هل تستطيع الأسواق السعودية الصمود في وجه الشتاء النفطي؟
Investing.com – تواجه الأسواق المالية في المملكة العربية السعودية توقعات صعبة حيث تواجه البلاد احتمالية “شتاء النفط”.
ويقول المحللون في BCA Research إن اقتصاد المملكة، الذي لا يزال مرتبطًا بشكل كبير بالإيرادات، معرض للانخفاضات المتوقعة في أسعار النفط العالمية وتباطؤ النمو الاسمي.
وفي حين أن الجهود المبذولة في إطار رؤية 2030 عززت الطلب المحلي من خلال التنويع، فإن الصورة الاقتصادية الأوسع لا تزال محفوفة بالمخاطر.
خلال العام الماضي، خطت المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة في تقليل اعتمادها على صادرات النفط، وهو ما يتضح من نمو الطلب المحلي الحقيقي بنسبة 4.4% على الرغم من انخفاض عائدات النفط.
وقد لعبت الاستثمارات في البنية التحتية والاقتراض، محليا ودوليا، دورا رئيسيا في استدامة الاستهلاك والنشاط التجاري.
ومع ذلك، فقد تأخر نمو الناتج المحلي الإجمالي الإجمالي، وانزلق إلى المنطقة السلبية في الفترة 2023-2024، مع تعثر عائدات تصدير النفط، وهي عنصر حاسم.
والارتباط بين أسعار النفط، والناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وسوق الأوراق المالية صارخ بشكل خاص. ومن المرجح أن تعاني الأسهم السعودية، التي تتوافق بشكل وثيق مع صحة الاقتصاد الأوسع من الاستهلاك المحلي، إذا انخفضت أسعار النفط الخام بشكل أكبر.
تتوقع BCA Research أن يظل الطلب العالمي على النفط الخام ضعيفًا في عام 2025 بسبب تباطؤ النمو العالمي، مما يبقي أسعار النفط تحت الضغط.
علاوة على ذلك، فإن موقف المملكة العربية السعودية الحذر بشأن الإنتاج – والذي يهدف إلى تجنب زيادة العرض في السوق – يعني أن عائدات المملكة من النفط من المرجح أن تستمر في مواجهة رياح معاكسة.
وتضيف السياسة المالية طبقة أخرى من عدم اليقين. وتتضمن موازنة 2025 المقترحة تخفيضات كبيرة في الإنفاق بنسبة 4.5% عن مستويات 2024، وهي خطوة تهدف إلى الحد من ارتفاع الدين العام.
ومع ذلك، فإن هذا التقييد المالي يهدد بخنق السيولة المحلية والنشاط الاقتصادي. وتؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة في المملكة العربية السعودية، المرتبطة بسياسات أسعار الفائدة التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بسبب ربط العملة، إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية، مما يحد من نمو الائتمان والاستثمار في القطاع الخاص.
وفي الوقت نفسه، تضخم الدين العام، حيث ارتفع من 12 مليار دولار في عام 2014 إلى 306 مليار دولار في عام 2024، وهو ما يمثل الآن 28% من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن غير المرجح أن ينعكس هذا المسار قريبا، نظرا للضغوط المزدوجة المتمثلة في ضعف عائدات النفط والنفقات المستمرة المرتبطة برؤية 2030.
بالنسبة للمستثمرين، فإن التوقعات حذرة. توصي BCA Research بالحفاظ على موقف محايد تجاه الأسهم السعودية ضمن محافظ الأسواق الناشئة، مما يعكس الشكوك حول قدرة السوق على التفوق في ظل هذه التحديات.
وبالمثل، تم تخفيض تصنيف الائتمان السيادي السعودي من الوزن الزائد إلى المحايد بسبب ارتفاع مستويات الدين واتساع هوامش الائتمان مقارنة بأقرانها في الأسواق الناشئة.