استثمار

يقول جيفريز إن فرص هاريس في توسيع الهجرة القانونية “منخفضة”

مع اقتراب موعد انتخابات عام 2024، تظل سياسة هجرة العمالة عالية المهارة، وخاصة برنامج تأشيرة H-1B، نقطة نقاش حاسمة، مع وجود اختلافات صارخة بين نهجي كامالا هاريس ودونالد ترامب.

وفي حين يُنظر إلى هاريس على أنه يسعى إلى توسيع نطاق الهجرة القانونية، فإن المحللين من جيفريز يشككون في احتمالية إقرار مثل هذه الإصلاحات في الكونجرس المنقسم بشدة.

يسمح برنامج تأشيرة H-1B لأصحاب العمل في الولايات المتحدة بتوظيف عمال أجانب بشكل مؤقت في مجالات متخصصة، مثل التكنولوجيا والهندسة والرعاية الصحية.

ويعد برنامج التأشيرة هذا مهمًا بشكل خاص في القطاعات التي تتطلب درجة البكالوريوس على الأقل، حيث يضمن حصول المهنيين الأجانب على رواتب مساوية للعمال الأمريكيين.

تم تحديد الحد الأقصى الحالي لعدد تأشيرات H-1B عند 85 ألف تأشيرة سنويًا، مما يحد من عدد العمال المهرة الذين يدخلون سوق العمل في الولايات المتحدة.

وفي عهد إدارة ترامب، أصبح البرنامج أبطأ، وأكثر تقييدا، وأكثر تكلفة بالنسبة لأصحاب العمل والموظفين على حد سواء.

لقد شكل الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب تحت عنوان “اشترِ أمريكيًا وقم بتوظيف أمريكيًا” تحولًا جوهريًا في سياسة هجرة الأعمال، حيث أدخل العديد من الحواجز، مثل تضييق متطلبات الدرجة العلمية وزيادة عدد طلبات الأدلة بنسبة 66%.

وقد أدى هذا إلى إطالة أوقات المعالجة، بنسبة 46%، وزيادة حالة عدم اليقين لكل من أصحاب العمل والمتقدمين.

وسعى ترامب أيضًا إلى زيادة متطلبات الأجور السائدة بنسبة 100% واقترح اختيار المتقدمين للحصول على تأشيرة H-1B على أساس مستويات الدخل بدلاً من نظام اليانصيب التقليدي، مما يزيد من تثبيط أصحاب العمل عن توظيف العمال الأجانب.

وكان التأثير ملحوظا، إذ انخفض عدد طلبات الحصول على تأشيرة H-1B بعد عامه الأول في منصبه.

ومن المتوقع أن يحافظ ترامب، إذا أعيد انتخابه، على سياساته الصارمة فيما يتصل بهجرة رجال الأعمال. ومن المرجح أن تركز جهود إدارته على قطاعي التكنولوجيا والاستشارات، اللذين يوظفان نسبة كبيرة من العمال الأجانب في أدوار مبتدئة.

ويشير جيفريز إلى عدد قليل من التدابير الرئيسية التي يمكن سنها، بما في ذلك رفض الرعاية للمناصب الأساسية، وتقييد الترخيص لأزواج العمال الأجانب، وإلزام وحدات الكشف عن الاحتيال بالتوقيع على كل طلب، وبالتالي زيادة التدقيق وتأخير المعالجة.

إن تركيز ترامب المستمر على حماية الأجور والعمال الأميركيين من شأنه أن يعيق بشكل كبير عدد العمال الأجانب، وخاصة في القطاعات ذات الطلب المرتفع مثل التكنولوجيا.

في المقابل، تقدم كامالا هاريس، التي كانت قد دعت في السابق إلى إزالة حدود الحصص الوطنية للإقامة الدائمة، رؤية مختلفة.

وقال المحللون إن “هذه السياسة من شأنها أن تفيد المواطنين الصينيين والهنود الذين يواجهون تراكمات كبيرة، في حين تمتد أوقات المعالجة إلى 7 أو 8 سنوات بالنسبة للمواطنين الآخرين”.

ولكن المحللين في شركة جيفريز يلاحظون أن أي توسع في الهجرة القانونية يواجه عقبات كبيرة. وعلاوة على ذلك، يشعر جيفريز بالتشاؤم بشأن قدرة هاريس على تمرير تشريعات ثنائية الحزبية بشأن إصلاح الهجرة بنجاح.

ورغم أن هناك محاولات لإنشاء مسارات للحصول على الجنسية لأطفال المهاجرين غير المسجلين، فإن المناخ السياسي العام يشير إلى رد فعل عنيف ضد أي توسع متصور للهجرة التجارية. ولا تزال الدوائر الانتخابية الأميركية منقسمة، في ظل معارضة مثل هذه الإصلاحات من جانب القطاعات المعنية بالمنافسة في سوق العمل.

اتخذت إدارة بايدن موقفا متباينا بشأن الهجرة. فمن ناحية، واصلت بعض القيود التي فرضها ترامب، مثل اشتراط أن تكون درجات المتقدمين مرتبطة بشكل مباشر بوظائفهم وإخضاع بعض الجنسيات، وخاصة المتقدمين الصينيين والروس، لتدقيق أكثر صرامة.

وفي الوقت نفسه، أعاد بايدن العمل بمذكرة التكريم لتأسيس القبول على الموافقات السابقة، وتبسيط عملية الموافقة، وتوسيع نطاق تصريح العمل لأفراد الأسرة المؤهلين”، بحسب المحللين.

بالإضافة إلى ذلك، أعطى بايدن الأولوية للمتقدمين في الصناعات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، بما يتماشى مع الأهداف الاقتصادية والبيئية الأوسع لإدارته.

ورغم أن هذه الإصلاحات قدمت بعض الإغاثة للشركات والعمال الأجانب، فإنها لم تؤد إلى أي زيادة كبيرة في عدد تأشيرات H-1B أو إصلاحات أوسع نطاقا.

وبحسب جيفريز، فإن فرص إصلاح الهجرة القانونية في عهد هاريس منخفضة، حتى لو أصبحت رئيسة.

إن الانقسام الحزبي في الكونجرس يجعل من غير المرجح أن يتم تمرير تغييرات جوهرية، وخاصة فيما يتعلق بهجرة الأعمال.

تظل الهجرة قضية حساسة سياسيا، مع معارضة قوية من مختلف الدوائر الانتخابية، مما يجعل أي محاولة لتوسيع الهجرة القانونية مثيرة للجدل إلى حد كبير.

وعلاوة على ذلك، فإن القطاعات التقنية والاستشارية، التي تعتمد بشكل كبير على العمال الأجانب المبتدئين، قد تستمر في مواجهة التحديات إذا ظلت سياسات الهجرة مقيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى