رفضت وزارة الخزانة الأمريكية عرضًا قدمته مجموعة استثمارية بقيادة بنك إكستيلوس بارتنرز لشراء الأصول الأجنبية لشركة لوك أويل الروسية، وهي خطوة تؤثر على مستقبل استثمارات الطاقة في ظل العقوبات المستمرة على روسيا. يأتي هذا الرفض في خضم منافسة شرسة بين عدة شركات عالمية للاستحواذ على هذه الأصول، التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. وتعتبر صفقة لوك أويل ذات أهمية كبيرة نظرًا لتداعياتها المحتملة على أسواق النفط العالمية.
القرار، الذي أعلنته وكالة رويترز، يمثل تطورًا جديدًا في جهود الولايات المتحدة للضغط على روسيا اقتصاديًا بسبب الحرب في أوكرانيا. وتستمر المفاوضات مع الشركات الأخرى المهتمة بشراء الأصول، مع تحديد موعد نهائي جديد قريبًا.
مستقبل أصول لوك أويل: تحديات وعقبات
تأتي محاولة بيع أصول لوك أويل بعد فرض عقوبات أمريكية على الشركة وروسنفت في أكتوبر الماضي. تهدف هذه العقوبات إلى تقويض قدرة روسيا على تمويل جهودها الحربية، وتشجيعها على التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية. وتشمل الأصول المعروضة للبيع مشاريع نفط وغاز، ومصافي تكرير، وشبكة واسعة من محطات الوقود المنتشرة في مناطق استراتيجية حول العالم.
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن عرض إكستيلوس كان يتميز بآلية فريدة تعتمد على تبادل الأسهم بدلًا من الدفع النقدي. كان من المقرر أن يتولى المستثمرون الأمريكيون الذين يمتلكون أسهمًا في لوك أويل، والتي جمدت قيمتها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، تبادل هذه الأسهم مقابل الأصول العالمية للشركة الروسية. ثم كان سيتم بيع هذه الأصول لشركات طاقة أخرى، واستخدام العائدات لتسوية مستحقات المستثمرين.
منافسة شرسة على الأصول
لم تكن إكستيلوس هي الوحيدة المهتمة بالاستحواذ على أصول لوك أويل. وتنافست المجموعة مع كبار شركات النفط الأمريكية مثل إكسون موبيل وشيفرون، بالإضافة إلى شركات أخرى من الإمارات العربية المتحدة (IHC) والمجر (MOL) ومجموعة Carlyle Group للاستثمار الخاص. وتشير التقارير إلى أن هذه الشركات قدمت عروضًا مختلفة، بعضها يتضمن دفعات نقدية مباشرة.
على الرغم من أن لوك أويل كانت تميل في البداية إلى عرض إكستيلوس، إلا أن تعقيداته التنفيذية المحتملة ربما كانت السبب الرئيسي في رفض وزارة الخزانة الأمريكية له. فآلية تبادل الأسهم قد تواجه تحديات قانونية وتنظيمية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتقييم الأصول وتصفيتها.
تأثرت صناديق الاستثمار الأمريكية بشكل كبير بالحرب في أوكرانيا والعقوبات اللاحقة. فقدت هذه الصناديق مليارات الدولارات نتيجة لتجميد وتقليل قيمة أسهمها في الشركات الروسية، بما في ذلك لوك أويل. لذلك، فإن إيجاد حل لهذه المشكلة يمثل أولوية بالنسبة للعديد من المستثمرين.
تعتبر استثمارات الطاقة في روسيا محفوفة بالمخاطر في الوقت الحالي، بسبب حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي. ومع ذلك، فإن الأصول التي تمتلكها لوك أويل لا تزال جذابة للعديد من الشركات، نظرًا لقيمتها الاستراتيجية وإمكانية تحقيق عوائد مجدية على المدى الطويل.
تعد عملية بيع أصول شركة لوك أويل جزءًا من جهود أوسع لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية، وتنويع مصادر الإمداد. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إيجاد بدائل موثوقة للطاقة الروسية، لضمان استقرار الأسواق العالمية وتقليل تأثير العقوبات على الاقتصاد العالمي.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي عن تمديد الموعد النهائي لتقديم العروض لشراء أصول لوك أويل حتى 17 يناير القادم. يهدف هذا التمديد إلى إتاحة الفرصة للشركات المهتمة لتقديم عروض أكثر تفصيلاً وجاذبية.
من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة مزيدًا من المفاوضات والتقييمات للعروض المقدمة. وسيكون القرار النهائي لوزارة الخزانة الأمريكية حاسمًا في تحديد مستقبل أصول لوك أويل، وتأثيره على أسواق الطاقة العالمية.
يبقى من غير الواضح ما إذا كانت وزارة الخزانة ستوافق على أي من العروض المقدمة، أو ما إذا كانت ستختار تأجيل عملية البيع إلى أجل غير مسمى. وتعتمد هذه القرارات على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك المصالح الأمنية والاقتصادية للولايات المتحدة، والوضع السياسي في روسيا وأوكرانيا، وتقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بكل صفقة.
