطوير أنظمة القيادة الذاتية وتقديمها لعملائها في أقرب وقت ممكن. وستعمل “لومو موبيليتي” كمنصة لتشغيل هذه السيارات ذاتية القيادة في العاصمة الإماراتية، بعد حصولها على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة.
اتجاه عالمي نحو الشراكات الصينية في تطوير السيارات ذاتية القيادة
يشهد قطاع السيارات العالمي اتجاهاً متزايداً نحو التعاون مع الشركات الصينية المتخصصة في تطوير برمجيات القيادة الذاتية. يعود ذلك إلى التقدم الكبير الذي حققته هذه الشركات في هذا المجال، بالإضافة إلى التكاليف المنخفضة نسبياً مقارنة بالشركات الغربية. وتعتبر “مومنتا غلوبال” من بين أبرز هذه الشركات، حيث تقدم حلولاً متكاملة للقيادة الذاتية تعتمد على كميات هائلة من البيانات الواقعية.
تستفيد شركات صناعة السيارات الألمانية، التي تواجه تحديات في سوق السيارات الكهربائية وتراجع الأرباح، من هذه الشراكات لخفض تكاليف التطوير وتسريع عملية الابتكار. فبدلاً من الاستثمار الضخم في تطوير البرمجيات بأنفسهم، يفضلون الاستعانة بخبراء صينيين متخصصين.
في المقابل، تتوسع الشركات الصينية الناشئة مثل “وي رايد” بسرعة في الأسواق الخارجية من خلال إقامة شراكات مع شركات عالمية كبرى. وقد بدأت بالفعل في تقديم خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة في بعض المناطق، مما يشير إلى قدرتها التنافسية المتزايدة.
دور “مومنتا غلوبال” في منظومة القيادة الذاتية
تعتبر “مومنتا غلوبال” لاعباً رئيسياً في مجال تطوير تقنيات القيادة الذاتية، حيث توفر أنظمة متقدمة لشركات مثل “بي إم دبليو” في الصين. وتستعد الشركة لإطلاق تجربة مماثلة بالتعاون مع “أوبر” في ألمانيا بحلول عام 2026. وتتميز “مومنتا غلوبال” بتركيزها على توفير أنظمة كاملة ومتكاملة، بدلاً من مجرد تطوير مكونات فردية.
تعتمد الشركة على جمع وتحليل كميات ضخمة من بيانات القيادة الواقعية لتدريب خوارزمياتها وتحسين أدائها. وهذا يتيح لها تقديم حلول قيادة ذاتية أكثر أماناً وموثوقية.
نظام “إم بي- أو إس” من مرسيدس-بنز: منصة للابتكار
يعتمد إطلاق سيارات الأجرة ذاتية القيادة في أبوظبي على نظام التشغيل الجديد من “مرسيدس-بنز” والمعروف باسم “إم بي- أو إس”. يسمح هذا النظام للشركاء بتطوير تطبيقات متخصصة، بما في ذلك تقنيات القيادة الآلية المتقدمة، مع الحفاظ على سيطرة “مرسيدس-بنز” على البنية التحتية الأساسية.
تتيح هذه الاستراتيجية للشركة الألمانية الاستفادة من خبرات الشركاء في مجالات محددة، مع ضمان حماية برمجياتها الأساسية. كما تساعدها على خفض التكاليف وتسريع عملية التطوير. وتشمل التقنيات المرتبطة بالقيادة الذاتية، مثل الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي، مجالات رئيسية للتعاون.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا النموذج يفتح الباب أمام المزيد من الشراكات والابتكارات في المستقبل، مما يعزز مكانة “مرسيدس-بنز” كشركة رائدة في مجال السيارات المتصلة والقيادة الذاتية.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة المزيد من التفاصيل حول خطط “مرسيدس-بنز” و”لومو موبيليتي” لإطلاق خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة في أبوظبي. وستركز الجهود على إجراء اختبارات مكثفة لضمان سلامة وموثوقية هذه السيارات قبل طرحها للاستخدام العام. كما ستراقب الشركة عن كثب التطورات في مجال القيادة الذاتية في الأسواق الأخرى، مثل الولايات المتحدة والصين، لتقييم الفرص والتحديات المحتملة.
